قال وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، أمس، إن الكويت والعراق يسعيان لإنهاء ملف الخلافات الحدودية البحرية، وإذا تم حله فسيحفز التنمية الاقتصادية بين البلدين، معبراً عن أمله إحراز تقدم في المحادثات القانونية والفنية بين البلدين سعياً لاتفاق.

وقال وزير الخارجية في مقابلة مع «رويترز» على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، إن «الأمر يمثل أولوية قصوى بالنسبة لحكومتي ونحن نعمل مع العراق لوضع اللمسات الأخيرة على ترسيم تلك الحدود البحرية، حيث نحن نمضي قدماً».

Ad

ورداً على سؤال عما إذا كان الموقف الكويتي من إسرائيل يمكن أن يتغير، قال وزير الخارجية إن الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين لا يتحسن، مضيفاً أن الأولويات هي أن يكون للفلسطينيين وطن استناداً إلى حل الدولتين.

وقال الصباح، إن الكويت ليس لديها خطط لتحذو حذو الدول العربية الأخرى في إعادة التواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من الزلزال الذي ألحق دماراً كبيراً بالبلاد.

وعلى صعيد متصل، ترأس وزير الخارجية وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة الـ 59 لمؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد أعماله خلال الفترة من 17 - 19 الجاري في جمهورية ألمانيا الاتحادية.

وشارك وزير الخارجية في الحلقة النقاشية تحت عنوان «التحديات في الشرق الأوسط» بمعية نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حيث طرح الصباح عدداً من المواضيع المتعلقة بالتحديات الإقليمية والدولية، كما شدد خلالها على أهمية إنهاء الصراعات والتخفيف من حدة التوترات وضرورة الاستماع إلى صوت العقل وحل وتسوية النزاعات عبر الحوار والطرق السلمية وتجسيد الآليات الفاعلة والسياسات القائمة على الاعتدال والاتزان والحكمة تجاه التعامل مع القضايا والتحديات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط.

وبين أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تصعيدات خطيرة، وخصوصاً بشأن القضية الفلسطينية والأحداث المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق جراء الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مجدداً في هذا الإطار موقف الكويت المبدئي والثابت تجاه إدانة واستنكار تلك الانتهاكات ودعوتها لوقف العدوان الإسرائيلي على القدس ومقدساتها.

الأزمات الراهنة

كما لفت إلى أهمية توحيد الجهود المشتركة للتغلب على الأزمات الراهنة وخصوصاً ما اتصل منها بالقضية الفلسطينية والأزمة الأوكرانية، مشدداً على ضرورة الدفع بالجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد حلول للأزمات والصراعات التي تشهدها المنطقة والعالم.

وأجرى الصباح إلى جانب مشاركته في فعاليات هذه الدورة العديد من اللقاءات الثنائية مع رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية لمناقشة أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والتركيز على التحديات الأمنية الإقليمية والدولية والتهديدات التي تمس السلم والأمن الدوليين وبحث أطر تعزيز التنسيق الدولي لإيجاد التدابير المثلى لمعالجتها.

لقاءات دبلوماسية

وعلى هامش مؤتمر ميونيخ للأمن 2023 التقى وزير الخارجية، رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، ووزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة وزير الخارجية الإماراتي الأسبق د. أنور قرقاش، ووزيرة خارجية بلجيكا حاجة لحبيب، ووزير خارجية السويد توباياس بيلستروم، وزير خارجية كوسوفو دونيكا جبرفالا شوارتز ووزير خارجية كرواتيا جوردان ردمان، ووزير الخارجية البريطاني جيمز كليفرلي، ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، ورئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، ووزيرة خارجية كندا ميلاني جولي، ووزير الخارجية الباكستاني بيلاوال زرداري، ووزير الخارجية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السلوفيني تنيا فايون ووزير الخارجية السويسري إغنازيو كاسيس.

وتناولت اللقاءات أواصر علاقات الإخاء المتينة الثنائية بين الكويت وتلك الدول الشقيقة والصديقة وسبل تنميتها وتطويرها على كل الصعد وبحث مجالات التعاون المشتركة بما يعود بالمنفعة على الكويت وتلك البلاد والشعوب كافة.

وتطرقت اللقاءات أيضاً إلى تبادل الرؤى حيال تطورات الأزمة في أوكرانيا وسبل دعم الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والتطورات التي تشهدها المنطقة.