الثقافة... وزارة الخارجية

أول العمود:

نادرة هي الجهات التي دعت قيادييها السابقين لحفل تقدير وتكريم بعد موجة الاستقالات أو الإقالات التي طالت مؤسسات الدولة مؤخراً، ومثل هذا السلوك يؤسس لعلاقات عمل مبنية على الامتنان والتقدير.

***

استكمالاً لما أثير من مواضيع في ندوة المركز الأمريكاني (دار الآثار الإسلامية) حول الفن والدبلوماسية ودور السفراء في نشر ثقافة التفاهم والتقبل بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس الدار لنا بعض الملاحظات هنا:

لدولة الكويت- بحسب موقع وزارة الخارجية الإلكتروني- أكثر من 100 بعثة دبلوماسية في العالم، وتستطيع بأقل من رُبع هذا العدد أن تفعل الجانب الثقافي وحتى التعليمي الأكاديمي ضمن سياساتها الخارجية، كيف؟

يجب تفعيل دور الملحق الثقافي عبر منحه الثقة والموارد ليكون لدينا أسماء لامعة في مجال إدارة دبلوماسية الثقافة، وهم كُثر ومعروفون بعطائهم وتقديرهم محلياً وعربياً، كما يمكن تكثيف الأسابيع الفنية والثقافية والحرفية مع العديد من الدول العربية والغربية، إضافة إلى الالتفات للإصدارات الرصينة التي ينتجها المجلس الوطني للثقافة ومجلة العربي، وإقامة معارض التشكيل المواكبة للأحداث العالمية، ودعم انتخاب الشخصيات الثقافية الكويتية في المحافل ذات الصلة بالشأن الثقافي كاليونسكو والألكسو وغيرها.

إن تبني وزارة الخارجية منتدى حوارياً يقوم به الملحقون الثقافيون يطرح الشؤون الخاصة بالتنمية والثقافة والاستدامة يليق بالكويت، ويكون محط زيارة وتعارف للعديد من دوائر الفكر في الدول الأخرى، تماماً كما كان يحدث في بيت الكويت في القاهرة عام 1945 وما تلاها، وقد ذكرنا تفصيلاً له في كتابنا (بيت الكويت في القاهرة قصة نجاح كويتية).

في الداخل يجب أن تسعى وزارة الخارجية إلى انتشال العلاقة الرابطة بيننا كحكومة وشعب، وبين الدول المصدرة للعمالة من ثنائية (الخادم والكفيل) والتوجه بها نحو فضاءات ثقافية أرحب، فدول العمالة هذه لها تاريخ عريق (عربية– آسيوية)، ويجب إفساح المجال لها لتدشين فعاليات ثقافية وفنية بشكل مستمر ومكثف، ولسفارتي مصر والهند دور جيد يجب البناء عليه.

أتمنى أن تجتهد الوزارة في إعطاء الجانب الثقافي دوراً كبيراً في تحركاتها الدبلوماسية آخذة في الاعتبار الحراك الثقافي الأهلي ونقل صورته في الخارج عبر توفير منصة للكثير ممن أنتجوا أدبياً وفنياً أو حصلوا على جوائز رسمية معتبرة.

أخيراً: في حسبة متواضعة جداً، لو عملت 50 بعثة فقط على تفعيل الجانب الثقافي واستطاعت كل واحدة استقطاب 100 شخص في عام واحد، فهذا يعنى حشد 5000 شخص من الخارج في سفاراتنا سنوياً، ماذا لو تراكم هذا العدد أو بزيادة كل عام؟