قبل أربعة أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، زار الرئيس الأميركي جو بايدن أمس كييف، والتقى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مجدداً التزامه بتقديم دعم «لا يتزعزع» لأوكرانيا، في زيارة تعد من الحالات النادرة التي يسافر فيها رئيس أميركي إلى منطقة صراع، ومجالها الجوي خارج سيطرة الولايات المتحدة أو حلفائها.
ووصل بايدن إلى العاصمة الأوكرانية على متن قطار، في رحلة معقدة وخطيرة استمرت طوال الليل بحسب صحيفتي «فايننشال تايمز» و«بوليتيكو».
ورغم التقارير عن إخفاء الزيارة عبر نشر جدول أعمال مزيف يظهر أن بايدن لا يزال في واشنطن، كشف البيت البيض عن «اتصالات مع الكرملين لتجنب أي سوء تقدير قد يؤدي إلى صراع مباشر بين قوتين نوويتين»، في وقت أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن موسكو منحت الرئيس الأميركي ضمانات لأمنه.
وتجوّل بايدن مع زيلينسكي في شوارع كييف، وزارا النصب التذكاري لقتلى الجيش الأوكراني وعقدا اجتماعاً في كاتدرائية القديس ميخائيل مع المسؤولين الأوكرانيين، في حين دوّت إنذارات أنظمة الدفاع الجوي أثناء خروجه وزيلينسكي من الكنيسة.
وقبل مغادرته إلى بولندا المجاورة، قال بايدن، في مؤتمر صحافي مع زيلينسكي: «عندما غزا بوتين أوكرانيا كان يعتقد أنها ضعيفة، والغرب منقسم، ويمكن له أن يصمد أمامنا، لكنه كان مخطئاً، أنشأنا تحالفاً من المحيط الأطلسي إلى الهادئ للدفاع عن أوكرانيا بدعم عسكري واقتصادي غير مسبوق»، معتبراً أن «هذه أكبر حرب برية في أوروبا منذ ثلاثة أرباع قرن، وأوكرانيا نجحت فيها على عكس كل التوقعات، وشعبها أدهش الجميع بصموده أمام القصف الروسي العنيف». وتابع بايدن: «الأميركيون يعرفون أن اعتداء روسيا يشكل خطراً علينا جميعاً، لذلك شكلنا تحالفا قوياً ضدها شمل تضييق الخناق عليها ومعاقبة شركاتها، ودعم أوكرانيا عسكرياً بمليارات الدولارات لمساعدة مواطنيها»، مؤكداً أن روسيا باتت معزولة واقتصادها يتراجع.
في المقابل، اعتبر زيلينسكي زيارة بايدن «مؤشر دعم بالغ الأهمية» يظهر أن روسيا «لا تملك أي فرصة لكسب الحرب»، محذراً من أن الصين تخاطر باندلاع حرب عالمية في حال واصلت تحالفها مع روسيا واصطفت معها.
وبعد يوم من اتهام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصين بدراسة توفير دعم فتاك لروسيا، حذر الاتحاد الأوروبي بكين من الإقدام على تلك الخطوة، لأنها «ستكون انتهاكاً للخط الأحمر».
في المقابل، نددت بكين بـ «التصريحات الزائفة» لبلينكن، وقال متحدث باسم خارجيتها: «واضح للمجتمع الدولي من الذي يدعو إلى الحوار ويقاتل من أجل السلام، ومن يصب الزيت على النار ويشجع على المعارضة»، مكرراً الدعوة إلى دعم مقترح صيني لإنهاء الحرب.