تواصلت فعاليات برنامج تَمَكَّنْ لتدريب الكويتيين من حملة الشهادات الجامعية، حيث استضاف البرنامج في لقاء مفتوح شهد تفاعلاً لافتاً المدير العام للموارد البشرية لمجموعة بنك الكويت الوطني عماد العبلاني، تحدث خلاله عن المحطات البارزة في رحلة التحول إلى القطاع الخاص وقيادة منظومة شديدة التعقيد للموارد البشرية للمجموعة.
وشارك العبلاني الشباب الكويتي خبراته الطويلة، وأبرز الأسباب التي كرست موقع البنك الريادي كأكبر البنوك التي تلتزم بمسؤوليتها الاجتماعية وتوظيف الشباب في القطاع الخاص، كما أسدى لهم العديد من النصائح التي تساهم في تقرير مصيرهم المهني، وأفضل السبل لتطوير المهارات والقدرات الشخصية، بهدف التأهيل الناجح لدخول سوق العمل، وضمان التطور في المسار الوظيفي.
أكد أهمية توفير بيئة عمل إيجابية تفضي إلى النمو الشخصي والمهني، مشدداً على أن ثقافة المؤسسات وقيمها تؤدي دوراً مهماً في توفير بيئة عمل إيجابية تغذي الإبداع والابتكار والعمل الجماعي، ثم ناقش سبل التطوير وفرص الإرشاد ومسارات التقدم الوظيفي التي تتضمن رفاهية الموظفين ودعم التوازن بين العمل والحياة، والذي يعد ضرورياً للنمو الوظيفي والنجاح على المدى الطويل.
استقطاب المواهب والكفاءات
وقال العبلاني، خلال حواره مع الشباب، «إن الوطني لديه جينات تتسم بالتطور والنمو اللامحدود، وهو يستهدف دائماً أفضل المواهب والكفاءات التي لديها نفس الجينات، وتسعى إلى تحقيقه، وتعمل على بناء مسيرة مهنية ناجحة من خلال التطور المستمر وبذل مجهود مضاعف، لا سيما أن العمل في القطاع الخاص يتسم بالتنافسية الشديدة، ويحتاج إلى تعزيز المهارات بصورة مستمرة لمواكبة التطورات الرقمية التي نشهدها كل يوم».
وأضاف أن قوة القطاع الخاص تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الكويتي وتعزز وقوفه على أرض صلبة بفضل تنوع مصادر الدخل، وفي هذا الإطار، فإن الوطني باعتباره أكبر مؤسسات القطاع الخاص في الكويت يدعم كل مبادرات وخطط التنمية لحكومة الكويت، وأبرزها توظيف العمالة الوطنية الماهرة وتقديم كل أوجه الدعم لهم لبناء مستقبل وظيفي مستدام.
ودعا الشباب الطموح الراغب في بناء مسيرة مهنية إلى التوجه للعمل في القطاع الخاص، لأنه يوسع مداركهم وينمي مهاراتهم باستمرار، ويفتح لهم آفاقاً مهنية أرحب في المستقبل، مؤكداً أن بنك الكويت الوطني أكبر مؤسسات القطاع الخاص توظيفاً للعمالة الكويتية.
الاستثمار في رأس المال البشري
وعن برامج التدريب والتطوير، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافة «الوطني» واستراتيجيته في تحقيق أهدافه، قال العبلاني: «نطلق باستمرار مجموعة متنوعة من المبادرات والبرامج لتدريب الموظفين، بالتعاون مع أعرق المؤسسات العالمية، مثل كلية إدارة الأعمال IE Business School، Madrid التي تعد واحدة من أكبر كليات إدارة الأعمال في العالم، وبمشاركة مجموعة من الخبراء البارزين، لتحقيق قيمة مضافة للموظفين وتطوير مهاراتهم ورفع كفاءاتهم، ما ينعكس بالضرورة على أدائهم في العمل وتحسين جودة الخدمات التي يتم تقديمها للعملاء».
وشدد على التزام البنك العميق بالاستثمار في رأس المال البشري بدعم من الإدارة التنفيذية، من خلال استقطاب المواهب الكويتية وتدريبها وتطويرها وصقل مهاراتها، مشدداً على أن هذه الاستراتيجية تعتبر ركيزة أساسية في صميم أعماله، كما أنها تعتبر قيماً ثابتة وراسخة وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من هوية البنك وثقافته.
إضافة إلى ذلك فإن البنك وضع عدداً من البرامج بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية وطلبة الجامعات حديثي التخرج مثل برنامج تمكّن، والموظفين الجدد وأبرز المواهب النسائية والقيادات المصرفية الشابة، وتأتي هذه المبادرات التعليمية ضمن تعزيز ركائز الاستدامة التي يتبناها البنك، حيث يسعى البنك إلى تركيز الجهود لتحقيق أهدافه في ذلك الشأن عبر مجالات مختلفة، بما في ذلك إدارة المواهب والتنوع وتعزيز الكوادر الوطنية وإشراك الموظفين وتزويدهم ببرامج التدريب اللازمة لتطوير مهاراتهم وأداء مهام عملهم بكفاءة واحترافية.
التدريب لا يتوقف
وأوضح العبلاني، أن برامج التدريب في بنك الكويت الوطني لا تتوقف عند مستوى معين، ولا تقتصر على مرحلة معينة في المسيرة الوظيفية، مؤكداً أن جميع الموظفين في البنك ينضمون إلى برامج تدريب لتطوير مهاراتهم بداية من الموظفين الجدد حتى القيادات، وتبدأ من اليوم الأول لاستلام العمل، وتستمر طوال الحياة الوظيفية مع البنك، ومع ترقية الموظف وانتقاله من مستوى إلى مستوى يخضع لبرامج تدريب محددة تتناسب والمهارات المطلوبة للوظيفة الجديد وتؤهله للمستوى التالي حتى يصل إلى أعلى المناصب القيادية في البنك.
وأكد أن الترقية في «الوطني» تعتمد على المهارات والكفاءة، وذلك يتطلب بذل مجهود مضاعف لتطوير المهارات الشخصية ومهارات الاتصالات والتعامل مع فريق العمل حتى يمكنه تحمل المسؤولية ويصبح قيادياً ناجحاً مصقلاً بالمهارات التي تساعده على إنجاز مهامه الوظيفية.
وشدد على أن «الوطني» يتمتع ببيئة عمل مثالية وفريدة من نوعها لأنه يوفر فرصاً استثنائية للتطور المهني بصفة مستمرة بما يقدمه لكوادره وموظفيه وحديثي التخرج من برامج تدريب على أعلى مستوى، ما يضمن لهم بناء مستقبل وظيفي مستدام.
مقابلات العمل
وفي رده على سؤال أحد الشباب المشاركين حول مقابلات العمل ذكر العبلاني: «المؤسسة التي تجري مقابلة العمل لأي موظف تحاول أن تستكشف المهارات الخاصة للشخصية، من خلال بعض الأسئلة التي يتم طرحها وتقييم الإجابات وردود الفعل ومدى الاستجابة، وأفضل الإجابات خلال مقابلات العمل هي الإجابات الصادقة، حتى وإن لم تخدم الوظيفة التي تقدم عليها، فلا تحاول أن تتجمل أو تقدم معلومات غير صحيحة لأن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية».
ونصح الشباب بعدم الخوف من مقابلات العمل، لاسيما الذين لا يملكون الخبرة في مثل هذه المواقف، مشدداً على ضرورة التجاوب مع من يدير المقابلة، وعدم الاكتفاء فقط بالردود المختصرة على الأسئلة المطروحة، كما دعا بعض المديرين، الذين يجرون مثل هذه المقابلات، إلى الابتعاد عن الأسئلة الشخصية التي تؤدي إلى إحراج الشباب المتقدم للعمل، مثل الأسئلة الاجتماعية والسياسية، إضافة إلى تسهيل المقابلة، وعدم التطرق إلى مواضيع معقدة بهدف استعراض خبرات المدير.
وفي سؤال آخر حول كيفية إنشاء السيرة الذاتية عند التقدم للوظيفة قال: «لا تحاول أن تنشئ السيرة الذاتية بمعلومات تخدم الوظيفة التي تتقدم إليها فقط، بل اجعلها تعبر عن شخصيتك ومهاراتك، وابحث عن الوظيفة التي تحب أن تقوم بها بغض النظر عن الراتب الأول والمرتبة، لأن عملك في الوظيفة التي تحبها وترغبها سيجعلك تتطور سريعاً وتبدع في القيام بمهامك الوظيفية وتبتكر حلولاً جديدة لتطوير العمل، وسيكون لديك الشغف الدائم لهذه الوظيفة، ومن المؤكد أنك ستجني ثمار هذا التطور يوماً ما بالترقيات المستحقة».
رسائل مهمة لمسيرة وظيفية ناجحة
وقدم العبلاني بعض الرسائل المهمة للشباب الكويتي حديثي التخرج التي ستشكل عاملاً فارقاً نحو بناء مسيرة وظيفية ناجحة:
• العمل في الوظيفة التي تحبها يمنحك الشغف الدائم للتطور.
• لا تنظر إلى الترقيات المبكرة واعمل على تعزيز مهاراتك.
• الجهد الذي تبذله في صغرك ستجني ثماره بالترقيات المستحقة.
• لا تتوقف عن التعلم والتطور بعد الترقيات.
• القيادي الناجح هو من يستطيع تحمل المسؤولية واحتواء فريق العمل وتطويره.