ديوان «أنا وأنت... والليل» جعلت الشاعرة سعاد الصباح كُل حرف فيه ينبض حُباً وهُياماً بعشقها الأزلي للرجل الذي شاركها الحياة، بل إنه كان هو الحياة بالنسبة لها - فهو زوجها (الشيخ عبدالله مبارك)، وهي تُناجيه في كل أبيات هذا الديوان بنبضات شعرية مفعمة بصدق مشاعرها نحو فارسها الراحل - رحمه الله.
***- أحبك
لا أستأذنك ولا أطلب من سلطةٍ تأشيرة دخولٍ إليك
فأنت البلاد التي وُلدتُ فيها
أريد أن أقيم فيها
فهل تقبلني لاجئةً سياسية إلى صدرك؟
***- يا سيدي أصبحتُ أستحي منك
إذا قلتُ أحبك
فهذا تعبيرٌ صغيرٌ جداً
على رجلٍ احتل مساحة الكون
واحتلني
***- عندما أحببتك
تكهرب العالم
فهل تعرف مصدراً للطاقة
أكبر من حناني؟
***- التصق بي أكثر
فالعالم غابة كراهية
وأنا الوحيدة على هذا الكوكب التي تُحبك
أريد العودة إلى مطار حنانك
فالسفر خارج ذراعيك مُستحيل
مُستحيل
مُستحيل
***- أنت يا من اكتشفت أنوثتي
وأعطاني اسماً جديداً
وميلاداً جديداً
**** ثم تأتي على ذكرياتها مع فارسها، فتروي التالي:
- كان لصديق أيامي
مجلسٌ عامرٌ
وأصحابٌ وناسٌ فقراء
كان كلامهُ
يوزع علينا
الشمس والفيء والضياء
هُنا المحتاج يلقى
هديتهُ
وهُنا الإنسان
يجد الإنسان
***- اترك جريدتك
واقرأني
أنا جريدتك الأكثر انتشاراً
وأنا المرأة الأكثر انكساراً
والعاصفة الأشد دماراً
يا سيدي اقرأ
مستقبلك في عينيَّ
**** وكتبت في قصيدة سراب:
- أنا امرأة نصفها شوق
ونصفها وجدت
غُربتي بين نفسي ونفسي
كم تمنيت أن الحب ما زال هُنا
متى تتنور بحضورك عيناي
أتوحد فيك
أصالح نفسي فيك
وأُبحر في أمواج يأسي إليك
كي أمنح ذاتي عمراً جديداً
منك إليك
**** وختمت الديوان بقصيدة عيد ميلادها:
- ها أنا أخطو
نحو عامٍ
لاح من عمري الجديد
وتغنى الناس حولي:
(عيد ميلادٍ سعيد)
ليتهم يدرون أن السعد
عن دربي يحيد
أُيُ سعَدٍ
ومليك القلب عن عيني بعيد؟!
وهو رغم البعد عني
ساكنٌ قلب الوريد
***أمضيت رحلة أدبية ممتعة مع هذا الديوان، الذي يُضاف إلى معطيات الدكتورة سعاد الصباح المبدعة في إنتاجها الشعري والأدبي والفكري والثقافي.