لبنان: خلافات داخل جمعية المصارف تنذر بانهيارها

نشر في 22-02-2023
آخر تحديث 21-02-2023 | 19:21
جمعية مصارف لبنان
جمعية مصارف لبنان

فشلت حتى الآن جميع محاولات معالجة الأزمة بين القضاء اللبناني والمصارف، على الرغم من أخذ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأمر على عاتقه والسعي للوصول إلى تسوية توقف الإجراءات القضائية المتخذة بحق المصارف، مقابل تراجع الأخيرة عن الإضراب الذي يشل البلاد مالياً.

وتقول مصادر قضائية، إن القاضية غادة عون مصرة على الاستمرار بإجراءاتها ضد المصارف، والتي وصلت إلى حد ختم أحد فروع بنك بيروت لمنع التلاعب بالداتا، علماً أن ملكية البنك تعود لرئيس جمعية المصارف سليم صفير الموجود خارج لبنان، لأنها تعتبر أنها تحقق الكثير من الأهداف، إذ أجبرت ثلاثة مصارف على تقديم كل المستندات اللازمة وكشوفات الحسابات ورفع السرية المصرفية عن رؤساء مجلس إدارتها أو أصحابها.

استجابة ثلاثة مصارف لإجراءات القاضية عون أدت إلى خلق شرخ كبير داخل جمعية المصارف، مما دفعها إلى وضع أصبح وجودها مهدداً بشكل جذري فالمصارف الأخرى ترفض الخضوع لما تسميه «ابتزاز عون». وتصف مصادر مصرفية الوضع الراهن بأنه محاولة لإسقاط القطاع المصرفي نهائياً بهدف إعادة هيكلته وتركيبه من جديد.

وينعكس استمرار المصارف بإضرابها سلباً على سعر صرف الدولار في الأسواق، فيما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قد عبّر بوضوح عن عدم القدرة المصرف على التدخل باستمرار للجم ارتفاع سعر صرف الدولار على حساب الليرة اللبنانية، ويهدد ذلك بتكرار التحركات الاحتجاجية ضد المصارف كما حصل الأسبوع الفائت إذ تعرضت خمسة مصارف إلى عمليات إحراق في إحدى مناطق العاصمة بيروت.

يتقدّم ملف المصارف على ما عداه حالياً، خصوصاً وسط الجمود الذي يحاصر انتخابات رئاسة الجمهورية وبعد أن صبحت الجلسات التشريعية لمجلس النواب في مهب الريح في ظل مقاطعة القوى المسيحية والتوتر المستمر بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ الذي وصلت إلى حدود الطلاق. والتفافاً على تعطيل عمل المجلس النيابي، يتم البحث عن صيغة حكومية للتمديد لولاية مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وهذا ملف كان حاضراً في لقاء عقد بين حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وعلي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبحث في صيغة تدفع الحكومة إلى التوقيع على قرار التمديد لإبراهيم على قاعدة استدعائه من الاحتياط. وقد وافق ميقاتي على هذا الأمر، وهو كان قد أبلغ موقفه الإيجابي لإبراهيم في لقاء عقد بينهما مساء يوم الأحد الفائت.

back to top