اقتصاد إيران يقترب من الانهيار الشامل
• رسالة من شمخاني لرئيسي: بلادنا على مشارف أزمة غذائية
في أعقاب النتائج المتواضعة لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الصين، وعودة حرب الظل بين تل أبيب وطهران، وتسريب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بالعثور على يورانيوم مخصب بمستوى 84 في المئة في مواقع إيرانية، ارتفع سعر الدولار الأميركي، أمس الأول، إلى رقم قياسي جديد في أسواق طهران، وبلغ سعر الدولار الواحد 49 ألف تومان (490 ألف ريال) للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
جاء ذلك، في وقت ارتفعت أسعار السلع والبضائع الأساسية في الأسواق الإيرانية بشكل جنوني، مما دفع تجاراً ورجال أعمال إيرانيين إلى التشكيك بوجود أي خطة اقتصادية لدى الحكومة، متوقعين سيناريو مشابهاً لما جرى في الاتحاد السوفياتي السابق عندما أدى العجز عن معالجة الأزمة الاقتصادية إلى سقوط النظام برمته.
واتهم أحد أعضاء هيئة رئاسة غرفة التجارة الإيرانية، الذي شغل مناصب حكومية رفيعة في عدة حكومات آخرها في حكومة حسن روحاني، الحكومة بالتسبب بنفسها في ارتفاع سعر العملة الصعبة عبر التلاعب بها لتغطية عجز الميزانية، بينما يستفيد مقربون منها من تعدد سعر الصرف.
وأشار هذا الاقتصادي، الذي لم يشأ ذكر اسمه، إلى أن من الأسباب التي أدت لوصول البلاد إلى هذا الوضع، إقفال الولايات المتحدة جميع المنافذ التي كانت إيران تستفيد منها لنقل العملة الصعبة، سواء من العراق أو الإمارات أو تركيا، في حين تعاني أفغانستان وباكستان أزمة اقتصادية وشحاً في العملة الصعبة.
ولفت المصدر إلى أن الإجراءات الأميركية أدت عملياً إلى تجميد أو فقدان نحو 50 مليار دولار من الأموال التي حصلت عليها طهران عبر بيع النفط والغاز للأوروبيين خلال الأشهر الماضية، قبل أن تتخطى أوروبا أزمة الشتاء البارد، مضيفاً أن حكومة رئيسي ارتكبت نفس خطأ روحاني عندما حاولت تبييض هذه الأموال في الخارج.
وأشار المصدر، الذي عمل دبلوماسياً في الصين أيضاً ولديه حالياً شركة تجارية هناك، إلى أن الموضوع الآخر الذي زاد الطين بلة، كان رفض الرئيس الصيني شي جينبينغ الإفراج نقداً عما يزيد على 35 مليار دولار من الأرصدة الإيرانية الموجودة لدى بلاده، مما أغضب رئيسي الذي عاد إلى طهران قبل يوم من انتهاء زيارته لبكين، التي كان مقرراً لها ثلاثة أيام.
وذكر أنه بعد كل هذه التطورات، إضافة إلى تغيير الاحتجاجات حسابات الدول الغربية التي باتت تعتقد أن بإمكانها التريث لكسب أوراق ضغط أكبر أو حتى الانتظار حتى حصول انهيار اقتصادي كامل، فإن مجتمع الأعمال والتجارة في إيران لا يستبعد انهياراً وشيكاً شاملاً لاقتصاد البلاد على غرار ما حصل في الاتحاد السوفياتي السابق، وعندئذ حتى إذا وصلت إيران إلى القنبلة النووية، فلن يحول ذلك دون سقوط النظام العاجز.
وكشفت «إيران إنترناشونال» أمس، عن وجود أزمة حادة في توريد السلع الأساسية بإيران إثر انهيار سعر صرف التومان. وقالت القناة المعارضة، إنها حصلت على وثيقة سرية جداً يحذر فيها أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الرئيس إبراهيم رئيسي من أن شح الأعلاف الحيوانية ونفاد مخزونات وإمدادات مسحوق فول الصويا بلغ حداً حرجاً جداً وتسبب في ارتفاع جنوني لأسعار اللحوم، إذ يتوقع أن يتجاوز سعر الكيلو الواحد 30 ألف تومان في الأسابيع القليلة المقبلة.