في رحاب الذكرى الـ32 لمعركة بيت القرين التي تُصادف يوم غد الجمعة نستذكر بكل إجلال ما سطره أهل الكويت من تضحيات وملاحم بطولية سجلت بحروف من نور في صفحات التاريخ دفاعاً عن وطنهم إبان فترة الغزو العراقي الغاشم عام 1990 وقاوموا المحتل بكل بسالة.

وأضحت معركة بيت القرين إحدى أبرز صفحات ملاحم الصمود والمقاومة لدى الكويتيين رفضاً للمحتل الغادر وشكلت رسالة مدوية وصل صداها إلى العالم كله في إرادة الكويتيين بتحرير أرضهم واستعادة وطنهم رغم التضحيات الجسام وارتقى فيها 12 شهيداً بذلوا أرواحهم ودماءهم الزكية فداءً لوطنهم.

وبالطبع لم يفهم المحتل الغاشم أبداً جوهر الرسالة التي جسدها بيت القرين وهم كوكبة من أبناء الكويت سطروا هذه الملحمة التي أكدت الوحدة الوطنية الكويتية وتلاحم المجتمع بمختلف أطيافه ومكوناته بوجه المحتل.

Ad


ونستذكر في هذا المقام ملامح البطولة الوطنية التي انطلقت يوم السبت الموافق 24 فبراير 1991 واستمرت ساعات طويلة في منزل الشهيد بدر ناصر العيدان الذي حاصرته قوات الاحتلال العراقي في محاولة منها لأسر مجموعة من شباب المقاومة الكويتية أثناء انسحابها مع بداية قرب الهجوم البري لقوات التحالف لتحرير الكويت.

وبدأت الملحمة حين قرر 19 شاباً كويتياً من أصل 31 من «مجموعة المسيلة» ممن كانوا مرابطين في المنزل عدم الخضوع بل الدفاع عن أرضهم ضد القوات الغازية التي استخدمت معداتها الثقيلة من دبابات وأسلحة في مواجهة غير متكافئة مع شباب مسلح بأسلحة خفيفة ليستشهد على أثرها 12 مقاوماً سقط في أرض المعركة ثلاثة منهم في حين تم أسر تسعة آخرين وإعدامهم في مخفر صباح السالم.

وكتب الله تعالى النجاة للسبعة المتبقين المشاركين في المعركة فمنهم من استطاع الخروج إلى المنازل المجاورة وآخرين لم يتمكن الغزاة من العثور عليهم بين حطام المنزل والظلام الدامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وللإشارة لم تتمكن بقية المجموعة من المشاركة بسبب وقوع البعض منهم في الأسر قبل المعركة فيما تعذر على بعضهم الوصول إلى مقر القيادة.

ومجموعة الشهداء الذي ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن وأصبحوا مثالاً للتضحية والصمود هم قائد المجموعة سيد هادي العلوي والأبطال عمار فرج العنزي ومبارك علي منصور ويوسف خضير علي وعبدالله عبدالنبي مندني ومحمد عثمان الشايع وبدر ناصر العيدان وجاسم محمد غلوم وخليل خيرالله البلوشي وإبراهيم علي منصور وخالد أحمد الكندري وحسين علي رضا رحمهم الله جميعاً.

وبعد تحرير الكويت وتخليداً لهذه المجموعة ومعركتها الشاهدة على تعاضد الكويتيين وصمودهم أمام العدوان قرر الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه تحويل المنزل إلى متحف ليشكل صرحاً يسرد قصة أبطال المقاومة للأجيال القادمة وتذكيرهم بالتضحيات التي قدمها الشهداء وترسيخ معاني الانتماء والوحدة الوطنية لديهم.

ويضم المتحف الذي يتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عدة أقسام شاهدة على المعركة منها أسماء الشهداء الأبرار وبعض المواد والأسلحة التي تم استخدامها في المعركة علاوة على عرض أفلام وثائقية باللغتين العربية والإنجليزية عن الغزو العراقي الغاشم عام 1990.