للأسف لقد أُسدل الستار عن كل ما هو جميل في وطننا الحبيب، فلم تعد الكويت كما كانت أيام الزمن الجميل! فأين زمن الرفاهية والطمأنينة؟ وأين الجيل الذي يحترم الجميع أبا، وأما، ومدرسا، ورجل الشرطة؟ أين جيل البساطة الذي تربى على أن جارك كأبيك، وجارتك مثل أمك، والبيوت كانت صغيرة لكن قلوب ساكنيها كبيرة وتتسع للجميع، كانت النوايا حسنة، جيل تربى على الفطرة الصحيحة على أيدي آبائهم وأمهاتهم.
كانت الحياة هادئة وبسيطة جداً، ولا تعقيد فيها، أما الآن فتغير كل شيء، كبرت البيوت، وصغرت القلوب، وانشغل الناس في كبد الحياة ومشاكلها السياسة التي فرقت الشعب، وأصبح ما بين طائفة وقبيلة وعائلة، وأصبحوا كلهم يحاولون إلغاء وجود الآخر، وزاد الفساد في كل شيء، وأصبح المواطن يتحسر على وضع وطنه الذي تأخر كثيراً بسبب الفاسدين من تجار السياسة الذين يسعون إلى نهب ثروات البلد، وسرقة أحلام شعبه.
وحتى يعود وطن النهار كما كان، ويتخلص مما هو فيه من تراجع في شتى المجالات التي سببها الفساد والمفسدون، فإن على السلطة أن تكون حازمة في محاسبة كل فاسد بيننا مهما كانت صفته، وأن تضع نصب أعينها مخافة الله في الكويت وشعبها الطيب حتى لا تضيع مرة أخرى كما ضاعت في 1990/8/2 لا سمح الله.
وبما أن غداً الـ25 من فبراير عيد الاستقلال، وبعده عيد تحرير كويتنا الغالية من براثن الغزو العراقي الغاشم فيجب أن نحتفل بهذه الأيام الوطنية ونعلم أبناءنا حب الوطن لأن هذه الأيام التاريخية مطبوعة في ذاكرة كل كويتي، كما يجب أن نزرع فيهم الولاء لبلدهم الكويت، ونحدثهم عن أيام الزمن الجميل، وكيف كنا نحتفل في ذلك الوقت، حيث كانت تجري الاحتفالات الوطنية في شارع البلاجات، ويحضرها الحاكم والمحكوم في جو تسوده الألفة والمحبة، فلم نكن نعرف طائفية ولا قبلية ولا فئوية، بل كنا شعباً واحداً، وكنا نشاهد العروض العسكرية والفنون الشعبية ورقصات العرضة التي تتغنى جميعها بحب الوطن.
لقد كانت فرحتنا كبيرة لدرجة أن الجميع مستمتع بهذه الاحتفالات مع أهله، ويحترم خصوصية غيره، ويحترم القانون، لذلك تختلف احتفالاتنا اختلافاً كلياً عن احتفالات هذه الأيام، وما يحدث فيها من أفعال سيئة لا تدل على حب الوطن والاحتفال به.