توفي ألب أرسلان بري، البالغ ثلاث سنوات، ليل الخميس الجمعة في مستشفى في إدلب في شمال غرب سورية، علماً أنه الناجي الوحيد بين أفراد أسرته، وفق ما قال خاله عزت حميدي لفرانس برس.
والطفل كان يعاني متلازمة «هرس الأطراف» التي يقول الأطباء العاملون في شمال غرب سورية أنهم استقبلوا حالات كثيرة منها، بينها العديد من الأطفال، إثر الزلزال الذي أودى بأكثر من 46 ألف شخص في تركيا وسورية، بينهم 3,688 شخصاً في سورية.
تنتج المتلازمة من ضغط تتعرض له الأطراف لفترة تزيد عن 12 ساعة، ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة، ويعرض المريض للبتر والإصابة بقصور كلوي ومشكلات في القلب.
وقال رائد الصالح، مدير الخوذ البيضاء، وهي بمثابة الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في إدلب ومحيطها، «يجب أن يقف العالم مع الأطفال وجميع المصابين بمتلازمة الهرس، وأن يكون هناك تحرك من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاستجابة العاجلة لهذه الحالات».
وأضاف إن «مئات المصابين بالزلزال، يعانون هذه الحالة وهم بحاجة لرعاية طبية متقدمة، القطاع الطبي منهك بشكل كبير ومستنفد في المنطقة».
أخرج الطفل ألب أرسلان حياً بأعجوبة بعد بقائه أربعين ساعة تحت الأنقاض، وعُثر عليه في حضن والده، الذي حماه بجسده لكنه توفي مثل والدته وشقيقيه.
وقال الطبيب مهيب قدور في مشفى عقربات في إدلب «حاولنا كثيراً إنقاذه مع كل الأطباء ولكنه دخل في قصور الأعضاء المتعدد وتجرثم الدم... بذلنا أقصى جهد ممكن لكن الإصابة كانت مميتة».
مساء الخميس، نقلت السلطات المحلية في شمال سورية الطفلة شام الشيخ محمّد البالغة تسع سنوات وشقيقها عمر (15 عاماً) إلى تركيا للعلاج لإصابتهما بمتلازمة «هرس الأطراف»، وهما أول ضحيتين للزلزال يتم نقلهما من المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق لتلقي العلاج خارج البلاد.
وتصدّر مقطع فيديو يوثق إنقاذ شام مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت فيه ممددة تحت الأنقاض، تتحدث مع عناصر الإنقاذ، تطلب عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها أو تدندن معهم أغنية تحمل اسمها.