تحت رعاية رئيس المجلس الوطني للفنون الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة يفتتح مساء غداً الأحد 26 فبراير في مركز الفنون التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار معرض «النسبة الذهبية» للفنانة الدكتورة مياسة بنت سلطان السويدي، ويأتي المعرض ضمن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة البحريني في نسخته السابعة عشر، ويحتوي على ما يزيد عن 100 عمل فني وعمل تركيبي أشرفت على تنسيقها خبيرة الفن الحديث الفرنسية كورين تيمسيت بالإضافة إلى عرض مجوهرات مستوحاة من هوية وعنوان المعرض «النسبة الذهبية» قدمها مصمم المجوهرات محمود جنّون صاحب مجوهرات كاديز.
وعن هذا المعرض قالت المشرفة على تنسيق المعرض كورين تيمسيت «في الجزء الأول من المعرض، عبّرت مياسة السويدي بطريقة مفككة عن صياغة الرقم الذهبي لجمال الوجه وهندسته المعمارية، كاشفةً عن الأثر الذي لا يوصف لخلق الجنس البشري وحسن التصوير»، وأضافت حول الجزء الثاني من المعرض قائلة بأننا «نخوض في الإيقاع المحموم للإضافة إلى ما لانهاية في تسلسل فيبوناتشي: مواد نابضة بالحياة، ألوان فخمة وبراقة، أشكال متميزة. مياسة السويدي استاذة رياضيات وفنانة تؤدي أعمالها كاستعارات رياضية ناقلةً هذه البيانات إلى مادة وألوان وأشكال متوافقة في كل واحد، يوّلد كل عمل شكلاً جديداً من أشكال التعبير، يتجلى في إيقاع مذهل يوحي بالبحث وفك الرموز والألغاز، بل وما بوسعه أن يكون من عمل، عملها معادلة ثابتة لا تنضب وغير محدودة، لوحاتها وصورها ورسوماتها وفيديوهاتها ومجوهراتها وتركيباتها معادلات تجمعها الواحدة تلو الأخرى».
وحول هذا المعرض قال الناقد التشكيلي السوري غازي عانا بأن أو ما نلاحظه في معرض «النسبة الذهبية» هو «اتساع هامش الحرية من اختيار الفنانة للعنوان الذي يبدو للوهلة الأولى إشكالياً وصعباً من حيث الفهم، لكنه في العمق إغناء لقيمة الجماليات في العمل الفني من خلال تناغم أكثر من شكل أو منطق على نفس السطح للوحة ذاتها، وبالتالي توظيف كل ما توفّر لها من أدوات ومواد خدمة للتعبير الذي هو في النهاية الغاية الأساسية من أي منتج إبداعي أو لوحة».
وحول عنوان المعرض وفكرته قالت الدكتورة السويدي «بحكم دراستي للرياضيات وتخصصي بها، كانت تستهويني المعادلات الحسابية والأشكال الهندسية، وأجدني لا شعوريا أتبعها في أسلوب الرسم الخاص بي، وفي التكوين والتلوين، والتشكيل، لذلك لم تخلُ لوحاتي من الأرقام والحسابات، فالرياضيات مختبئة في الأعمال الفنية العظيمة، ومهمتنا هي البحث عنها ومحاولة إدراكها».
وأضافت «اخترت أن تكون النسبة الذهبية موضوعاً لمعرضي الخاص في مركز الفنون، فهي صيغة فنية جمالية مميزة، يجسدها الرقم الذهبي، الذي قد يبدو رقما عاديا للوهلة الأولى، لكنه في حقيقة الأمر، من أكثر الأرقام إثارة للجدل على مر التاريخ، فهو نسبة تكسب كل عمل نقوم به في شتى مجالات الحياة جمالاً وإتقاناً يجعل منه عملاً إبداعياً، تعتمد النسبة الذهبية على صيغة فيبوناتشي حيث يكون الرقم في التسلسل بعد الثاني هو مجموع الرقمين الاثنين اللذين يسبقانه، وتؤدي هذه الأرقام إلى النسبة فاي».