صرنا غرباء في بلادنا، نسبح عكس التيار! تيار هادر له صوت مخيف يصرخ في آذاننا: أين المفر؟ أين المفر وقد ابتليت الكويت بشريحة ضخمة من مصاصي الدماء، سواءً من فئة معينة من مواطنيها الجدد أو من بعض وافديها المتمرسين في فنون الرشا والسرقات؟!
أين المفر؟ أتريدون أن نترك الكويت؟ وإذا طاوعتنا قلوبنا وتركناها من سيبقى معكم؟ من يأكلون الأخضر واليابس ويتركونها قاعاً صفصفاً؟!! من لا يصدقونكم القول؟ من خرقوا كل القوانين وتفننوا في أساليب الاحتيال؟
من تريدون؟ ومتى سيبدأ الإصلاح والعلاج؟ متى ستتحقق العدالة التي هي أساس المُلك؟ متى ستخرج الكويت من غرفة الإنعاش؟ متى ستلتئم جراح قلوبنا؟
لماذا نصرخ منذ السبعينيات ولا حياة لمن ننادي؟ هل قصرنا معكم؟ ألم نخرج مع أطفالنا نصرخ باسم الكويت وباسم الشرعية أثناء الغزو الغاشم؟ لماذا صار المخلصون هم الأقلية؟ ولماذا صار عندنا من يزور شهاداته ويدلس أحكامه ويعبث في ملفات التجنيس بدون رادع أو أدنى توجس من عقاب؟! ومن هو الذي يترك شوارعنا في حالة يرثى لها لأن ما يهمه هو شفط الملايين لا خدمة البلد والمواطن؟! ومن دمر التعليم وأهمل المستشفيات وزرع الواسطة والفساد في كل مكان؟ لماذا كل هذه الكوارث؟
إن كانت هذه الديموقراطية المضحكة المبكية هي سبب ترددكم في إنقاذ البلاد الفعلي إذاً أعلنوا تعليقها إلى حين، فربما يبدأ العلاج الفوري الحاسم الذي لا يأبه لأي جماعة مهما كثرت أعدادها، خصوصاً إذا كانت هذه الجماعة لا تراعي إلا مصالحها.
الوقت لا ينتظر أحداً، والظروف المحيطة بنا تحتم علينا سرعة الانتشال من هذا المستنقع الآسن، تعبنا ونحن نقول لكم انظروا حولكم كيف نهضوا، لماذا نحن تائهون في بحار التخبط؟ وإلى متى ستظلّ سفينتنا سمّاري وإلى أين ستأخذنا؟
لا ندري هل هذا قدرٌ مؤلم لا مفر منه أم أن النفضة الحقيقية المخلصة قادمة لا محالة؟! وإن كانت قادمة فعلى يد من؟ ومتى يا ترى؟