علي الكميت الخيارين... والتحرير
من الخفجي وبقوة قطرية قادها علي بن سعيد الكميت الخيارين الهاجري بدأت حرب تحرير الكويت، وكانت المدينة الحدودية السعودية شاهدة على شجاعة القطريين الذين استطاعوا مواجهة القوة العراقية الغازية، ودحرها، ضاربين أروع الأمثلة في الاستراتيجية العسكرية والحربية، وفاتحين المجال أمام دول التحالف لبدء عملية التحرير.
وعلي بن سعيد الكميت الذي أثبتت موقعة تحرير الخفجي شجاعته وذكاءه وقدرته على القيادة، ساهم في النهضة القطرية الحديثة التي بدأت بتولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم حيث كان وزيراً في الحكومة الأولى القطرية، ثم تم انتخابه عضواً في مجلس الشورى القطري في عهد الشيخ تميم بن حمد مؤخراً.
وبالعودة إلى حرب طرد القوات العراقية من الكويت، فهي ما كانت لتتم لولا الموقف القوي للمملكة العربية السعودية التي احتضنت كل الكويت وفتحت أبوابها ومجالاتها البرية والجوية أمام التحالف الدولي للوقوف في وجه الطاغية الذي خان الجوار وكل القيم الإنسانية بغزوه، حيث تحولت أراضي المملكة إلى ساحة قتال وأصبح جميع السعوديين جنوداً في سبيل تحرير دولة الكويت، وكذلك كانت البحرين التي فتحت أيضاً أبوابها للكويتيين وتبرع شعبها بمنازلهم لإخوانهم الذين لجأوا إليهم، ولا ننسى الإمارات العربية المتحدة والموقف الشجاع والكريم لقائدها المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي فتح قلبه وبلده لكل الكويتيين، ولم تكن سلطنة عمان ببعيدة عن أخواتها في دول مجلس التعاون حيث أصبحت مسقط وكل مدن السلطنة «مسقط» لكل كويتي.
وجسدت حرب التحرير كل المعاني والمبادئ التي أرساها قادة دول مجلس التعاون الخليجي لدى إنشائهم هذا الصرح العظيم الذي لا يزال قائماً رغم بعض الشوائب التي مرت بها دوله. ورغم الخلافات التي حدثت كان هناك إصرار من هؤلاء القادة ومن ورائهم شعوبهم على استمرار هذه المنظومة التي شعر بقوتها أعداؤها فحاولوا تدميرها غير أنهم فشلوا بسبب حنكة هؤلاء القادة.