إعلامية وكاتبة سعودية اتسم مشوارها العملي بخوض المعارك والمواجهات الساخنة، فنادين البدير التي اختطت لنفسها أسلوباً إعلامياً كسرت بهِ القوالب المُعلبة والجامدة بما كانت تطرحهُ من آراء وأفكارٍ مُستفزة وصادمة، وهناك من يراها خادشة، قد أهدت إلي كتابها «زيرة رجال»، وهو عنوان مثير، لأننا اعتدنا أن كلمة «زير نساء» تُطلق على الرجل، إلا أن عنواناً كهذا دفع بي إلى تكريس وقت لقراءتهِ، لأكتشف أن الكاتبة ليست بالصورة التي يوحي بها عنوان الكتاب فهي كما كتبت:
***«مع دخولي الإعلام تحولت من فتاة العائلة المحبوبة والتي يتفق الجميع على هدوئها ومسالمتها إلى شابةٍ جامحة مُختلفٍ عليها... فكنت مثل غيري من صحافيي وصحافيات وكتاب وكاتبات العالم ممن يمارسون نقد مجتمعاتهم للعمل على تطويرها، ولكن هل أنا اتخذتُ من مجتمعي عدواً؟! كلا، فكيف أعادي نفسي؟! ولكن حقيقة الأمر أن هُناك فئات مُتطرفة من المجتمع لديها أزمة جذرية معي، هي أنني امرأة تُفكر».
***وكتبت نادين نموذجاً للشتائم التي كانت تتعرض لها، وتكتب عنها بعد كل برنامجٍ تلفازي تقدمهُ، أو مقال تكتبهُ وقالت: «وكان أصحاب تلك الشتائم يعتقدون بغباء أني سأنسحب مع أول محاولة تلوح بسمعتي في بلدٍ قبلي عائلي تهمهُ سمعة النساء... ولكنني مع مواجهة الكاميرات ونشر المقالات لم أكترث لأية محاولات، بل اعتبرت أن ذلك استسلام للجهل والتدليس والخوف من المتأسلمين، فلن أقع في فخ السقوط الذي يريدونهُ... نعم، يحدث أن أشمئِز من شتائمهم التي يفهمها القارئ والسامع وكأنها موجهة إلى امرأةٍ باعت شرفها، لا سيدة أغلب وقتها تتأمل مجتمعها وبلدها... وحين أقول (شرفها)، فمعياري للشرف هو عقلها، إنسانيتها، وليس الشرف السطحي المُنحصر في أمتارٍ من الأقمشة تحجبها عن الحياة باسم التدين».
***وتشير نادين إلى نوعٍ من الكتاب الرجال فتقول: «شرطي للكتابة أن أكون نزيهة وحرة، فعندما أكتب لم أفكر قط في ردة فعل هذا، وكسب رضا ذاك.. عفواً لا أقصد المقارنة المُتعالية، إنما أنت المُتردد الذي يستغل قلمهُ لأغراضٍ شخصية، فترتاب، وتحذر في مقالك، وتخشى أن يُغضب البعض... وهكذا تنتشر المقالات الهزيلة على امتداد الخريطة الإعلامية لتُدمر الحياة بدلاً من بنائها».
وتخاطب من يواجهونها من المتأسلمين فتقول لهم: «إن هذا الكوكب الأرضي ليس ملكاً لكم وحدكم»!
***في رحلتي مع كتاب «زيرة رجال»، لم أجد المرأة التي يوحي بها عنوان الكتاب وإنما كنت أمام إنسانة تتصدى لكل من يريد أن يفرض سيطرتهُ على المجتمع بما يخالف الفطرة السوية التي خلق الله عليها الناس ليكونوا أحراراً!