ترأس وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وفد دولة الكويت المشارك في مؤتمر المانحين لدعم الوضع الإنساني في اليمن والذي تنعقد أعماله اليوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز دور المجتمع الدولي في دعم أربعة مجالات ذات أولوية للملف اليمني وهي رفع مستوى الوعي بالأزمة الإنسانية الحادة في اليمن ودعم عمليات الإغاثة وحماية ولمعالجة الدوافع الأساسية للاحتياجات الإنسانية ودعوة لإنهاء الصراع اليمني وإيجاد أنجع السبل لإنهاء الصراع الدائر في اليمن وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق.

وألقى وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح كلمة بهذا المؤتمر فيما يلي نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم السادة أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكريم السيدات والسادة السلام عليكم ورحم الله وبركاته في البداية يطيب لي ان أعرب عن بالغ التقدير والامتنان لكل من مملكة السويد والاتحاد السويسري على استضافتهما المشتركة لهذا الحدث الهام والذي يأتي استكمالاً للمساعي الدولية الرامية لتنسيق الجهود الانسانية لدعم الشعب اليمني الشقيق.

كما أثمن الدور الكبير والمحوري للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق وكذلك أقدر جهود معالي الأمين العام انتونيو غوتييرش وسعادة وكيل الأمين العام لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث على مساعيهم المقدرة لحشد الجهود الدولية لمساندة ودعم الاشقاء في اليمن، معرباً في هذا السياق عن دعمنا الكامل للخطة الاستراتيجية التي وضعت من قبل الأمم المتحدة للحد من هذه الكارثة الإنسانية.

Ad

أصحاب المعالي والسعادة لا يزال الاشقاء في اليمن يعانون من ظروف مليئة بالتحديات والمصاعب فالأوضاع التي تمر بها اليمن اليوم هي الأسوأ والاكثر إلحاحاً في العالم وفقاً للمؤشرات الدولية وبحسب التقارير الأممية التي تعكس حقيقة وضخامة الأزمة من مجاعة وشيكة واحتياجات متزايدة لمتطلبات الحياة الأساسية وتدهور للأمن فضلاً عن تردي الأوضاع الاقتصادية وحاجة أكثر من ثلاثة أرباع الشعب اليمني لمساعدات إنسانية عاجلة ووجود ما يقارب 20 مليون شخص يُعاني من انعدام الأمن الغذائي بالإضافة إلى 24 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية منهم 13 مليون طفل مع حاجة ماسة في تحسين القطاعات الصحية والمياه والصرف الصحي لمنع سوء التغذية وانتقال الأوبئة.

وبالرغم من كل هذه التحديات فإننا نتطلع أن يسهم اجتماعنا اليوم في تحقيق ما نصبو إليه من نتائج ملموسة للحد من آثار هذه الأزمة الطاحنة كما أن هذا الاجتماع يُعد فرصة سانحة لتجديد الموقف الدولي الداعم للمساعي المبذولة على جميع الاصعدة والتأكيد على حرصنا المتواصل لتوفير المساعدات لهذا الشعب المنكوب في شتى الميادين.

أصحاب المعالي والسعادة

تتابع دولة الكويت بقلق بالغ الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يمر بها الأشقاء في اليمن مع تزايد العراقيل التي تقوض الجهود الدولية نتيجة للصراع الذي دام لأكثر من 8 أعوام.

هذا وتجدد دولة الكويت التزامها بمواصلة تقديم كافة الدعم والمساندة والوقوف بجانب أشقائنا في اليمن ترجمة للتوجيهات السامية لسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله بالوفاء بتقديم الدعم للشعب اليمني الشقيق سياسياً وإنسانياً وتنموياً وعلى كافة الاصعدة سواء الرسمية منها أو الشعبية.

وستبقى دولة الكويت وفية لذلك الالتزام ليتمكن اليمنيون من تجاوز معاناتهم المريرة ولينعموا بالأمن والاستقرار والطمأنينة وتحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة.

وانطلاقاً من تلك التوجيهات والرغبة السامية واستجابة لنداء الأمم المتحدة أود أن أعلن أن دولة الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بصدد تقديم 3 منح إضافية قيمتها 5 ملايين دولار أمريكي بالتعاون مع الوكالات الدولية بهدف دعم قطاعات البنية التحتية وتلك المتعلقة ببرامج انتعاش الاقتصاد وسبل العيش بالإضافة إلى تحسين مرافق الموانئ اليمنية ليصل إجمالي مساهمات دولة الكويت لدعم الوضع الإنساني في اليمن منذ بداية الأزمة لما يقارب 730 مليون دولار أمريكي.

ختاماً تؤمن دولة الكويت بأن الحل الأمثل لإنهاء هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن الشقيق يتطلب إرادة سياسية تدعم إعادة الأمن والاستقرار واحياء عملية السلام.

كما نجدد التأكيد على نهج دولة الكويت وموقفها الراسخ والثابت بالالتزام بدعم الجهود الدولية الساعية للوصول لحل نهائي سلمي ودائم ينهي الواقع المؤلم ويحقق الاستقرار والازدهار للشعب اليمني الشقيق مستنداً على المرجعيات الثلاث المتفق عليها بما فيها قرارات مجلس الامن ذات الصلة بمقدمتها قرار 2216 (2015).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».