واشنطن تصعّد ضد الشركات الصينية
• لافروف بمواجهة «الغربيين» في الهند وبلينكن يجول بحديقة موسكو الخلفية
في خطوة تعكس استمرار التوتر بين واشنطن وبكين، أمر البيت الأبيض أمس الأول الوكالات الفدرالية بأن تحظر في غضون 30 يوماً «تيك توك» على هواتفها وأجهزتها بسبب «مخاطر» التطبيق المملوك من شركة «بايت دانس» الصينية على الأمن القومي الأميركي، فيما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر مطلعة قولها إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس إلغاء تراخيص التصدير الممنوحة للموردين الأميركيين لشركة الاتصالات الصينية «هواوي تكنولوجيز».
كما نقلت شبكة CNBC عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الصين تخترق شبكات خصومها كالولايات المتحدة لجمع المعلومات الاستخباراتية.
وتأتي الخطوة التصعيدية الأميركية بعد أيام قليلة من قرار مماثل اتخذته المفوضية الأوروبية التي منعت التطبيق لدى موظفيها لـ «حماية» المؤسسة وبالمثل فعل البرلمان الدنماركي بالنسبة لنوابه وموظفيه.
كذلك، أعلنت الحكومة الكندية حظر «تيك توك» على الأجهزة المحمولة التي توفّرها لموظّفيها اعتباراً من أمس، مشيرة إلى «مستوى خطر غير مقبول» على الحياة الخاصة والأمن، علماً أن التطبيق ممنوع في الهند منذ عام 2020، لكنّه يعدّ سادس أكثر منصّة اجتماعية استخداماً، بوجود أكثر من مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم.
وعبّرت الصين عن معارضتها للخطوة الأميركية، ورأت فيها «توسّعاً مفرطاً في مفهوم الأمن القومي، وإساءة استخدام لسلطة الدولة، واستهدافاً غير منطقي لشركات الدول الأخرى». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أمس، إنّ «الولايات المتحدة هي أكبر دولة في العالم وتخشى من تطبيق يحظى بشعبية لدى الشباب. إنّه حقّاً نقص في الثقة بالنفس».
على صعيد آخر، اعتبرت وزارة الخارجية الصينية أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشأن تايوان «سخيفة وغير مسؤولة إلى حد بعيد»، وأكدت أن «تايوان جزء لا يتجزأ من أراضينا ومبدأ صين واحدة أساس مهم لإقامة علاقات دبلوماسية معنا»، محذرة من عواقب ملموسة في حال واصلت واشنطن مسارها الحالي تجاه تايوان.
وكان بلينكن قال في مقابلة إن «الصين ترفض الوضع القائم بحكم الأمر الواقع منذ فترة طويلة في تايوان»، مكرراً تقييماً سابقاً بأن «بكين تسرّع جدولها الزمني للاستيلاء على هذه الجزيرة».
يأتي ذلك فيما تستضيف الهند اليوم وغداً اجتماعاً لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين (G20) لمناقشة التحديات العالمية وسط تصاعد المواجهة بين روسيا والغرب بشأن الصراع الأوكراني. وسيحضر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاجتماع، في مشهد نادر مع نظرائه الغربيين.
وأعرب بلينكن أمس عن دعمه لسيادة كازاخستان، خلال زيارة هدفها تعزيز نفوذ واشنطن في آسيا الوسطى، فيما تنشغل روسيا، الحليفة التقليدية لبلدان المنطقة، في الحرب مع أوكرانيا، وكذلك ضمان أن تلتزم هذه البلدان بالعقوبات الأميركية على موسكو.
وفي أستانة، بدأ بلينكن لقاءاته مع وزراء خارجية الجمهوريات السوفياتية السابقة الخمس في آسيا الوسطى وهي كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان، خلال جولته التي تأتي بعد مرور عام تقريباً من غزو روسيا لأوكرانيا، وسيسعى خلالها لتعزيز نفوذ بلاده في هذه المنطقة الواقعة ضمن دائرة نفوذ الجار الروسي القوي والنفوذ الصيني المتنامي.