هل تعرفون أحمد؟
«هل تعرفون أحمد الذي كان متزوجاً من نادية ابنة خالد وهذا يصبح ابن عم ناصر الذي هو جار وليد ابن خال عامر...»، وهكذا يمكن أن تمضي تلك العبارات الاستطرادية إلى ما لا نهاية، تلك كانت ملاحظة لعالم اللغات نعوم تشومسكي، ومثله ستيفن بنكر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة هارفارد. جمل متصلة من غير نهاية لا تفيد أي معنى أو نتيجة، ما علاقة هذه الثرثرة بحالتنا...؟!
مثلاً: لم تتوقف افتتاحيات صحافتنا اليومية عن التنبيه والتحذير من جمود الحال السياسي الاقتصادي والمراوحة بالمكان والزمان، «المطلوب ثورة تطويرية» كان عنوان افتتاحية جريدة الراي قبل يومين، وبمثل ذلك المعنى تقريباً كانت هناك عدة افتتاحيات للقبس وجريدة الجريدة والسياسة، أما مقالات الكتاب الملتزمين بهموم الدولة وتبخر آمال التغيير فهي بدورها أيضاً سلكت طريق «أحمد الذي كان متزوجاً من نادية» دون توقف، ومثلها لدينا تصريحات جدية لمسؤولين وغير مسؤولين، فباسل الهارون محافظ البنك المركزي صرح قبل فترة بأن الاقتصاد الكويتي بنموذجه الريعي الحالي غير قابل للاستدامة... الهارون يحذر وينبه... وقبله تحليلات وتنبيهات لا حصر لها لكتابات «الشال».
تنبيهات للغافلين، من يكون هؤلاء الغافلون الذين يتوجه لهم بالخطاب؟! هل هم أشخاص في السلطة الحاكمة أم الحكومة الحاضرة – الغائبة، ولا فرق بين حضورها وغيابها حالها من حال العاملين لديها في دولة الموظفين العموميين، وهم 90 في المئة من القوى المنتجة وغير المنتجة في الدولة، والإنتاج لا يختلف عن عدم الإنتاج، فالحكم للغالب الأعم وليس للقليل النادر وكله صابون؟ أم أن الخطاب هو للنواب في المجالس الديموقراطية الشكلية التي يلام أصحابها على أن خلافاتهم مع السلطة الحاكمة سبب جمود الوضع السياسي الاقتصادي الكويتي دون بقية دول الخليج التي تحيا في بحبوحة التغيير والسياحة والاستثمار الأجنبي، والتي تعد العدة لحساب زمن ما بعد النفط، مع أن قضيتهم، والمقصود النواب - ربما - هي مشروع قانون ملاحقة الساحرات، وعقد جلسات الزار لطرد الجن والعفاريت من أجساد حفنة الليبراليين – العلمانيين الذين يحرضون على الفسق والفجور في مجتمعنا المؤمن الخير؟
أم أن الخطاب التحذيري هو لعموم أهل مجتمع مثقل اليوم بخيارات توفير الخدم عبر بوابة «بريرة الفضائية» مثلما هو مهموم بالديون وحفر الشوارع واجترار الحياة المملة التي لا يكسر نمطيتها غير كرات الماء الطائرة من أطفال وكبار علماء شارع الخليج باحتفالات الأعياد الوطنية. لمن كل هذا الرغاء والتحذيرات...؟! من يقرأ في دولة تويتر...؟ من يستوعب في إمبراطورية «يا رب لا تغير علينا»...؟ هل تعرفون أحمد الذي كان متزوجاً من نادية ابنة خالد.