في اجتماعها على المستوى الوزاري بالهند، اليوم، فشلت مجموعة العشرين، في إصدار بيان مشترك رفضته روسيا والصين، ووافقت عليه باقي الدول، يطالب موسكو «بالانسحاب الكامل وغير المشروط من الأراضي الأوكرانية».

وقال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، إن الوزراء لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق بشأن لغة لوصف الحرب الروسية في أوكرانيا، وبالتالي سوف يصدر عن الاجتماع، الذي استمر يومين، وثيقة نهائية بدلاً من بيان مشترك رسمي.

Ad

واتّهم وزيرا الخارجية الروسي والصيني الدول الغربية باستخدام «الابتزاز والتهديدات» لفرض وجهات نظرها، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية.

وفي أول محادثة شخصية بين الرجلين منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا قبل عام، شهدت القمة الوزارية في نيودلهي لقاء مقتضباً بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف، حسبما أفاد مسؤول أميركي.

واستمر اللقاء أقل من عشر دقائق، بعد يوم من إعلان بلينكن أنه لا يخطط للقاء نظيريه الروسي أو الصيني، حسبما قال مسؤول أميركي كبير.

وقال المسؤول، إن بلينكن سعى «لدحض أي فكرة لدى الروس عن أن دعمنا يتراجع» بشأن أوكرانيا بعد تزايد الدعم من حلفاء أوروبيين لمبادرات سلام، مؤكداً أن بلينكن أراد «نقل تلك الرسالة مباشرة»، كما حض روسيا على الحوار مع أوكرانيا على أساس المطالب التي قدمها الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف «نأمل دائماً في أن يتراجع الروس عن قرارهم وأن يكونوا مستعدين للانخراط في عملية دبلوماسية يمكن أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم، لكنني لن أقول بعد الخروج من ذلك اللقاء أن هناك أي توقعات بأن تتغير الأمور في المدى القريب».

ودعا بلينكن روسيا إلى إطلاق سراح بول ويلان، العنصر السابق في مشاة البحرية الأميركية والمسجون منذ أواخر عام 2018، والتراجع عن قرارها بتعليق معاهدة «نيو ستارت» للحد من الأسلحة النووية، آخر اتفاقية من نوعها بين العدوين في فترة الحرب الباردة.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن «بلينكن طلب التواصل مع لافروف»، وشددت على أن المحادثة القصيرة ليست اجتماعاً رسمياً أو مفاوضات.

إلى ذلك، وفي تطور ميداني مفاجئ تلا سلسلة هجمات أوكرانية بالمسيرات شملت إحداها منطقة موسكو لأول مرة، نجحت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها «فيلق المتطوعين الروس» وهي عبارة عن مقاتلين روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا، بالتسلل إلى داخل الحدود الروسية ومهاجمة نقاط متعددة في منطقة كليموفسك الحدودية بمقاطعة بريانسك المحاذية لأوكرانيا التي تقع على مسافة 400 كلم جنوب غرب موسكو.

وألغى بوتين زيارة داخلية وعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي متهماً «إرهابيين» و»النازيين الجدد» بشن الهجوم، فيما اتهمت أجهزة أمنية روسية جماعات تخريب أوكرانية والقوميين الأوكران بالوقوف وراءه.

ورأت كييف أن اتهامها بالهجوم مجرد «استفزاز كلاسيكي متعمد. إذ تريد روسيا تخويف سكانها لتبرير غزوها لأوكرانيا»، في وقت أكدت المخابرات الأوكرانية أن منفذي الهجوم في بريانسك معارضون من الداخل لبوتين.

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن الوضع في منطقة بريانسك «تحت السيطرة». ولم يتضح ما إذا قُتل المهاجمون الذين ظهر بعضهم في أشرطة مصورة دعوا فيها المواطنين الروس إلى رفع السلاح لـ «إسقاط نظام بوتين الدموي».

وفي تطور موازٍ، كشف الجيش الروسي، في تقرير نشرته مجلته «الفكر العسكري»، عن شروعه في تطوير نوع جديد من العمليات باستخدام الأسلحة النووية للتصدي لأي عدوان أميركي محتمل أن يكون ضربة نووية واسعة وسريعة.