قال ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، إن التغلب على الأزمات المستجدة لا يمكن أن يتم دون حلول مبتكرة وخلاقة وضمن إطار يستند إلى توحيد الجهود والرؤى وإرادة سياسية صادقة وواعية، مضيفا: كما أنه يتطلب قناعة راسخة بأن العالم بأكمله يواجه تحديا مشتركا لا يمكن لدولة أو مجموعة من الدول التغلب عليه بشكل منفرد.

جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الكويت في أعمال قمة مجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز التي انعقدت أمس في عاصمة جمهورية أذربيجان باكو والتي تناولت سبل دعم وتعزيز الجهود الدولية المشتركة للحد من التداعيات الاقتصادية والصحية والأمنية لجائحة كوفيد - 19 والتباحث في التدابير اللازمة للتصدي للتهديدات المستقبلية المماثلة.

Ad

وألقى ممثل الأمير كلمة الكويت أمام القمة وجاء فيها: «يشرفني بداية أن أمثل سيدي صاحب السمو أمير الكويت وأن أنقل تحيات سموه وحرصه على مشاركة الكويت بشكل فعال في القمة وذلك لما تحمله من أهمية بالغة في ظل التداعيات المستمرة التي أفرزتها جائحة كوفيد - 19 والتي تحتم علينا التباحث حول أنسب سبل التعافي وإعادة البناء نحو الأفضل».

وأضاف: «كما يطيب لي أن أعرب عن جزيل الشكر وخالص التقدير للرئيس الهام علياف ولحكومة أذربيجان وشعبها الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد والتنظيم المميزين لاجتماعنا هذا الذي يأتي استكمالا لدورها البارز في قيادة حركتنا طوال السنوات الماضية والمتسمة بالرصانة والاتزان».

وتابع أن «تجربة العالم مع تفشي الجائحة وما أفرزته من تداعيات وانعكاسات بما تمثله من تحد استثنائي لا يعترف بحدود جغرافية أو مستويات اقتصادية وتقسيمات عرقية واجتماعية، كما طالت مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كل ذلك أثبت بما لا يدع مجال للشك أننا مطالبون وأكثر من أي وقت مضى بدعم السياسات القائمة على التعاون والعمل الدولي المشترك».

قسوة الجائحة

وأوضح أن قسوة الجائحة تعكسها وبشكل واضح وصريح الأرقام والإحصائيات الدولية فمن أعداد الضحايا والتي تجاوزت أكثر من 6.8 ملايين نسمة ومن الإصابات المسجلة لأكثر من 672 مليون حالة إضافة إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والانكماش الاقتصادي الحاد الذي لم يواجهه العالم منذ أكثر من تسعين عاما، الأمر الذي وضع العمل الدولي المتعدد الأطراف أمام محك يتسم بالمصيرية بين قابلية الاستمرار أو التوقف والانحسار.

ونوه إلى انه تاريخيا لعبت الأوبئة بجسامة آثارها وعمق تداعياتها أدوارا مفصلية باعتبارها دافعا قويا للتغيير وإعادة البناء نحو الأفضل، مؤكدا أن أكبر التحديات التي واجهها المجتمع الدولي جراء تداعيات أزمة كوفيد - 19 يكمن في إيجاد آلية توزيع عالمي عادل وآمن للحصول على اللقاحات لكل الدول وخاصة الدول النامية والاقل نموا وذلك للوصول لمستويات التحصين الشاملة.

توفير اللقاحات

وبين الكويت حققت إحدى أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين وفي الإطار العالمي تواصل دعم الجهود الدولية لمكافحة وباء كوفيد - 19 وذلك سعيا منها لتعزيز الأمن الصحي العالمي.

وتابع: «ومن هنا تقع علينا كدول أعضاء في حركة عدم الانحياز مسؤولية التعاون فيما بيننا لمواجهة آثار هذه الجائحة وغيرها من التحديات والظروف غير المسبوقة التي تواجه عالمنا اليوم».

وشدد على أنه «رغم اختلاف البيئة الدولية عما كانت عليه حينما أنشئت حركة عدم الانحياز فإنه يتوجب علينا التمسك بمبادئنا الأساسية والمتمثلة بأهمية التعاون المشترك والتنسيق فيما بيننا بغية الوصول إلى ما نصبو اليه جميعا بخلق بيئة دولية تؤمن تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا وتعمل على تعزيز الأمن والسلم الدوليين».

وفي ختام كلمته، أعرب عن خالص تقديره للدور الهام والفعال والبناء لجمهورية أذربيجان الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز في قيادة حركتنا إبان هذه الأزمة من خلال حرصها على انتظام سير أعمال اجتماعاتها على الرغم من الشلل الذي أصاب كل التجمعات الإقليمية والدولية، آملا أن «يصاحب اجتماعنا هذا كل التوفيق والنجاح».