حلّق جمهور دار الآثار الإسلامية في فضاء واسع من الأنغام الموسيقية لأشهر المقطوعات العالمية، بصحبة الموسيقي وعازف البيانو فيصل البحيري، الذي قدّم أمس الأول، واحدة من أجمل حفلاته على مسرح مركز اليرموك الثقافي بحضور امتلأت به قاعة الحفل على مدى ساعة من العزف المنفرد.
وقدّم البحيري، خلال الحفل، باقة متنوعة من مقطوعات موسيقية للودفيج بتهوفن وفريدريك شوبان، أمتع خلالها الجمهور بلمساته الساحرة وعزفه المحترف، ثم اختتم الحفل الذي استمر نحو ساعة، بعزف للموهبة الكويتية الناشئة رانيا العنزي، التي قدمت أيضاً إحدى المقطوعات الموسيقية الشهيرة للمؤلف الموسيقي شوبان.
وحول الحضور وأجواء، الحفل أعرب البحيري، لـ «الجريدة»، عن امتنانه للحضور الجماهيري الكبير للحفل، مؤكداً أن الأمر ليس غريباً على دار الآثار الإسلامية التي تحظى بشعبية كبيرة في الوسط الكويتي، والتي تعتبر أهم المنصات التي تقدم الفنون المتنوعة والراقية، معرباً عن سعادته لكونه أحد الفنانين الدائمين لدى دار الآثار الإسلامية، والتي يشارك في حفلاتها على مدار كل عام وكل موسم ثقافي منذ انطلاقه بعالم الموسيقى وحتى الآن.
وأضاف البحيري أن الشكر ممتد لمؤسسة لوياك التي تعد الحاضن الأول لموهبته منذ الصغر حتى تمكن من صقل تلك الموهبة بالدراسة والتدريب والعزف، ليصبح واحداً من أشهر الموسيقيين في الكويت، والذي يشارك أيضاً في العديد من دور الأوبرا حول العالم مثل بولندا وإيطاليا وغيرهما، كما حظي بالعديد من التكريمات والجوائز عن عزفه حول العالم، ومنها المركز الأول في مسابقة شوبان للبيانو على مستوى دول الخليج عام 2010، والتي نافس فيها 370 مشاركاً، وجائزة أفضل أداء لموسيقى شوبان، وغيرها.
وأكد البحيري عدم وجود جهة رسمية حكومية تحتضن المواهب الناشئة تحت عمر 16 سنة أمثال الشابة الكويتية رانيا العنزي، حيث يلجأ محبو الموسيقى إلى الدورات والمعاهد الخاصة أو السفر للخارج، أما راغبو الحصول على شهادة جامعية فيمكنهم الالتحاق بالمعهد العالي للفنون الموسيقية الذي يقبل الطالب بعد المرحلة الدراسية الثانوية وكلية التربية الأساسية قسم الموسيقى.
وأشار البحيري إلى أنه يشعر حين يعزف البيانو وكأنه يحلّق في الفضاء، مضيفاً أنه كان يحلم في طفولته بأن يصبح رائد فضاء، والآن استطاع البيانو، بشكل ميتافيزيقي، أن يأخذه إلى تلك الحالة في كل مرة يعزف فيها وكأنه يحلّق في عوالم بعيدة على أجنحة أنغام الموسيقى.
ولفت إلى أنه يعمل مدرساً للغة الإنكليزية، ويظل البيانو هو شغفه بالحياة وموهبته، وعمله أيضاً في كثير من الأحيان، مؤكداً أنه لا يوجد أجمل من أن يعمل الإنسان في مجال موهبته، حينها لا يشعر بالتعب أو الكلل أو الملل، بل يشعر بالشغف مع بداية كل يوم عمل.
وأوضح أن البيانو آلة موسيقية أوسع وأشمل من غيرها من الآلات، حيث تعزف أكثر النغمات الموسيقية، لكنها لا تصلح للموسيقى الشرقية ومقاماتها المتنوعة، لأن المسافة بين كل نغمة وأخرى نصف نغمة، أما الموسيقى الشرقية ففيها ربع نغمة، وهو ما يجعل الموسيقى العربية والشرقية ليست من السهل عزفها على البيانو.