• تعود جذور العلاقة بين البلدين إلى ما قبل 50 عاما... كيف ترين مستقبل التعاون بين البلدين؟
- نما التعاون بين البلدين وتعمق على مر السنين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1968، وأحد المعالم البارزة لهذا التعاون مشاركة الأرجنتين في التحالف العسكري الذي حرر الكويت عام 1991 من القوات العراقية الغازية.
ومن الجانب الكويتي، تكثف التعاون خلال السنوات الأخيرة من خلال مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي يمول مشاريع البنية التحتية في مختلف المحافظات الأرجنتينية.
- خلال مسيرتي الدبلوماسية الواسعة، لاحظت أن أفضل طريقة لبناء الجسور بين الدول هي من خلال الاحترام المتبادل لقيم وتقاليد بعضنا البعض، ورغم أن الكويت والأرجنتين لا يشتركان في لغة أو ثقافة أو دين لكنهما تمكنا من تطوير علاقة متينة ودائمة بينهما تقوم على الحوار والتفاهم الجيد.
أما عن مهمتي فهي تعزيز هذه العلاقة الثنائية من خلال زيادة التبادلات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ولحسن الحظ السلطات الكويتية استباقية جدا وتتفاعل بشكل إيجابي مع المبادرات الرامية إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي ديسمبر الماضي، أجريت المشاورات السياسية الثنائية عن طريق الفيديو كونفرنس، وتضمن جدول أعمال الاجتماع موضوعات تتعلق بالاتفاقيات بين البلدين، والتبادل التجاري، والدعم المتبادل للترشيحات في المنظمات الدولية، وتحليل آخر الأحداث الإقليمية والدولية، وكان هذا الاجتماع فرصة ممتازة لإعادة تنشيط الحوار بين السلطات العليا لوزارات الخارجية بعد التوقف الذي تسبب فيه وباء كورونا.
- الكويتيون مسافرون لا يكلون، ويحبون استكشاف أماكن جديدة وغريبة، والأرجنتين هي وجهة شهيرة جدا للمغامرين ولمن يقضون شهر العسل، وعادة ما تكون تجربة سفرهم إيجابية جدا، ولكن نظرا للمسافة الجغرافية، فإن الأرجنتين ليست هدفا للكويتيين للحصول على شقة أو منزل هناك.
- أثار انتصار الأرجنتين في بطولة كرة القدم بقطر العام الماضي فضول الكويتيين لزيارة موطن ليونيل ميسي، وهذه الأنواع من الأحداث لا تقبل المنافسة لتعزيز صورة الدولة.
وهناك طريقة أخرى فعالة جدا لإيقاظ الاهتمام بزيارة الأرجنتين هي نشر ثقافتها، وفي هذا الصدد تنظم السفارة في مقرها بعض الأنشطة الثقافية المعروفة، مثل ندوات ودروس التانغو، وتحظى هذه التجمعات بشعبية كبيرة بين عشاق التانغو في الكويت، خصوصا أولئك الذين زاروا الأرجنتين بالفعل ونقلوا حماسهم للعائلة والأصدقاء.
- يساعد فريقنا في القسم القنصلي المسافرين الكويتيين في تقديم طلبات التأشيرة، الإجراء بسيط جدا، والتأشيرة تكون جاهزة في غضون أيام قليلة بعد مقابلة قصيرة، كما يوفر فريقنا معلومات عامة حول مناطق الجذب السياحي.
- يقضي المسافرون الذين يصلون إلى الأرجنتين للمرة الأولى أياما عدة في العاصمة بوينس آيرس، حيث يستسلمون لسحر هذه المدينة الكبرى، التي تتميز بأنها عالمية ونابضة بالحياة، فعاصمة الأرجنتين هي مزيج فريد من العناصر الأوروبية والأميركية الجنوبية، وتقدم مجموعة من الأنشطة الثقافية مع المتاحف والمعارض الفنية والمسارح.
ويعد مسرح «كولون» جوهرة معمارية وتحفة من الجودة الصوتية تقع في قلب المدينة، حيث تؤدي أشهر فرق الأوركسترا ومغني الأوبرا العالميين، كما تعد بوينس آيرس الوجهة المثالية لمحبي التانغو، وحي «لا بوكا» هو المكان الذي بدأت فيه رقصة التانغو، ولا يزال يقدم الرقصات للسائحين في الشارع أو من خلال العروض المسرحية الجميلة. وعامل الجذب السياحي الرئيسي أيضا هو فن الطهو الأرجنتيني، إذ يذهب السائحون بحثا عن أفضل مطعم لتذوق «لحم العجل الصغير» الشهير، وهو عبارة عن قطعة مشوية بإتقان من شرائح اللحم تزن نصف كيلوغرام.
وفي حال ابتعدنا عن بوينس آيرس، يوجد في الأرجنتين 12 موقعا على قائمة التراث لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتقع في أجزاء مختلفة من أراضيها، أبرزها «حديقة إيغوازو الوطنية»، الواقعة في مقاطعة ميسيونس، والتي تستضيف واحدة من أجمل عجائب الطبيعة الخلابة: شلالات إغوازو، حيث تؤوي تنوعا بيولوجيا كبيرا من الغابات المطرية شبه الاستوائية مع أنواع النباتات والحيوانات الغريبة.
ونتيجة لحركتها البطيئة، تتكسر جدرانها أحيانا وتنتج عرضا فريدا، أما عشاق الحيوانات البحرية فتستضيف شبه جزيرة فالديس بمقاطعة تشوبوت الطيور والحيوانات الأكثر تنوعا، وخلال النصف الثاني من العام تعد موطن الحوت الصائب الجنوبي الذي يصل للتزاوج والتكاثر والتغذية.
- أنا محظوظة جدا لأنني أتيحت لي الفرصة للعمل مرتين بالكويت، في المرة الأولى بين عامي 2014 و2017، عملت كنائبة للسفير، وكانت التجربة إيجابية جدا لدرجة أنني أردت العودة، وتحققت الرغبة في نهاية عام 2018 عندما تم تعييني سفيرة هنا. وعندما توليت منصبي في أكتوبر 2018 كرئيسة للبعثة، كنت الدبلوماسية الوحيدة في السفارة، الأمر الذي اضطررت خلاله إلى القيام بجميع المهام الملازمة لأقسام العمل الدبلوماسي المختلفة: السياسية والتجارية والقنصلية والثقافية والإدارية، كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات من نواح كثيرة، ولكنها كانت أيضا غنية جدا من الناحية المهنية، وبفضل فريق الموظفين المحليين، تمكنت من تحقيق الأهداف التي حددتها حكومتي بنجاح.
- الكويت هي بلدي الثاني، وهي بلد ترحاب وودود جدا، في هذه السنوات تمكنت من توسيع دائرة أصدقائي بفضل التفاعل مع شخصيات من المجالات الدبلوماسية والأكاديمية والفنية والصحافية، والكويتيون ودودون جدا ومنفتحون على إقامة أفضل العلاقات مع الأجانب، أستمتع بشكل خاص باللقاءات الاجتماعية التي تجمع بين المحادثات الشيقة والمآدب السخية.
وأضافت: «لطالما تم استبعاد النساء من عالم الدبلوماسية، لكنني أعتقد أن مشاركتهن يمكن أن تخلق تغييرا اجتماعيا إيجابيا، حيث تختلف وجهات نظر النساء حول الصراع بشكل كبير عن وجهات نظر الرجال، لأن النساء أكثر اهتماما بالسعي للحصول على الإجماع»، متابعة: «أنا وزميلاتي سعداء بأن نكون جزءا من السلك الدبلوماسي في الكويت، الكبير والنشيط جدا».
- نما التعاون بين البلدين وتعمق على مر السنين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1968، وأحد المعالم البارزة لهذا التعاون مشاركة الأرجنتين في التحالف العسكري الذي حرر الكويت عام 1991 من القوات العراقية الغازية.
ومن الجانب الكويتي، تكثف التعاون خلال السنوات الأخيرة من خلال مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي يمول مشاريع البنية التحتية في مختلف المحافظات الأرجنتينية.
تعزيز العلاقات
• كيف يمكنك من موقعك المساهمة في تطوير وتعزيز العلاقات الأرجنتينية ـ الكويتية؟- خلال مسيرتي الدبلوماسية الواسعة، لاحظت أن أفضل طريقة لبناء الجسور بين الدول هي من خلال الاحترام المتبادل لقيم وتقاليد بعضنا البعض، ورغم أن الكويت والأرجنتين لا يشتركان في لغة أو ثقافة أو دين لكنهما تمكنا من تطوير علاقة متينة ودائمة بينهما تقوم على الحوار والتفاهم الجيد.
أما عن مهمتي فهي تعزيز هذه العلاقة الثنائية من خلال زيادة التبادلات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ولحسن الحظ السلطات الكويتية استباقية جدا وتتفاعل بشكل إيجابي مع المبادرات الرامية إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي ديسمبر الماضي، أجريت المشاورات السياسية الثنائية عن طريق الفيديو كونفرنس، وتضمن جدول أعمال الاجتماع موضوعات تتعلق بالاتفاقيات بين البلدين، والتبادل التجاري، والدعم المتبادل للترشيحات في المنظمات الدولية، وتحليل آخر الأحداث الإقليمية والدولية، وكان هذا الاجتماع فرصة ممتازة لإعادة تنشيط الحوار بين السلطات العليا لوزارات الخارجية بعد التوقف الذي تسبب فيه وباء كورونا.
تملك العقارات
• يعتبر الكويتيون من أكثر المستثمرين الذين يمتلكون عقارات حول العالم... ما حصة الأرجنتين في هذا المجال؟- الكويتيون مسافرون لا يكلون، ويحبون استكشاف أماكن جديدة وغريبة، والأرجنتين هي وجهة شهيرة جدا للمغامرين ولمن يقضون شهر العسل، وعادة ما تكون تجربة سفرهم إيجابية جدا، ولكن نظرا للمسافة الجغرافية، فإن الأرجنتين ليست هدفا للكويتيين للحصول على شقة أو منزل هناك.
موطن ميسي
• برأيك، ما الذي يمكنه أن يجذب السائحين الكويتيين لزيارة الأرجنتين؟- أثار انتصار الأرجنتين في بطولة كرة القدم بقطر العام الماضي فضول الكويتيين لزيارة موطن ليونيل ميسي، وهذه الأنواع من الأحداث لا تقبل المنافسة لتعزيز صورة الدولة.
وهناك طريقة أخرى فعالة جدا لإيقاظ الاهتمام بزيارة الأرجنتين هي نشر ثقافتها، وفي هذا الصدد تنظم السفارة في مقرها بعض الأنشطة الثقافية المعروفة، مثل ندوات ودروس التانغو، وتحظى هذه التجمعات بشعبية كبيرة بين عشاق التانغو في الكويت، خصوصا أولئك الذين زاروا الأرجنتين بالفعل ونقلوا حماسهم للعائلة والأصدقاء.
التأشيرة السياحية
•... وماذا عن التأشيرة السياحية؟- يساعد فريقنا في القسم القنصلي المسافرين الكويتيين في تقديم طلبات التأشيرة، الإجراء بسيط جدا، والتأشيرة تكون جاهزة في غضون أيام قليلة بعد مقابلة قصيرة، كما يوفر فريقنا معلومات عامة حول مناطق الجذب السياحي.
رقصة التانغو
• ما الذي يميز الأرجنتين عن بقية العالم بالنسبة إلى الكويتي؟ وما مقومات السياحة الخاصة بكم؟- يقضي المسافرون الذين يصلون إلى الأرجنتين للمرة الأولى أياما عدة في العاصمة بوينس آيرس، حيث يستسلمون لسحر هذه المدينة الكبرى، التي تتميز بأنها عالمية ونابضة بالحياة، فعاصمة الأرجنتين هي مزيج فريد من العناصر الأوروبية والأميركية الجنوبية، وتقدم مجموعة من الأنشطة الثقافية مع المتاحف والمعارض الفنية والمسارح.
ويعد مسرح «كولون» جوهرة معمارية وتحفة من الجودة الصوتية تقع في قلب المدينة، حيث تؤدي أشهر فرق الأوركسترا ومغني الأوبرا العالميين، كما تعد بوينس آيرس الوجهة المثالية لمحبي التانغو، وحي «لا بوكا» هو المكان الذي بدأت فيه رقصة التانغو، ولا يزال يقدم الرقصات للسائحين في الشارع أو من خلال العروض المسرحية الجميلة. وعامل الجذب السياحي الرئيسي أيضا هو فن الطهو الأرجنتيني، إذ يذهب السائحون بحثا عن أفضل مطعم لتذوق «لحم العجل الصغير» الشهير، وهو عبارة عن قطعة مشوية بإتقان من شرائح اللحم تزن نصف كيلوغرام.
وفي حال ابتعدنا عن بوينس آيرس، يوجد في الأرجنتين 12 موقعا على قائمة التراث لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتقع في أجزاء مختلفة من أراضيها، أبرزها «حديقة إيغوازو الوطنية»، الواقعة في مقاطعة ميسيونس، والتي تستضيف واحدة من أجمل عجائب الطبيعة الخلابة: شلالات إغوازو، حيث تؤوي تنوعا بيولوجيا كبيرا من الغابات المطرية شبه الاستوائية مع أنواع النباتات والحيوانات الغريبة.
«وادي القمر»
وإلى جانب ذلك، لدينا منتزه تالامبايا ايشيغوالاستو الوطني، أحد أهم حقول الحفريات في العالم، والتي يبلغ عمرها نحو 180 مليون سنة، اضافة إلى «وادي القمر»، نزولا إلى جنوب باتاغونيا، هناك حديقة غلاسياريس الوطنية في مقاطعة سانتا كروز، وهي مملكة جليدية حقيقية تضم 350 نهرا جليديا، بينها بيريتو مورينو الشهير، الرائع والمذهل.ونتيجة لحركتها البطيئة، تتكسر جدرانها أحيانا وتنتج عرضا فريدا، أما عشاق الحيوانات البحرية فتستضيف شبه جزيرة فالديس بمقاطعة تشوبوت الطيور والحيوانات الأكثر تنوعا، وخلال النصف الثاني من العام تعد موطن الحوت الصائب الجنوبي الذي يصل للتزاوج والتكاثر والتغذية.
تجربة إيجابية
• ما الذي أضافته تجربتك حتى الآن في الكويت؟- أنا محظوظة جدا لأنني أتيحت لي الفرصة للعمل مرتين بالكويت، في المرة الأولى بين عامي 2014 و2017، عملت كنائبة للسفير، وكانت التجربة إيجابية جدا لدرجة أنني أردت العودة، وتحققت الرغبة في نهاية عام 2018 عندما تم تعييني سفيرة هنا. وعندما توليت منصبي في أكتوبر 2018 كرئيسة للبعثة، كنت الدبلوماسية الوحيدة في السفارة، الأمر الذي اضطررت خلاله إلى القيام بجميع المهام الملازمة لأقسام العمل الدبلوماسي المختلفة: السياسية والتجارية والقنصلية والثقافية والإدارية، كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات من نواح كثيرة، ولكنها كانت أيضا غنية جدا من الناحية المهنية، وبفضل فريق الموظفين المحليين، تمكنت من تحقيق الأهداف التي حددتها حكومتي بنجاح.
الكويت بلدي الثاني
• بم تشعرين وأنت بين أهل الكويت؟- الكويت هي بلدي الثاني، وهي بلد ترحاب وودود جدا، في هذه السنوات تمكنت من توسيع دائرة أصدقائي بفضل التفاعل مع شخصيات من المجالات الدبلوماسية والأكاديمية والفنية والصحافية، والكويتيون ودودون جدا ومنفتحون على إقامة أفضل العلاقات مع الأجانب، أستمتع بشكل خاص باللقاءات الاجتماعية التي تجمع بين المحادثات الشيقة والمآدب السخية.
سفيرات عديدات في الكويت
حول وجود عدد كبير من السفيرات في الكويت، أكدت زامبييري: «في الواقع يوجد بالكويت العديد من رئيسات البعثات، وأعتقد أنها مصادفة سعيدة، لكن في الوقت نفسه أعتقد أن الحكومة الكويتية تفضل الاتجاه العام لزيادة الوجود النسائي في المجالات الاجتماعية والحكومية».وأضافت: «لطالما تم استبعاد النساء من عالم الدبلوماسية، لكنني أعتقد أن مشاركتهن يمكن أن تخلق تغييرا اجتماعيا إيجابيا، حيث تختلف وجهات نظر النساء حول الصراع بشكل كبير عن وجهات نظر الرجال، لأن النساء أكثر اهتماما بالسعي للحصول على الإجماع»، متابعة: «أنا وزميلاتي سعداء بأن نكون جزءا من السلك الدبلوماسي في الكويت، الكبير والنشيط جدا».