شوشرة: أجندة مارس
في شهر مارس الحالي سيحسم العديد من الملفات، أهمها العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بعد إعلان الحكومة الجديدة، وستكون المسألة بمنزلة الفيصل في تدارك ومواجهة ما هو معلق، وما سيطرح في أجندة النواب التي يُعتقد أنها أحد أسباب التأزيم مع السلطة التنفيذية.
بعض الاستغلاليين يضعون العصا في الدواليب ويعملون جاهدين لتعطيل مسيرة التعاون بين المجلس والحكومة، وهذا الأمر يجب أن يكون في اعتبار النواب والوزراء الإصلاحيين في الحكومة المنتظرة الذين يفترض ألا يعطوا مساحة لمن يعملون على تعكير الأجواء حتى لا نعود إلى المربع الأول الذي سئمنا من تكرار مشاهده من صراخ وتصعيد وغيرها من الأمور التي تخلط الحابل بالنابل، مع محاولات الاستغلاليين رسم بطولاتهم المزيفة، في حين أن الشعب يدفع ضريبة هذه الدوامة بعد أن تنفس الصعداء وفرح بعلاقة مثالية بين السلطتين في بداية الطريق مع تعهدات الحكومة بإقرار المطالب الشعبية التي يفترض أن يكون قد نُفذ بعضها على أرض الواقع.
إن حالة الإحباط أصبحت تولد شعوراً لدى الناس بالملل من هذا المشهد الذي عاق الصورة الجميلة في نجاح السلطتين بتعاون مستمر دون عراقيل ومطبات هوائية ومكائد وتصعيد وتهويل والتي طالما انتظرنا اكتمالها، والأمل لا يزال موجوداً في عودة المياه إلى مجاريها وإيجاد آلية تعاون بقضايا مشتركة لا خلاف عليها، وتنفيذ مشاريع واعدة ترى النور في القريب العاجل، تذكرنا بأننا كنا الدرة قبل أن يسبقنا العديد في إطلاق مشاريعهم الضخمة والمهمة في المنطقة، بينها دول نقدم لها المساعدات والدعم والمعونة والقروض لتتجاوز أزماتها المالية، فأصبحنا مثل عين عذاري تسقي البعيد وتترك القريب، والمنطقي والمفروض أن تكون ديرتنا أولى بعد أن أصبحنا نحسد الآخرين على شوارعهم لما نعانيه من مآس في طرق غير معبدة وحصى متطاير وحفر في منتصف الشوارع التي تعاني الويلات.
وعلى السلطتين بعد الجلسات المفتوحة والاجتماعات الجانبية واللقاءات الخاصة وغيرها من السكك أن تضعا بعين الاعتبار إعادة نهضة البلد والالتزام بالمواعيد المحددة للتنفيذ، والالتفات لمدينة الحرير التي لا نعرف إلى ماذا انتهت أو ما مصيرها، والالتفات إلى المشاريع السياحية والترفيهية التي حُرم منها الشعب.
آخر السطر:
الكل ينتظر ويترقب من الداخل والخارج، لكن الأهم هو الاتفاق حتى لا نعود من حيث أتينا.