الغذاء النباتي في الكويت بين التجاهل والتنمر
النظام الغذائي النباتي هو أحد الأنظمة الغذائية التي يعتنقها البشر حول العالم، والتي تكون مبنية بشكل أساسي على تناول المأكولات والأغذية المستمدة من عناصر غذائية نباتية، ولا وجود للحوم بكل أشكالها على أطباق معتنقيها.
في المقابل فإن الأنظمة الغذائية النباتية المختلفة الموجودة قد تتفاوت في درجة صرامتها من ناحية السماح لمعتنقيها بتناول مشتقات الألبان أو غيرها من الأغذية التي قد يكون مصدرها حيوانياً بحتاً، فالإقبال على نظام الغذائي النباتي- على الرغم من فوائده الصحية المتمثلة بتقليل نسب الإصابة بأمراض القلب المختلفة وفوائده البيئية المتمثلة بتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المزارع الحيوانية في دولة الكويت- ما زال ضعيفا جداً، ويكاد يكون معدوماً.
الأنظمة الغذائية النباتية ما زالت غير مرغوبة في دولة الكويت، وما زال روادها قلة، ويعانون بشكل مستمر من الانتقادات اللاذعة سواء من المجتمع أو حتى من الإعلام بمختلف وسائله، غافلين عن الدور المهم الذي يؤديه هذا النظام الغذائي في تحسين صحة الفرد وجودة البيئة بشكل عام.
من جهة أخرى، نرى بعض الدول الأوروبية المتقدمة وبالأخص العاصمة الأسكتلندية «أدنبرة» قد تبنت النظام الغذائي النباتي بشكل رسمي، حيث بدأت العاصمة بالاعتماد على الأغذية النباتية بكثرة في مختلف جهاتها الحكومية والمدرسية أيضا، رغبة منها بالتماشي مع السياسات العالمية بتقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة من المزارع الحيوانية.
في المقابل ما زلنا في الكويت لا نرى أي تحركات حكومية أو حتى فردية لزيادة الوعي النباتي، دون اكتراث منها لما يحدث من انبعاثات كربونية ضارة وقادرة على زيادة التدهور البيئي في عدد كبير من هذه المزارع.
في الختام أود أن أذكر أننا نحتاج وبشكل ضروري إلى إقامة حملات قوية قادرة على زيادة الإقبال المجتمعي على النظام النباتي لما له من مصلحة للفرد والمجتمع بشكل عام، ولا نغفل عن ضرورة زيادة الوعي القادر على تقليل التنمر وموجة الكره الحاصلة على أتباع هذا النظام.