إدانات خليجية ونبرة غربية مختلفة بعد دعوة وزير إسرائيلي لمحو حوارة
أوستين في المنطقة وخلاف بين واشنطن وتل أبيب
وسط تحذيرات من خروج دائرة العنف الدامي، خصوصاً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، عن السيطرة قبيل حلول شهر رمضان المعظم، دانت الكويت والسعودية وقطر تصريحات وزير المالية والاستيطان الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، التي دعا فيها إلى محو بلدة «حوارة» الفلسطينية، بعد تعرضها لاعتداءات انتقامية واسعة، نفّذها مستوطنون، إثر عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل شقيقين إسرائيليين الاثنين الماضي.
وأعربت وزارة الخارجية، أمس ، عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للتصريحات العنصرية المتطرفة والاستفزازية، التي تتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، داعية إلى وقف الحملات التحريضية، التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الكاملة له، ودعم جهود التوصل إلى حل دائم يؤدي إلى حصوله على كل حقوقه، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الرياض، طالبت «الخارجية» السعودية، المجتمع الدولي بـ «الاضطلاع بمسؤولياته لردع الممارسات الشائنة، ووقف التصعيد، وتوفير الحماية للمدنيين»، كما دانت «الخارجية» القطرية، بـ «أشد العبارات» دعوة الوزير الإسرائيلي، واعتبرتها «تحريضاً خطيراً على جريمة حرب».
من جانبه، دان الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، تلك التصريحات، وشدد على ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والعنف، لافتاً إلى أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش.
وأكد البديوي على مواقف دول المجلس الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة دعم جميع جهود دفع عملية السلام، ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين.
في موازاة ذلك، أصدر وزراء خارجية فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا بياناً مشتركاً، وصف بأنه ذو صيغة غير مسبوقة، للإعراب عن قلقهم البالغ من «استمرار وحدّة أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وقال الوزراء الـ6: «ندين بشدة الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تسببت في مقتل مواطنين إسرائيليين»، كما «ندين بشدة أيضاً العنف العشوائي الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين»، مشددين على ضرورة «محاسبة مرتكبي كل هذه الأعمال، وملاحقتهم قضائياً».
جاء ذلك في وقت أفادت تقارير عبرية بتوتر العلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والائتلاف اليميني المتشدد الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو، على خلفية تنصل الأخير من تفاهمات رامية لخفض التصعيد تم التوصل إليها خلال اجتماع العقبة بالأردن الأحد الماضي.
وفي ظل التوتر بين الإدارة الأميركية، التي طالبت حكومة نتنياهو بتوضيحات حول التنصل من تفاهمات العقبة، مستنكرة بشدة دعوة محو «حوارة»، والفظائع التي ارتكبها المستوطنون بها، وصف السفير الأميركي في تل أبيب، توم نيدس، الوزير سموتريتش بـ «الغبي»، وقال إنه لو كان الأمر بيده «لألقيت به من الطائرة» قبل وصوله إلى واشنطن الأسبوع المقبل.
في المقابل، رحّب أمين سر «منظمة التحرير» حسين الشيخ، بـ «ردود الفعل الدولية على تصريحات الإرهابي سموتريتش»، مطالباً بـ «ارتقاء الأقوال إلى أفعال لحماية الشعب الفلسطيني من بطش المحتلين».
يأتي ذلك عشية بدء وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستين، زيارة للشرق الأوسط تشمل إسرائيل، ومصر، والأردن، لمناقشة التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، وسبل خفض التصعيد بالضفة الغربية، ويسبق ذلك زيارة يجريها كل من وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، لواشنطن.