قصيدة: سيدنا زين العابدين علي بن الحسين (38 - 95 هـ)
زينُ العِبادِ الزاهدِ السجَّادِ
ابنُ الحسينِ وأسرةِ الأمجادِ
نجلُ الشهيدِ الهاشمي المقتدى
وبقيةُ الآباءِ والأجدادِ
حضرَ القتالَ بأرضِ طفٍّ عندما
كان الصغيرُ موَسَّدًا بضمادِ
وبلطفِ قدرته تعالى لم يمُتْ
ليظلَّ نسلُ حُسينَ في الأسيادِ
ورِعٌ فقيهٌ ساجدٌ متبتِّلٌ
متصدقٌ متواضعٌ بودادِ
متسامحٌ حلوُ الكلامِ لسانُهُ
في السائلين يرى طريقَ الزادِ
بجرابِ خبزٍ لا يفارقُ ظهرَهُ
يُعطي الجياعَ عطيّةَ الأولادِ
كتَبَ الفرزدقُ شعره في مدحِهِ
(هذا التقيُّ) وبضعةُ الأجوادِ
شاعت قصيدتُهُ فيا لجمالها!
مسبوكةٌ بالحبِّ والأورادِ
ورآهُ (زُهريٌّ) وقد جاؤوا به
وبه الحديدُ مكبَّلَ الأصفادِ
فبكى عليه وقال: دونَكَ.. ليتني الـ
مكبولُ في قيدِ الردى والصادي
لو شاء زاح القيدَ عنه إنّما
ذاك الرضا بقضاءِ ربِّ عبادِ
شُغِلَ السليلُ بربهِ بعبادةٍ
لم ينشغلْ بالحُكمِ والأعتادِ
ما زال يُحزنُهُ فراقُ أحبّةٍ
من أهله في وقعة الأوغادِ
(ليس الغريبُ) قصيدةٌ من نظمهِ
فيها التوجُّعُ من غريبِ بلادِ
(فقدُ الأحبةِ غُربةٌ) من قولهِ
عاش الحياةَ بغُربة الأفرادِ
من إرثهِ حِكَمٌ تعاظَمَ شأنُها
عن كلّ ذي حقٍّ على العُبَّادِ
أما الدعاءُ فإنّه من بوتقٍ
للصدقِ كان دعاؤهُ بفؤادِ
صلى عليك اللهُ يا نور الهدى
يا دُرّةً في عالَمِ الآبادِ
والآلِ آلِ البيتِ خيرِ سفينةٍ
هم عِترةٌ للبرِّ للميعادِ
هم أهلُ فضلٍ أهلُ صبرٍ، إنما
نادى عليهم في القيامِ مُنادِ