فشل الترفيه
أول العمود: لو كنت المسؤول لاستضفت القياديين القطريين القائمين على إدارة كأس العالم للتعرف على تجربتهم المبهرة في إنجاح أكبر تظاهرة عالمية.
***
ظاهرتا السفر القصير لآلاف الكويتيين إلى دول الجوار وغيرها، واستمرار السلوكيات السيئة في أيام الأعياد الوطنية كانتا حديث البلد والصحافة في الأيام القليلة الماضية، وهي من المظاهر القديمة المتجددة التي تعكس دون شك فشل الإدارة العامة في أداء أبسط حاجات الناس في الترفيه، فحسب تقرير «أريبيان بيزنس» الأخير يشير إلى الطفرة الكبيرة لآفاق الترفيه والسياحة في منطقة الخليج باستثناء الكويت!!
إن هذا الإهمال الكبير والفاضح للترفيه في الكويت يقف وراء العديد من المشكلات والسلوكيات كتعاطي المخدرات، وقيادة المركبات برعونة، والعنف اللفظي والجسدي، والهروب خارج البلاد في أي عطلة قصيرة، ويُعد تخلي مؤسسات الدولة عن مهامها سببا رئيسا في ذلك.
كلنا يتذكر البهجة الكبيرة التي تعم الكويت في احتفالات العيد الوطني قديماً، وقد نقلت قناة «القرين» جانباً منها تزامناً مع العيد الوطني الأخير، ورأينا استنفار وزارات الدولة ومؤسساتها وطوافها في شارع الخليج أمام آلاف الجماهير المصطفة على جانبي الطريق لمشاهدة الفعاليات بكل شغف واحترام للمناسبة.
ما حدث في الأيام الماضية من سلوكيات غير لائقة في التعبير عن الفرح أبعد من كونه مجرد سلوك عبثي فقط، بل هو سلوك يدق جرس إنذار لأبواب مدارس وزارة التربية والتعليم، والأسرة الكويتية التي طرأت عليها تغييرات مسَّت طبيعة التنشئة داخل الأسرة.
من المعيب حقاً ألا ننبش موضوع التنشئة الأسرية للأبناء، وما حدث لها طوال عقود من الاتكال على العمالة المنزلية، وتخلي الوالدين عن بعض واجباتهم، وتأثير ذلك على الأبناء، فاستمرار ظاهرة السفر القصير، وتكرار السلوكيات الشاذة في الأعياد الوطنية بحاجة لدراسة وتقييم للمؤسسات القائمة على الترفيه، والتربية والتعليم.