بعد أن وضعت حرب البالونات أوزارها، وأبدى الجميع استياءه، وبعد أن تذمر من تذمر بسبب الزحمة الخانقة التي نتجت عن الألعاب النارية التي أضاءت سماء الكويت، فإن لنا أن نسأل: ماذا أنتم فاعلون لتفادي الأخطاء المستمرة منذ سنوات، والتي أساءت لأغلى ذكرى بتاريخ الوطن، ألا وهي تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم؟
أتصور أننا بحاجة لتأكيد شكرنا وامتنانا لدول مجلس التعاون الخليجي والتحالف الدولي بتكريم قادة التحرير عن طريق تكريم أبنائهم، فقد رحلوا جميعاً الى خالقهم رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، ولنبدأ طبعاً بالملك فهد بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان، والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ خليفة آل ثاني، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهم جميعاً.
ولنرسل الطائر الأزرق إلى تكساس بالولايات المتحدة الأميركية ليحضر عائلة الرئيس بوش الأب، ولنرسل طائراً أزرق آخر لإحضار عائلة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، ورئيس الوزراء جون ميجر، ولتذهب طائرة إلى القاهرة لإحضار عائلة الرئيس حسني مبارك وغيرهم ممن ترى الحكومة الكويتية وجوب تكريمهم.
ما الذي يمنع من إقامة مباراة كرة قدم تجمع قطبي الكرة السعودية الهلال والنصر على أرض الكويت، وأكاد أجزم أن أهلنا في السعودية سيحبون ذلك، فاحتفالاتنا احتفالاتهم؟ وما الذي يمنع من إقامة عرض مسرحي بهذه المناسبة يضم كل نجوم الخليج على أن تبدأ كتابة النص في أقرب فرصة ممكنة؟ ولماذا لا نسمع صوت حسين الجسمي وعبدالمجيد عبدالله وغيرهما من نجوم الغناء في حفلات تقسم على يومي الاستقلال والتحرير؟!
لحظات الحقيقة هي من تحدد العدو من الصديق، ودول التحالف وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي هي من فتحت قلوبها قبل أبواب بيوتها لإيوائنا وعدم ذكر هذه الحقيقة لأبنائنا عمل غير وطني.
طبعاً بعضهم سيذكر أننا على أعتاب مرحلة جديدة مع العراق، وأن هذه الاحتفالات تعيد فتح الجروح، أذكر هنا أن فرنسا منذ منتصف القرن الماضي ما زالت تحتفل بتحريرها من الاحتلال النازي بالحرب العالمية الثانية مع أنهم كبلدين يقودان الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة.
الأفكار كثيرة، ويمكن تطبيقها في حال وجود إرادة سياسية، ويمكن لأكثر من جهة تبني هذا المقترح على أن يكون حدثاً سنوياً، فلائحة المكرمين تطول لتمتد إلى ضباط وجنود فقدوا حياتهم أو أصيبوا إصابات بليغة أو فقدوا أطرافهم، كما أنها تمتد أيضا لتشمل وزراء خارجية ومسؤولين آخرين.
أتمنى من كل قلبي أن يصل هذا الكلام إلى سمو الرئيس أو في حال قرر مجلس الأمة تبني المقترح كونه ممثل الشعب أن يصل هذا الكلام إلى العم الرئيس أحمد السعدون أو الآخ الفاضل مرزوق الغانم في حال قررت المحكمة الدستورية إعادة مجلس 2020، مع أني لا أحبذ ذلك لكنه احترام القضاء، بالإضافة إلى أن ما أقترحه أكبر من خلافاتنا السياسية التي مللنا منها، أو يمكن عنونة هذا المقترح للأخ العزيز وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك في حال قرر الديوان تبنيه، فما أتحدث عنه هو بلد كان في المقدمة وتأخر قليلاً، وآن الأوان لإعادته إلى المقدمة.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.