عبّر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة المعني بأقل البلدان نمواً في العاصمة القطرية الدوحة، عن استغرابه لتأخر وصول المساعدات لضحايا الزلزال في سورية، قائلاً إن من الخطأ استغلال المساعدات الإنسانية لتحقيق أغراض سياسية، في انتقاد ضمني للحكومة السورية.

وتعد قطر واحدة من عدة دول بالمنطقة دعمت مقاتلي المجموعات المسلحة المعارضة في الحرب الأهلية السورية، وانتقدت من قبل مساعي بعض الدول لتطبيع العلاقات مع دمشق، كما تمسكت أخيراً بهذا الموقف بعد أن بادرت عدة دول عربية بينها مصر والأردن الى زيادة علاقاتها مع دمشق.

Ad

وجاء موقف الشيخ تميم بعد ساعات من زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، المفاجئة الى قاعدة في شمال شرق سورية، حيث تفقّد القوات الأميركية الموجودة في هذا البلد منذ نحو 8 أعوام لمحاربة تنظيم داعش.

وكان ميلي توجه جوّا إلى سورية لتقييم الجهود المبذولة لمنع عودة ظهور الجماعة المتشددة، ومراجعة إجراءات حماية القوات الأميركية من الهجمات، بما في ذلك من الطائرات المسيّرة التي تطلقها فصائل مدعومة من إيران.

ولدى سؤاله من صحافيين مرافقين له عمّا إذا كان يعتقد أن نشر حوالي 900 جندي أميركي في سورية يستحق المخاطرة، ربط ميلي المهمة بأمن الولايات المتحدة وحلفائها، قائلاً «نعم. أعتقد أن إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش والاستمرار في دعم أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة... أعتقد أن هذه مهام ضرورية يمكن القيام بها».

وبعد ساعات من الصمت، دانت دمشق، اليوم، زيارة ميلي الى شمال سورية، وعدّتها انتهاكاً صارخا لسيادتها ووحدتها، وطالب مصدر في وزارة الخارجية السورية واشنطن بـ «التوقف عن انتهاكاتها الممنهجة والمستمرة للقانون الدولي ووقف دعمها لميليشيات مسلحة انفصالية»، في إشارة الى قوات سورية الديموقراطية (قسد)، التي يشكّل الأكراد غالبيتها والمدعومة من واشنطن، والتي تدير مناطق واسعة من البلاد عبر إدارة مدنية.

ويؤشّر موقف قطر والتحركات الأميركية الأخيرة بما فيها زيارة ميلي، وكذلك تردد السعودية في استعادة العلاقات مع الأسد، إلى أن موجة التطبيع مع دمشق التي تمثّلت باتصالات رفيعة غير مسبوقة منذ 2011 أجراها الرئيس المصري والعاهل البحريني بالرئيس السوري بشار الأسد وزيارات وزيرَي خارجيتَي الأردن ومصر ووفد برلماني عربي الى دمشق للقاء الرئيس السوري، والتي جاءت بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سورية، قد تكون وصلت إلى ذروتها.

ومن المقرر أن تعقد القمة العربية قبل نهاية الشهر في الرياض، إلا أن الدعوات لم توزع ولم يتضح موعد الاجتماع وإذا كان سيشهد إعادة سورية للجامعة العربية.