دعا ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، الدول المتقدمة إلى توحيد صفوفها ومضاعفة جهودها من أجل لعب دور ريادي يسهم في خلق شراكة أكثر عدلا وتوازنا بالوفاء بالتزاماتها المتّفق عليها، دعما لمسيرة تنمية البلدان الأقل نمواً.
جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموا (الجزء الثاني) المنعقد في الدوحة من 5 إلى 9 الجاري.
وألقى ممثل سمو الأمير كلمة خلال المؤتمر قال فيها: «يشرفني في البداية أن أمثّل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وأن أنقل تمنيات سموه بأن تُكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق لما يمثّله من محطة بارزة في سبيل مواجهة التحديات والمعوقات التي تواجه أقل البلدان نموا تنفيذا لبرنامج عمل الدوحة للفترة من 2022/ 2031».
وأضاف سالم الصباح: «قطع المجتمع الدولي شوطا كبيرا في سبيل نهضة البلدان الأقل نموا في سياق برامج العمل السابقة انطلاقا من باريس ووصولا الى الدوحة، إلا اننا نجتمع اليوم ونحن ندرك جيدا حجم الأخطار والتحديات التي نواجهها، وما خلّفته الأزمات خلال السنوات الخمس الأخيرة من تداعيات باتت تهدد التنمية والأمن والاستقرار».
وتابع أن «هذه التحديات تدفعنا لزاما نحو وضع خطط أكثر مرونة وابتكارا واستدامة وتسخير قوة العلم والتكنولوجيا للحد من تداعيات الظروف الحالية لتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة للبلدان الأقل نموا».
تحديات مشتركة
وأكد أن الكويت تؤمن بالدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الإرادة السياسية والعمل المشترك في التعاطي مع القضايا والمسائل التي تمثّل تحديات مشتركة لنا جميعا، والتي أصبحت تهدد بشكل ملموس أمن واستقرار العديد من دول العالم وشعوبها، مشددا على أن مثل هذه الأزمات لا يمكن لدولة أو لمجموعة من الدول من التصدي لها، وإنما تتطلب جهدا جماعيا وتسخير الإمكانات وتغيير النمط المعتاد في التعاطي مع الواقع الحالي.
وأردف أننا ندرك أنه على الرغم مما تم تحقيقه من تقدّم خلال الأعوام الماضية، إلا أنه لا تزال هناك حاجة ماسة لتلبية الاحتياجات القائمة والأولويات الخاصة لأقل البلدان نموا، فقد دأبت الكويت منذ نشأتها على العمل وبإيمان وقناعة تامة على تشييد جسور التعاون الدولي ومد يد العون للدول التي تواجه أوضاعا خاصة في مجالات التطوير والتنمية، وبما ينسجم مع احتياجات شعوب الدول النامية.
القضاء على الفقر
وأشار إلى أن الكويت تستمر في دعمها للجهود الدولية الرامية نحو القضاء على الفقر وتخفيف عبء الديون والتصدي للآثار المترتبة عن تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعوب الواقعة تحت النزاعات وتهيئة الظروف المناسبة لإعادة الأعمار والتنمية تلبية لاحتياجات ومتطلبات الأصدقاء والأشقاء، لاسيما الدول التي تواجه أوضاعا خاصة.
ولفت إلى أنه انطلاقا من إيمان الكويت الراسخ بأهمية العمل الدولي المشترك، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يشهدها العالم، فقد ساهمت الكويت في تمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية والدول الأقل نموا عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والذي امتدت مساعداته لأكثر من 152 دولة ومؤسسة، حيث فاق حجم تلك المساعدات النسبة المتفق عليها دوليا حتى أصبحت الكويت في طليعة الدول التي تقدم المساعدات بالمجالات الإنمائية والإنسانية والإغاثية، على الرغم من أنها دولة نامية.
واختتم كلمته قائلا: كلنا أمل بأن تنصبّ مساعينا في تحقيق ما نصبو إليه بإيجاد مناخ دولي يتسم بالتعاون تلبية لاحتياجات أقل البلدان نموا، على اعتبار أننا نشترك جميعا في مسؤولية دعم عملية التنمية الشاملة، فضلا عن إيجاد حلول لتلك التحديات والعقبات، مع الأخذ بعين الاعتبار تباين الأعباء وتفاوت القدرات فيما بين الدول النامية.