وسط حراك عسكري أميركي في المنطقة، تمثّل بزيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي ووزير الدفاع لويد أوستن الى عدة دول شرق أوسطية بينها إسرائيل، وصف وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، التهديدات التي توجهها إسرائيل بتوجيه ضربة لمنشآت بلاده النووية بأنها «ليست سوى أوهام وحرب نفسية».

وردّا على تقارير غربية أشارت الى أن تل أبيب تدرس تسريع خططها بشن ضربة على إيران قبل أن تشتري الأخيرة منظومة s400 الروسية الصاروخية الدفاعية الجوية، قال أشتياني إن بلاده ليست بحاجة إلى شراء هذه المنظومات، إذ لديها «اكتفاء ذاتي من المضادات الدفاعية».

Ad

الى ذلك، ووسط غموض وتبادل للاتهامات بشأن الجهة التي تقف وراء الحوادث الغامضة التي شملت عشرات المدارس، وتسببت في نقل مئات الطالبات إلى المراكز الطبية وتصاعدت خلال الأسبوعين الأخيرين، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم ، سلطات بلاده إلى متابعة قضية تسمم الطالبات بجدية، واصفاً ما حدث بأنه «جريمة كبيرة لا تغتفر»، ومتوعدا بإنزال أقصى العقوبات بحق المتورطين فيها.

وقال خامنئي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (إرنا): «إذا ثبت تسميم الطالبات، فيجب إنزال العقوبات بحق مرتكبي هذه الجريمة»، مؤكداً أنه لن يتم التسامح معهم.

وفيما اتخذ تسمم الطالبات الإيرانيات أبعاداً وانتقادات داخلية ودولية، جدد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مرة أخرى، وصفه للتلك الحوادث بـ «مؤامرة العدو الجديدة».

وقال إن «إثارة الخوف لدى الطالبات وأولياء أمورهن جريمة وعمل مناهض للإنسانية». وحذّر رئيسي من أن تسميم الطالبات من «قبل الأعداء يأتي بهدف التسبب في بلبلة المجتمع وإرباك الرأي العام».

وأشار إلى «التحقيق والمتابعة» بشأن القضية تتم من قبل وزارة المخابرات ولجنة مؤلفة من وزارات التعليم والأمن والصحة.

احتجاجات وملاحقة

وفي حين دعت نقابات المعلمين، والتلاميذ، وطلاب الجامعات، إلى تجمّع احتجاجي على مستوى البلاد، اليوم، رفضا لهجمات التسميم التي تتم باستخدام غازات كيميائية، طالبت صحيفة كيهان التابعة لمكتب المرشد الإيراني، الجهات الأمنية بملاحقة ومساءلة ومحاسبة كل الأشخاص الذين اتهموا النظام بالوقوف وراء الأحداث.

وكتبت «كيهان»: «التوافق في مواقف بعض الأفراد باتهام النظام بتسميم طالبات المدارس يعزز من فرضية أن تكون أجهزة الاستخبارات الأجنبية هي التي تقف وراء هذه الأحداث».

وأثار تكرار حوادث التسمم في مدارس البنات، والتي بدأت منذ 3 أشهر، الرأي العام، وسط حالة غموض بشأن أسباب التسمم، والجهة المحتملة التي تقف خلفه.

ويتهم نشطاء على شبكات التواصل ووسائل إعلام إصلاحية، جماعات دينية متطرفة بالوقوف وراء الحوادث لمنع دراسة الطالبات، فيما تربطها المعارضة الإيرانية بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني، عقب احتجازها لدى شرطة الآداب، بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب، متهمة السلطات بالانتقام من الطالبات اللواتي شاركن في الاحتجاجات.

وليل الأحد - الاثنين، أعلنت جامعة الأهواز للعلوم الطبية، أنه في أقل من 24 ساعة، تم نقل 770 طالبة في مختلف مدن محافظة خوزستان إلى المراكز الطبية، بسبب التسمم الناجم عن الهجمات بالغاز على المدارس.

ومعظم المدارس التي استهدفت أمس ، كما في الحالات السابقة، هي مدارس للبنات، لكن وردت أنباء عن هجمات بالغاز السام على بعض مدارس الأولاد أيضاً.

تفاؤل نووي

على صعيد منفصل، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، عن أمل بلاده ألّا يكون هناك تسييس وضغوط في اجتماع مجلس حكماء الوكالة الدولية للطاقة الذريّة الذي بدأ اجتماعاته اليوم في فيينا. وقال كنعاني إن طهران توصلت إلى تفاهمات وصفها بالجيدة مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، خلال زيارته للجمهورية الإسلامية السبت الماضي، يمكن أن تمهّد لحل القضايا التقنية العالقة.

وأبدى المسؤول الإيراني استعداد طهران للعودة إلى المفاوضات النووية بمسؤولية مع جميع الأطراف، بما فيها واشنطن، مؤكداً أن تبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة متواصل عبر قنوات متعددة. وأوضح كنعاني أن قرار زيادة عمليات التفتيش بمنشأة فوردو يأتي في إطار بنود اتفاق الضمانات الشاملة.

في المقابل قال غروسي إن هناك فرصة جدية فيما يتعلق بملف إيران النووي، لكنه قال في نفس الوقت «لا يمكنني أن أضمن أي شيء».

واضاف في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا إن «طهران وافقت على السماح للوكالة بالمضي في إجراءات المراقبة والتحقق الإضافية».

وجاء ذلك في وقت علمت «الجريدة» من مصدر مطلع أن طهران خضعت وقدمت تنازلات للوكالة الدولية، قبل الاجتماع ربع السنوي الذي يبحث التزامها بالاتفاق النووي وبنود اتفاق الضمانات المشتركة، لتفادي إصدار القوى الغربية قرار إدانة بحقها، ومن أجل تمهيد الأجواء للعودة إلى المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع واشنطن.

جولة أوستين

من جهة أخرى، طلب العاهل الأردني الملك عبدالله، من وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، المساعدة في مكافحة عمليات تهريب المخدرات على طول الحدود الأردنية مع سورية، والتي يقال إن الميليشيات المدعومة من إيران تنفذها. وذكر مسؤول أردني لـ «رويترز» أن عبدالله الثاني أثار مخاوف بشأن الوجود المتزايد للميليشيات المدعومة من إيران في جنوب سورية، والتي يقول مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر حدودها للوصول إلى الأسواق الخليجية. وناقش عبدالله الثاني وأوستن، الذي استهل جولة إقليمية تشمل مصر وإسرائيل «تهديدات إيران» بالإضافة إلى عدة ملفات أمنية أخرى.

هدايا اليمن

في سياق قريب، دخل موفد إيران محسن منصوري إلى مؤتمر البلدان الأقل نموا المنعقد في الدوحة في سجال مع نظيره اليمني عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، الذي وجّه انتقادات لاذعة إلى طهران خلال خطابه، اليوم ، متهماً إياها بإرسال «هدايا الموت» إلى بلاده. وقال مجلي إن اليمن يعيش «أوضاعا استثنائية ليس بين أسبابها شح الموارد.. بل الانقلاب والحرب التي شنّتها الميليشيات الحوثية الإرهابية التي تدربت ومُوّلت من النظام الإيراني». وسارع ممثل إيران إلى الرد قائلا: «أشعر بالأسف للتصريحات المنافية للحقيقة وغير المسؤولة الصادرة عن الشخص الذي تحدّث باسم اليمن». إن محاولته لتشتيت الانتباه عن أجندة الاجتماع مؤسفة».