«حزب الله» يستنفر... وغرفة عمليات إقليمية تواكب التصعيد
يرتفع منسوب التوتر اللبناني على الإيقاع الإقليمي، فهناك من قرأ في الاشتباك السياسي القائم حول استحقاق رئاسة الجمهورية وما تخلله من توتر في علاقات القوى المسيحية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، احتمالاً لتصعيد في المواقف المرتبطة بالتطورات الإقليمية، وفق ما تقول مصادر متابعة.
ففي موازاة بعض قنوات التواصل بين إيران والسعودية بحثاً عن صيغ لتسويات، بالإضافة إلى تجاوب طهران مجدداً مع عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هناك ترقّب إيراني للتصعيد الإسرائيلي والتهديدات المتوالية في تنفيذ عمليات أمنية أو عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية.
صحيح أن التهديدات ليست جديدة، لكن ما يعزز جديتها هي الأزمة الداخلية التي تعيشها إسرائيل، وبذلك فهي قد تجد نفسها مضطرة للجوء إلى معادلة خارجية تطغى على النزاعات الداخلية.
حزب الله في لبنان يراقب عن كثب كل هذه الملفات والتطورات، إذ بحسب ما تفيد بعض المعلومات والمعطيات، فهناك احتمال لارتفاع منسوب التوتر في المنطقة خلال هذه الأسابيع، وهو ما استدعى الحزب إلى إعادة إعلان الإستنفار العام وخصوصاً في الجنوب، لا سيما أن الاستنفار المتبادل الذي حصل يوم الأحد بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، كان الحزب حاضراً أيضاً خلف الجيش في إشارة إلى جاهزيته واستنفاره وحضوره الدائم.
وتضيف المصادر المتابعة بأن حزب الله يتحسب لاحتمال حصول أي عمل عسكري قد يستهدف مواقع إيرانية داخل إيران أو سورية بدون أن يؤدي إلى حرب.
في المقابل، فإن إيران وحلفاءها في المنطقة يجهزون أنفسهم للردّ على مثل هذه الضربات، كما يتجهزون تحسباً لحصول أي تطور.
وثمة تقديرات تفيد بأن الإسرائيليين وعندما يكونون في أزمة داخلية يتوجهون نحو الخارج لتقوية الجبهة الداخلية. لكن المشكلة مع الإسرائيليين أن أي عمل عسكري كبير لن يمرّ بدون ردّ. وبحال توسعت الضربة الإسرائيلية فلن يكون الردّ موضعياً. وتفيد المصادر المتابعة بأنه تمت إعادة تفعيل عمل غرفة العمليات العسكرية المشتركة التي تضم إيران وحلفاءها وذلك لمواكبة أي تطور سيحصل.
لكل هذه التطورات حساباتها اللبنانية، ووفق وجهة نظر الحزب فإن الضغوط ستتزايد في مجالات متعددة، خصوصاً سياسياً واقتصادياً، ومن خلال تحقيقات المرفأ التي يمكن أن تتفعل مجدداً من خلال السعي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية والهدف من وراء ذلك هو ممارسة المزيد من الضغوط، وهو ما يستدعي استنفاراً سياسياً لدى الحزب للتصدي لأي محاولة تصعيد ضده من خلال إثارة الفوضى وفق ما أكد أمين عام الحزب حسن نصر الله. في موازاة هذا الاستنفار والترقب، فهناك أيضاً قنوات اتصال تنشط بين طهران وبعض الدول العربية ولاسيما السعودية، لا يزال العراق يلعب دوراً أساسياً في هذا المجال، إذ تعمل شخصيات عراقية من بينها رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي على نقل رسائل بين الجانبين في محاولة لإعادة إحياء الجولة السادسة من الحوار السعودي الإيراني، كما أن رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني يسعى إلى تحقيق ذلك أيضاً.