طالب النائب مبارك الحجرف باختيار رجالات دولة في الحكومة القادمة لديهم رؤية يستطيعون من خلالها انتشال البلد من مدركات الفساد في شتى المجالات، مطالباً رئيس الوزراء بأن «يحضر الجلسة المقبلة أو يواجه مصيره».

وقال الحجرف في تصريح صحافي بالمركز الإعلامي لمجلس الأمة «نحن في مرحلة حرجة وحساسة ودقيقة من تاريخ الكويت، ويجب أن ننبه على أن الاستياء أصبح عارماً وعاماً عند جميع أبناء الشعب الكويت من جنوب الكويت إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها».

وأكد الحجرف أن السبب الرئيس لهذا الاستياء هو النهج الحكومي السيء، الذي لم يتغير عن النهج السابق، مشيراً إلى أن الجميع كانوا يعانون من تأخير التشكيل الحكومي والآن عدنا إلى المربع الأول.

Ad


وأضاف إن مدة الأسبوعين هي المدة المحددة للتشكيل الحكومي، معرباً عن أسفه أن ذلك لم يحدث الأمر الذي يدل على هروب الحكومة من مواجهة المجلس.

وقال إن الحكومة تهرب من مواجهة المجلس لأن لديها «خمال» لا تريد أن تواجه المجلس، منتقداً استقالتها من أجل استجواب وزير في الحكومة، ويتم تعطيل مصالح أهل الكويت لمدة شهرين.

وأكد أن النهج هو النهج لم يتغير شيء وهذه رسالة سيئة تلقاها النواب، مبيناً أن التعطيل في التشكيل الحكومي أمر غير مبرر وغير مقبول وهناك خلاف دستوري واضح في هذا الأمر.

وقال إنه قدم طلب تفسير إلى المحكمة الدستورية لتفسير نص المادتين 97 و116، ولم يحز الطلب على موافقة مجلس الأمة وسقط الطلب، مضيفاً «كانت وجهة نظري أن تحسم المحكمة الدستورية هذا الخلاف حتى لا نكون في مثل هذا الموقف».

وأوضح أن المادة 97 تتحدث عن صحة الانعقاد، فلا يصح انعقاد الجلسة إلا بوجود أغلبية أعضاء المجلس ولم تتحدث عن وزير أو نائب، مضيفاً إن المادة 116 تتحدث عن طريقة الحوار في مجلس الأمة وما للوزراء من أحقية في الحوار في المجلس.

وأشار الحجرف إلى أنه «دائماً ننزه المشرع الدستوري عن اللغط والتكرار وغيره، وقالت المادة في حال طلب الوزير الكلام يجاب، وحضور الوزير هنا ليس وجوبياً، وإنما كل من طلب الكلام يتكلم، وإنما بمفهوم المخالفة فحضوره ليس وجوبياً».

ووجه الحجرف رسالة بأن الاستياء ليس على مستوى الشعب وإنما حتى على مستوى أعضاء مجلس الأمة، من مستوى إدارة رئيس الوزراء للبلد، وهذا يجب أن تعيه الحكومة.

وقال «لم يحز رئيس مجلس الوزراء على دعم شعبي مثل ما حاز رئيس الوزراء الحالي، إلا أنه للأسف يفقده رويداً رويداً، وأجزم أنه فقد رصيده بالكامل لدى أعضاء مجلس الأمة ممثلي الشعب».

وذكر الحجرف إن رئيس الوزراء إن لم يشكل حكومة ويحضر الجلسة المقبلة فسوف يكون وضعه خطيراً جداً، وما تبقى من رصيده لدى النواب سوف يستنفد، مضيفاً «تعطيله للجلسات غير مبرر وهناك قضايا ينتظر المواطنون حلها».

وقال إن رئيس الوزراء لم يوفق في تشكيل الحكومة الأولى التي مكثت يوماً، والتي تليها، موضحاً أن ذلك يدل على عدم قدرته على كيفية اختيار وزرائه، وليس عنده رجال دولة حوله لنصحه في كيفية اختيار وزرائه.

وبيّن أن مجلس الوزراء يعاني من التشرذم والفراغ الإداري والتشريعي، مؤكداً أنه لا توجد خلفية حقيقية لاختيار الوزراء ورجال الدولة الذين يعرفون أن المنصب الوزاري سياسي قبل أن يكون منصباً فنياً.

وأضاف إنه من الواضح أن رئيس الوزراء لا يحسن اختيار وزرائه، مطالباً إياه بالابتعاد عن وزراء التأزيم إن كانت لديه نية في إعادتهم وهم الذين قدمت إليهم استجوابات.

وقال الحجرف «رئيس الوزراء غير قادر على تشكيل حكومة وغير قادر على إدارة المشهد، وهناك وزراء لا يعتبرون رجال دولة وإنما هم موظفون وهناك فرق بين الأمرين».

وطالب الحجرف باختيار وزراء دولة تكون لديهم رؤية واضحة في انتشال البلاد من مدركات الفساد وتأخرها في جميع المناحي والمجالات.

وذكر الحجرف «نحن في مفترق طرق والكويت تستحق من يضحي من أجلها لكن في الحقيقة ما نراه أنه لا يوجد تفاعل حقيقي مع إرادة الشعب ونواب الأمة الذين مدوا يد التعاون مع رئيس الوزراء».

وأوضح أنه لم يحصل رئيس وزراء سابق على ميزانية تقر بأعداد أغلبية ساحقة، ولم يحصل رئيس وزراء على الموافقة على الحسابات الختامية المعطلة منذ فترة من الزمن.

وتمنى الحجرف أن «تكون في الفترة المقبلة اختيارات حقيقية لرجالات الدولة وتكون هناك نهضة بالبلاد، والإتيان بوزارة حقيقية ترقى إلى طموحات البلد أو تواجه مصيرك يا رئيس الوزراء».