حذّر وزير خارجية الصين تشين غانغ، في أول مؤتمر صحافي له بعد توليه منصبه، من «صراع ومواجهة كارثية» بين الولايات المتحدة والصين في حال استمرت واشنطن بسياسة القمع والاحتواء، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين انحرفت بشكل خطير عن المسار السليم.

وغداة اتهام الرئيس شي جينبينغ النادر لواشنطن وحلفائها الغربيين بالقيام بجميع أعمال الاحتواء والتطويق والقمع، قال تشين، على هامش الجلسة السنوية لمؤتمر الشعب الوطني، «إذا لم تضغط الولايات المتحدة على المكابح، واستمرت في الإسراع على المسار الخاطئ، فلن يكون هناك أي قدر كافٍ من سياج الحماية يمكن أن يمنع الخروج عن المسار، وبالتأكيد سوف يكون هناك صراع ومواجهة عواقبهما كارثية».

Ad

وأضاف تشين، أن «الولايات المتحدة تعتبر الصين منافستها الأساسية والمتحدية الجيوسياسية الأكثر أهمية. هذا مثل زر القميص الأول الذي يوضع بشكل خاطئ».

وكان يشير إلى تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي بأن الولايات المتحدة «ستنافس الصين بشكل كامل لكنها لا تسعى إلى صراع». وأضاف أن «الاحتواء والقمع لن يجعل أميركا عظيمة. ولن يوقف تجديد شباب الصين».

ودعا الوزير الصيني واشنطن إلى أن «تتخلص من هواجسها الاستراتيجية من تضخم التهديد وتتخلى عن عقلية الحرب الباردة المتمثلة في اللعبة الصفرية ورفض الانصياع للصواب السياسي».

وحث الوزير الولايات المتحدة على وقف احتواء الصين من خلال استغلال قضية تايوان والعودة لمبدأ «صين واحدة»، وذكر أن «سوء التعامل مع قضية تايوان سيهزّ أساس العلاقات لأن تلك القضية في صميم المصالح الجوهرية للصين والأساس للعلاقات السياسية معها وتمثل أول خط أحمر يجب عدم تجاوزه».

واعتبر أن أزمة أوكرانيا تحركها «يدٌ خفية لخدمة جداول أعمال جيوسياسية معينة لإطالة أمد الصراع وتصعيده»، داعياً إلى بدء حوار في أقرب وقت.

ووسط التحذيرات الشديدة من المسؤولين الأميركيين بشأن «عواقب» غير محددة إذا أرسلت عتاداً فتاكاً إلى روسيا، شدد جانغ على أن «بكين لم تقدم أسلحة إلى جانبي الصراع في أوكرانيا، لأنها ليست طرفاً في الأزمة والحديث عن اللوم والعقوبات والتهديدات أمر غير مقبول تماماً».

وفي خطوة نادرة، سمى الرئيس الصيني الولايات المتحدة والغرب بالاسم في خطاب ألقاه أمام مندوبي المؤتمر السنوي، قائلاً، أمس الأول: «الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة نفذت سياسة احتواء وتطويق وقمع شامل ضد الصين، الأمر الذي جلب تحديات خطيرة غير مسبوقة للتنمية، تضاف لصعوبات متعددة، منها تفشي فيروس كورونا المتكرر وتزايد الضغط على الاقتصاد».

وأضاف شي، الذي سينال خلال أيام قليلة ولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة بتاريخ الصين، «علينا التحلي بالشجاعة للقتال في وقت تواجه فيه تغييرات عميقة ومعقّدة على الصعيدين المحلّي والدولي في آن معاً»، مبيناً أنّ «السنوات الخمس الماضية اتّسمت برزمة جديدة من العقبات تهدّد بإبطاء وتيرة الصعود الاقتصادي والبيئة الخارجية للتنمية شهدت تغيّرات سريعة، والعوامل غير المؤكّدة والتي لا يمكن التنبّؤ بها زادت بشكل كبير».

وبعد قضية إسقاط المنطاد واحتدام الجدل حول تايوان، فضلاً عن معركة تصنيع أشباه الموصلات، اختلفت تصريحات شي عن ما تتحدث به القيادة الصينية غالباً بشكل غامض عن «دول معينة»، دون تسمية الولايات المتحدة أو الغرب بشكل مباشر.

تايوان وأوكرانيا

في السياق، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس، بأن الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين ستلتقي رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في كاليفورنيا بدلاً من تايبيه بعد تلقيها تحذيراً من رد عسكري صيني محتمل في حال زيارته للجزيرة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول أن الحكومة التايوانية قدمت معلومات استخباراتية عن التهديدات الصينية لمكارثي، الذي أعرب عن رغبته في التوجه إلى تايوان كما فعلت في أغسطس 2022 نظيرته الديموقراطية السابقة نانسي بيلوسي.

وفي كندا، أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو، أمس الأول، مجموعة إجراءات تشمل تعيين مقرر خاص مستقل للنظر في مزاعم بشأن حصول تدخل صيني في آخر عمليتي انتخاب فدراليتين وتكليف لجنتين التحقيق حول حصول تدخل أجنبي بعد مطالبة أحزاب المعارضة بتحقيق عام مستقل حول هذه المسألة.