تعهد تحالف المعارضة التركي بإلغاء العديد من سياسات الرئيس رجب طيب إردوغان إذا فاز في الانتخابات المتوقع إجراؤها في 14 مايو المقبل بعدما اختار أمس الأول رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليشدار أوغلو مرشحه الموحد للرئاسة.

وفي برنامجه السياسي، يعد «تحالف الأمة» المؤلف من 6 أحزاب بالعودة إلى الديموقراطية البرلمانية، والتراجع عن السياسات الاقتصادية غير التقليدية، وإحداث تحول كبير في السياسة الخارجية.

Ad

وأحد الوعود السياسية الرئيسية للشركاء هو التخلي عن النظام الرئاسي المعمول به منذ 2018 وتبني نظام برلماني قوي مع منح مزيد من الصلاحيات للنواب وإعادة منصب رئيس الوزراء وتحويل الرئاسة إلى منصب محايد.

وتعهد التحالف كذلك بتعزيز حرية التعبير والحق في تنظيم المظاهرات وضمان استقلال القضاء الذي يُنظر إليه حالياً على أنه خاضع لسيطرة الحزب الحاكم.

اقتصادياً، وعد التحالف بخفض التضخم الذي بلغ 55 في المئة في فبراير الماضي إلى خانة الآحاد في غضون عامين، واستعادة استقرار الليرة التي فقدت 80 في المئة من قيمتها على مدى السنوات الخمس الماضية، وضمان استقلالية البنك المركزي وإنهاء السياسات التي تسمح بالتدخل في سعر الصرف المرن. كما قال التحالف إنه سيراجع جميع المشروعات المنفذة في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص، ويعيد التفاوض على عقود الغاز الطبيعي.

وفيما يخص السياسة الخارجية، ذكر أنه سيسعى لاستكمال الانضمام للاتحاد الأوروبي والحصول على عضوية كاملة، وإقامة علاقات مع الولايات المتحدة وفقاً لتفاهم مبني على الثقة المتبادلة، وإعادة تركيا إلى برنامج الطائرات المقاتلة إف 35، مع الحفاظ على العلاقات مع روسيا.

ورغم هذه التعهدات، يرى مراقبون أن إردوغان لا يزال يتمتع بدعم معقول في صفوف المحافظين واليمين والوسط، وأن كليشدار أغلو لن يكون قادراً على الفوز من دون دعم حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد. وكان زعيم هذا الحزب صلاح الدين ديمرطاش (49 عاماً) المسجون منذ 2016 دعا كليشدار الشهر الماضي إلى قيادة المعارضة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن التنافس سيكون محتدماً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتي ستحدد ليس فقط من يقود تركيا بل كيف تحكم وإلى أين يتجه اقتصادها ودورها الإقليمي والدولي خصوصاً فيما يتعلق بحرب أوكرانيا وصراعات الشرق الأوسط.

قبل دخول عالم السياسة، عمل كليشدار أوغلو (74 عاماً) في وزارة المالية، ثم ترأس مؤسسة التأمين الاجتماعي التركية معظم التسعينيات. وهو يتحدر من مقاطعة تونجلي الشرقية، وهو نجل موظف حكومي وينتمي للطائفة العلوية التي تشكل 15 إلى 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة. وتضع معتقدات هذه الطائفة أتباعها في خلاف مع الأغلبية السنية في تركيا لكن هذه النقطة لم تشكل تحدياً لكيلشدار أوغلو خلال زعامته لحزب الشعب الجمهوري العلماني إلا أنها قد تحد من قدرته على استقطاب بعض المحافظين المترددين.

ويستمد كليشدار أوغلو الذي أطلق عليه الإعلام التركي لقب «غاندي كمال» بسبب تشابه عابر في المظهر مع الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي دعماً أيضاً من انتصار المعارضة في 2019 حين ألحق حزب الشعب الجمهوري الهزيمة بحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الإسلامي المحافظ في إسطنبول ومدن كبيرة أخرى في الانتخابات المحلية، وذلك بفضل دعم أحزاب المعارضة الأخرى خصوصاً ميرال أكشينار زعيمة الحزب الصالح التي تنال قبولاً لدى الناخبين القوميين واليمينيين، وكذلك المنشقان البارزان عن إردوغان علي باباجان رئيس الوزراء السابق، وأحمد داوود أوغلو وزير الخارجية السابق.

وتقلص دعم إردوغان بفعل أزمة تكاليف المعيشة مع تصاعد التضخم والاضطرابات الاقتصادية على مدى سنوات، وكذلك بسبب سوء التعامل مع الكوارث وضعف معايير البناء بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا الشهر الماضي لكنه لا يزال يحظى بالدعم.