افتتحت مسرحية «عين» عروض مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الـ 14 على مسرح حمد الرجيب بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أمس، بحضور جماهيري كبير امتلأت به قاعة العرض.

واستطاعت المسرحية، التي قدمت مزجاً بين الرعب والتراجيديا، حصد إعجاب الجمهور، باعتمادها على رؤية جديدة لقصة روميو وجولييت، التي جاءت متضافرة مع أحداث الدراما المسرحية بشكل متناغم لم يشعر معه الجمهور بالإقحام أو حتى الاقتباس غير المبرر.

Ad

وتناولت المسرحية، من خلال شخوصها، قصة الحُب المستحيل، وتدخل الأهل في قرارات الأبناء، والعديد من المبادئ والأفكار المتعلقة بالطبقية والتكافؤ الاجتماعي والعنصرية أحياناً، فضلاً عن مشاعر الانتقام والكراهية والحقد والعنف والحرمان. كلها مشاعر اختلطت لدى أبطال العرض بشكل واقعي إلى حد كبير، فالإنسان هو جملة مختلطة من تلك المشاعر وأكثر، ومن الصعب فصلها أو عزل أي منها بمنحى عن الآخر.

لم نشعر أن أحد الممثلين كان عبئاً على الدور، أو العكس مطلقاً، حيث تم توظيف الممثلين في أدوارهم برؤية إخراجية واعدة، للمخرج الشاب محمد عبدالعزيز المسلم، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، والذي استطاع أن يضع بصمته بقوة على خيوط العمل المسرحي، فيما ترك لأبطال العمل فرصة التحرك بحرية على المسرح، وإبراز طاقاتهم، بما يخدم العمل والرؤية الإخراجية معاً.

وتطرقت المسرحية إلى قصة عائلة «عين»، التي تتخذ من رمز العين لقباً لها، وتعتنق تلك العائلة أفكاراً متطرفة، وشديدة الصرامة، كما أن التصدي لتلك الأفكار لا يعني سوى الموت، وإن ظل باقياً على قيد الحياة، فمخالفة تلك الأعراف والموت واحد. ومن أكثر أفكار تلك العائلة صرامة هو الزواج لمرة واحدة، وإنجاب الذكور، والسُّلطة الذكورية التي تصل إلى قوة الدستور، وعدم وجود مساحة للرفض أو التمرد على تلك القوانين، فلا مجال لقول لا في أركان مملكة عائلة عين.

يعاني المنتمون لتلك العائلة تسلط رب الأسرة، وهو الجد، الذي كان سبباً في موت ابنه، لينشأ الحفيد يتيماً في كنف الجدة الحنونة، التي تلقفت الرضيع اليتيم الذي فقد والديه منذ ولادته. أما الأم، وهي ابنة الخادم التي لم يسمح لها بالانتماء للعائلة ذات الأصول العريقة، فكان مثواها القتل والفناء، إلى جانب زوجها سليل أسرة عين.

يكبر الطفل حتى يصير رجلاً، لكنه نشأ في حلقة من مرارة الحرمان وغصة الفراق لحضن والديه اللذين لم يرهما. هذا الحفيد الذي ترعرع في كنف جده كان هو المنتقم لوالديه ولسنوات الحرمان والوحدة والحيرة التي عاشها، وما لبث أن عرف الحقيقة، حتى انتقم لدماء والديه، بأن قتل جده في مشهد ملؤه الحقد والكراهية والانتقام.

تصدى لبطولة المسرحية مجموعة متألقة من الفنانين الشباب، هم: مصعب السالم، وهيا السعيد، وعلي الحديدي، وسليمان الشمري، ومحمد الحجي، ومنيرة دشتي، وفهد العثمان، ويحيى البلوشي، وجهاد البلوشي، وتصميم الإضاءة عبدالله المسلم، وتصميم الأزياء فاطمة العازمي، وتصميم ديكور خالد العلي، ومساعد مخرج عبدالرحمن التويتان، وتشغيل كنترول عبدالله المرزوق وصالح الفيلكاوي، وإنتاج مجموعة السلام الإعلامية.

من جانبه، أعرب مؤلف ومخرج العمل محمد عبدالعزيز المسلم عن سعادته برد فعل الجمهور، وتفاعله مع المسرحية، مؤكداً أن فريق العمل اجتهد على مدى الشهور الماضية لإخراج أفضل ما عنده، موجهاً الشكر لإدارة مهرجان أيام المسرح للشباب ورئيس المهرجان د. محمد المزعل على الدعم المستمر لجهود الشباب المسرحية، والتنظيم الرائع للمهرجان.