سعى محتجون معارضون لخطة «إضعاف سلطة القضاء»، التي يتجه الائتلاف اليميني المتشدد الحاكم في إسرائيل لتمريرها عبر البرلمان، إلى شل حركة الوصول إلى المطار الرئيسي في تل أبيب، وتعطيل رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إيطاليا، وزيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (إلى إسرائيل) أمس.

وفي تحدّ لانتشار الشرطة الكثيف، تجمعت قوافل من السيارات ترفع العلم الإسرائيلي على الطريق السريع، بهدف عرقلة الحركة المرورية، بين تل أبيب والقدس، وتدفقت إلى الطريق المؤدي لمبنى الركاب الرئيسي بمطار بن غوريون. وتسببت التظاهرات التي شارك بها الآلاف واستهدفت المطار ضمن ما أطلقت عليه المعارضة بـ «يوم مناهضة الديكتاتورية» في تأخّر انطلاق رحلة نتنياهو، إلى روما، حتى عصر أمس، إذ اضطر إلى الوصول إلى المطار بطائرة مروحية، فيما التقى هو ووزير أمنه، يوآف غالانت، بوزير الدفاع الأميركي، في منطقة المطار بعد ترتيبات تمت على عجل لمواجهة الحصار الذي فرضته المعارضة.

Ad

وقال وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير لدى وصوله إلى المطار لتنسيق إجراءات التعامل مع المظاهرات: «لم يقل أحد ألا تحتجوا. لكن ليس من المقبول أو الصائب أو المناسب تخريب حياة 70 ألفاً»، في إشارة إلى العالقين في الاختناقات المرورية إلى جانب من لهم رحلات جوية. وتضمنت الاحتجاجات الحاشدة التي خرجت بعدة مدن رئيسية وتخللتها صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين تعطيل ميناء حيفا البحري، فيما أفادت تقارير عبرية بفصل عقيد في سلاح الجو الإسرائيلي لقيادته تظاهرات الاحتجاج ضد حكومة نتنياهو» التي تخشى من مواجهة تمرد يؤثر على جاهزية سلاح الجو الذي تعتمد عليه الدولة العبرية بشكل أساسي.

التزام وحث

وعلى وقع تصعيد المعارضة خطواتها ضد الحكومة الإسرائيلية، بحث أوستن مع نتنياهو عدة ملفات ساخنة في مقدمتها «التهديدات الإيرانية» والعنف المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخطة الإصلاح القضائي. وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أكد أوستن التزام واشنطن الصارم بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري النوعي.

وأوضح البنتاغون أن أوستن ناقش التهديدات التي تشكلها إيران بالمنطقة واتفقا على زيادة التعاون لمواجهتها.

وكان مسؤول في البنتاغون قال، إن أوستن سيبلغ نتنياهو ان التصعيد في «الضفة» قد يشغل تل أبيب وواشنطن عن أنشطة ايران.

كما جدد لإسرائيل التزام الولايات المتحدة بعدم السماح لإيران مطلقاً بامتلاك سلاح نووي.

ولفت الوزير الأميركي إلى «العواقب المميتة لتوسيع إيران تعاونها العسكري مع روسيا».

كما شدد من جانب آخر، على أهمية تنفيذ الالتزامات التي تعهد بها الإسرائيليون والفلسطينيون في اجتماع العقبة، مؤكداً في الوقت ذاته التزام بلاده بدعم حق إسرائيل في «الدفاع عن نفسها».

وحث أوستن رئيس الوزراء الإسرائيلي على اتخاذ خطوات لتهدئة العنف في الأراضي الفلسطينية بعد سلسلة أحداث دامية تخللها مقتل 75 فلسطينياً و13 إسرائيلياً منذ بداية العام الحالي.

ودعا الوزير الأميركي نتنياهو لوقف الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين.

من جهته، قال نتنياهو لوزير الدفاع الأميركي: «لدينا أجندة مشتركة في منع إيران من الحصول على أسلحة نووية وردعها وإحباط عدوانها والحفاظ على الأمن والازدهار في المنطقة، وتوسيع دائرة السلام. هذه أجندة مهمة».

وكان من المقرر أن يصل أوستن، أمس الأول، في إطار جولته في المنطقة لكنه أجل موعدها بسبب المظاهرات المتواصلة منذ 9 أسابيع ضد خطة تعديل النظام القضائي التي تصفها المعارضة بـ «الانقلاب» وتطالب إدارة الرئيس جو بايدن بوقفها لحين «الوصول إلى إجماع وطني بشأنها».

إلغاء وفشل

وجاء اللقاء الذي عقد في المطار بعد أن ألغى مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى في إدارة بايدن، مشاركتهم في مؤتمر منظمة «البوندز»، المسؤولة عن جمع التبرعات من اليهود في العالم لمصلحة إسرائيل، بعد رفض المنظمين إلغاء كلمة من المقرر أن يلقيها وزير المالية الإسرائيلي وزير الدولة بوزارة الأمن، بتسلئيل سموتريتش، خلال المؤتمر المقرر الاثنين المقبل بعد دعوته إلى «محو بلدة حوارة الفلسطينية».

وليل الأربعاء ـ الخميس، نشر سموتريتش «رسالة اعتذار»، عقب دعوته التي وصفها المتحدث باسم الإدارة الأميركية نيد برايس بالمقززة وغير المسؤولة بشأن البلدة التي شهدت عملية اطلاق نار أودت بشقيقين إسرائيليين وأطلقت شرارة أعمال انتقامية قام بها مستوطنون وتسبب مقتل فلسطيني وإحراق عشرات المنازل.

ارتباط واغتيال

إلى ذلك، أفاد موقع «أكسيوس» بأن لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست (البرلمان) صادقت على مشروع قانون يلغي فك الارتباط مع شمال الضفة الغربية المحتلة، ما يعني السماح بالعودة لبناء مستوطنات بين جنين ونابلس.

وتزامنت خطوة البرلمان الإسرائيلي الخاضع لهيمنة التيار المتشدد، مع اغتيال قوات سرية إسرائيلية، ثلاثة عناصر من «كتيبة جبع»، التابعة لحركة «الجهاد» بعد استهداف سيارتهم في بلدة جنوب جنين، فيما أعُلن عن استشهاد طفل متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في جنين قبل يومين.

في غضون ذلك، شارك حشد من فلسطينيي الداخل، في تظاهرة بعنوان «مش راح نرحل» أمام مجمع الدوائر الحكومية في مدينة بئر السبع، احتجاجاً على سياسات الحكومة الإسرائيلية في هدم المنازل والترحيل من القرى مسلوبة الاعتراف في النقب أمس.

في سياق آخر، أصدرت هيئة القضاء العسكري التابعة لحركة «حماس» في غزة، اليوم الخميس، ثلاثة أحكام بالإعدام منهم اثنان بتهمة التخابر لمصلحة إسرائيل أمس.