تدور أحداث مسرحية «تفضلوا على العشاء» حول عسكري سابق قتل العديد من الأشخاص في الحروب، وباتت أرواحهم تطارده في منزله، حيث يراهم على هيئة أشباح، حتى تحطّمت حياته وجعلت منه إنسانا مضطرب العقل والنفس، مما تسبب في فجوة بينه وبين زوجته.

أخرج العمل محمد الأنصاري، في حين شارك بالتمثيل عبدالعزيز بهبهاني وميثم الحسيني وعبدالله البصيري وآية الغمري وفيصل الصفار ومحمد المنصوري وعبدالله البلوشي وفاطمة الأنصاري وعلي المهيني وطلال الفريحي وعبدالله حكيم وعبدالله غريبي.

إيقاع العمل
Ad


تميّز الإيقاع في مسرحية «تفضلوا على العشاء» بالمرونة والبعد عن الرتابة، التي عززها الأداء المتوازن للممثلين، إضافة الى البعد الإبداعي في النص، والذي نجح المخرج في إعادة إنتاجه وخلق رؤية خاصة بصرية لها إيقاعها وشحن الشخصيات بمشاعر دافعة ومتنوعة من الإيقاع الداخلي في لحظات الصمت وتبادل الإشارات إلى التحول لفعل خارجي تبادلي أوصل لنا ما وراء الكلمات.

ولم يخلُ العرض المسرحي من الرمزية العبثية المرتبطة بالفكاهة والتناقض في المشاعر الإنسانية والأفكار التي جسّدها الممثلون المشاركون في العرض من خلال الصمت والحديث، والصراخ والضحك، إضافة الى حالة القلق التي عاشها الجنرال البطل في العرض بين حبه للحياة ورغبته في الموت للتحرر من الأعباء التي تفرضها عليه، وخوفه من الضحايا الذين أذنب بحقهم؛ سواء كانوا أحياء أو أمواتا.

وتبلورت الرؤية العبثية في العمل من خلال التركيز في مشاهده الأولى على فكرة أن المسرح لعبة، وأن الممثلين والجمهور جزء منها.

قضايا الوطن

وقالت مؤلفة المسرحية، فاطمة العامر، إن الهدف من هذا العمل تسليط الضوء على معاناة الحروب واللاجئين وقضايا الوطن والحب والجوع، فهو يحمل في طياته قضايا إنسانية تلامس معظم المجتمعات العربية.

وعبّرت العامر عن سعادتها بالمشاركة بهذا المهرجان، مبينة أن فريقها حصل على جائزة أفضل عرض متكامل في الدورة السابقة من المهرجان، آملة نيل الفريق العديد من الجوائز في الدورة الحالية.

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة الفرقة، الفنان أحمد السلمان، إن المسرح الكويتي يعطي الفرصة للشباب لإبراز مهاراتهم، مبينا أن عرض اليوم يعتمد عليهم في التمثيل والإخراج والتأليف والموسيقى والإضاءة وفي كل العناصر.

وأكد السلمان أهمية دور الفرق المسرحية في خلق دماء جديدة، وضخّها في المسرح وإعطاء الشباب الفرصة لعرض إبداعاتهم المسرحية في المهرجانات وأمام ضيوف الكويت والمهتمين بالمسرح. جيل مبشّر

وفي حديث مع ضيوف المهرجان، قال الفنان د. طالب البلوشي (من سلطنة عمان)، إنه يرى جيلا جديدا يبشّر بالخير ويدعم استمرار حركة المسرح في الكويت، معربا عن سعادته بمشاركته الدائمة في دورات المهرجان.

ونوّه البلوشي بالتطور والتجدد اللذين يلاحظهما في كل دورة من دورات المهرجان، إلى جانب حماس الشباب الذي يعطي كل ما لديه على خشبة المسرح، وهو ما يدعو إلى التفاؤل، مثمنا اهتمام الكويت الكبير بالمسرح وبجيل الشباب.

بدوره، لفت المخرج القطري فالح فايز إلى أن هذا المهرجان يتميز عن بقية المهرجانات المسرحية، مشيدا بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيمه.

وقال فايز إن «المسرحيات التي تم عرضها في المهرجان متقاربة، وتأتي بنفس الروح، وهي عروض نخبوية، أي أنها موجهة للنخبة».

على الهامش

وعلى هامش المهرجان، أطلق الفنان محمد الحوطي العنان للمشاركين في ورشته بعنوان «الفن التجريدي المسرحي» لاستخدام ريشتهم لرسم الديكورات المسرحية بخيالهم الواسع.

وركزت الورشة على رسم الديكورات المسرحية بطريقة الفن التجريدي الذي يجرّد الشيء من شكله الواقعي، ويرسم بطريقة تعتمد على اللا منطقية والخيالية والهندسية، من منطلق أن الفن التجريدي يعتمد على قوة اللون وكثافته وتأثيره النفسي وطريقة استخدام الفنان للريشة واستخدام الخطوط الهندسية أو العشوائيات في التشكيل.