ذكر الإعلامي الأميركي الشهير لاري كنج والمذيع في قناة «سي إن إن»، وصاحب أشهر برنامج حواري «لاري كنج لايف» في كتابه «كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت وفي أي مكان- أسرار فن الاتصال» عن أول ظهور له على القناة الإذاعية «دبليو.
إيه. إتش. آر» في ميامي، حيث عجز عن الكلام في أول ظهور له، ومن شدة الخوف رفع صوت الموسيقى، وعندما خفض صوت الموسيقى ليتحدث أيضاً لم يتحدث، ورفع صوت الموسيقى للمرة الثانية والثالثة وهكذا لم يجد المستمعون غير موسيقى تتردد بين شدة الصوت وخفوته، دون أن يصاحبها صوت بشري. وبعد هذا الضغط النفسي الذي عاشه نطق بهذه الكلمات البسيطة «طاب صباحكم، هذا أول أيامي في الإذاعة، لقد ظللت أتدرب طيلة عطلة نهاية الأسبوع، وإني حالياً أشعر بجفاف في الحلق، إضافة إلى إحساسي بالقلق»، وهنا استطاع أن يتخلص من الضغط النفسي الذي مر به، وتحررمن هذا القيد من خلال مشاركة المستمعين صدق مشاعره، ومن هنا بدأ مسيرته المهنية الناجحة.
وفي هذا السياق استذكرت كلام لاري عند كتابة أول مقال نويت أن أشارك القراء فيه، وأن أكون صادقاً فيما أفكر وأكتب، وأذكر هنا حديثي مع صديقي العزيز عند علمه بنيتي البدء بكتابة سلسلة من المقالات التي تُعنى بالشأن الاجتماعي والتربوي ونصيحته لي: عند كتابة أي مقالة عليك الالتزام بأسس كتابة المقالات كالمقدمة، ثم صلب الموضوع، ثم الخاتمة، خصوصاً عند كتابة المقالات التي تُعنى بالشأن الاجتماعي والتربوي، إلا أن نفسي تتوق إلى الدخول في صلب الموضوع مباشرة على غرار مقالات العمود السياسية، وذلك لإيماني بأن القارئ ذكي ويستطيع فهم مغزى رسالة المقال بالشكل المباشر، دون الالتزام بهذه القواعد، لذا سأخالف ما نصحني به صديقي العزيز، معذرة.
الأمر الآخر هو العنوان الرئيس والدائم الذي سأختاره لمقالاتي، في الحقيقة في كل مرة أختار عنواناً أشعر بأنه مناسب لمسلسل تركي أكثر من عنوان لمقالة اجتماعية أو تربوية مثل «أخلاقيات ضائعة» أو اسم «رسائل حياتية» وكأنه اسم لكتاب في التنمية الذاتية وغيرها من العناوين، والتي قد تبدو مضحكة ولا داعي لذكرها، وفي النهاية ارتأيت أن أجعل العنوان «وقفة»، ومن هنا تبدأ رحلتي.