سلام على المرأة التي كرمها الله ورفع شأنها وأنقذها من ظلم الجاهلية الذي مارسه الرجل ضدها بوأدها ومنعها من حق العيش وتنفس الحياة، فقال تعالى: «وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» فمنحها الخالق البارئ المصور حق الحياة وسمى سورة النساء باسمها، بل جعل مريم رمز العفة والإيمان واليقين فسمى سورة مريم.

أما سيد البشر وخاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم، فأوصى بالرفق بالنساء فقال، وهو يسير في القافلة ويوصي الغلام الذي يقود الرواحل بهن واسمه أنجشه، وكان يحدو بهن، أي يغني للجمال بصوته الشجي فتسرع فقال: «رُوَيْدَكَ يا أنْجَشَةُ سَوْقَكَ بالقَوَارِيرِ». أي رفقاً بالقوارير، وفي خطبة الوداع رفع صوته بالحجاج مخاطباً الرجال في كل زمان ومكان: «ألا واستوصوا بالنساء خيراً»، وقال فدته نفسي «خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي».

Ad

سلام وألف تحية لكل امرأة في العالم في يوم الاعتراف بكيانها وحقها في المشاركة في مجالات الحياة، سلام وألف تحية لكل جدة وأم وزوجة وكل خالة وعمة وكل بنت وأخت، سلام وألف تحية لكل موظفة وعاملة ومدبرة منزل ومربية أطفال وصانعة أجيال، سلام على كل العاملات في منازلنا اللاتي تغربن عن أوطانهن وأسرهن وأبنائهن لتوفير لقمة العيش والحياة الكريمة وإكمال تعليم أبنائهن ودراستهم وإسعادهم، سلام على كل أرملة خطف الموت شريكها وكل مطلقة انفصلت عن زوجها وأخذن يربين أطفالهن ويمارسن المسؤولية المضاعفة ليتخرج من مدرستهن الرجال والنساء.

يوم الأربعاء 8 من مارس هو اليوم العالمي للمرأة يوم مميز في كل عام يحتفل به العالم أجمع ويقدم التقدير والاحترام المستحق للمرأة وشكرها على تفانيها من أجل بناء مجتمع راقٍ وواعٍ، فهي نصف المجتمع، كما يُذكر النساء بحقوقهن ومداومة المطالبة بها، فهو حدث اتفقت عليه معظم دول العالم، لتشجيع وتكريم المرأة على إنجازها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وتذكيراً بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، فهذا اليوم يلقي الضوء على المرأة وما تفعله وتضطر لمحاولة العيش في كرامة ويبين مدى روعة هذا المخلوق الضعيف الذي يستمد منه المجتمع بأسره كل القوة، فالمرأة كرمها الإسلام ورفع من شأنها وجعل لها الأولوية في أحقية الصحبة، فقد «جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ».

أيها الرجل سواء كنت أباً أو زوجاً أو ابناً أو أخاً أو مديراً أو زميلاً في العمل قدم التحية والثناء والشكر والتقدير والامتنان لكل امرأة في حياتك أو في عالمك.

أيها الرجال في العالم: «ألا فاستصوا بالنساء خيراً».

وإلى رئيس الحكومة مع التحية لقد أثبتت المرأة في العالم قدرتها وتميزها في قيادة الحكومات والوزارات فمكنوها في المناصب وانتظروا إبداعاتها إذا أطلقتم يدها لتعمل دون قيود وضغوط.