نجاح بكين في مصالحة الرياض وطهران اختبار لواشنطن
• توالي الإشادات الدولية بالاتفاق... وتبادل اتهامات في إسرائيل «المنزعجة»
أثار الإعلان المفاجئ عن تفاهم سعودي - إيراني بوساطة صينية تساؤلات بشأن التحديات التي تواجه نفوذ الولايات المتحدة إقليمياً ودولياً، بعد أن رأى البعض أنه يمثّل صفعة لإدارة بايدن، ودليلاً على أن الصين هي القوة الصاعدة، فيما تواصلت ردود الفعل المرحبة باتفاق إعادة العلاقات بين القوتين الإقليميتين.
مع تواصل ردود الفعل الدولية المرحّبة باتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران بعد 7 سنوات من القطيعة التي أعقبت اقتحام متشددين موالين للنظام الإيراني مبنى السفارة السعودية في طهران، ثارت تساؤلات حول ما تطرحه الخطوة المفاجئة، التي توسطت بها الصين، من تحديات بشأن نفوذ الولايات المتحدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ورغم أن الاتفاق بين القوتين الإقليميتين يمكن أن يفسح المجال لوضع حد لبرنامج طهران النووي، ويتيح فرصة لتعزيز وقف إطلاق النار باليمن، وهما من أهم النقاط التي سعت إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن لتحقيق تقدّم بها منذ وصولها للسلطة، فإن توسط بكين كوسيط للسلام بالمنطقة ألقى بظلال ثقيلة من عدم الارتياح على البيت الأبيض الذي طالما تمتّع بتلك الميزة منذ عقود.
وأُعلنت الصفقة بعد محادثات استمرت 4 أيام في بكين، ولم يكشف عنها في حينها بين البلدين الخصمين في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، ليل الجمعة - السبت، إن»المملكة أبقت المسؤولين الأميركيين على اطلاع بالمحادثات مع الجمهورية الإسلامية، رغم عدم ضلوع واشنطن فيها بشكل مباشر».
وأراد كيربي، فيما يبدو، التقليل من دور الصين في التطور المهم، إذ قال إن البيت الأبيض يعتقد أن الضغط الداخلي والخارجي، بما في ذلك الردع السعودي الفعّال ضد الهجمات من إيران أو وكلائها، هو الذي جلب طهران في النهاية إلى طاولة المفاوضات. لكن المسؤول الكبير السابق في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، قال إن دور بكين هو الجانب الأهم في الاتفاقية، لا إعادة فتح السفارات.
وأضاف فيلتمان: «سيتم تفسير ذلك، وربما هذا هو الصحيح، على أنه صفعة لإدارة بايدن، ودليل على أن الصين هي القوة الصاعدة».
رفض وحماقة
في موازاة ذلك، رفض النائب الجمهوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، تصوير الصين لنفسها على أنها وسيط سلام، متهما إياها بمحاولة كسب نفوذ وموطئ قدم في أماكن مختلفة حول العالم.
وشدد السيناتور الأميركي جو ليبرمان على أن مصير الولايات المتحدة مرتبط إلى حد كبير مع مصير الحلفاء في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية.
وأشار ليبرمان إلى عمق أبعاد العلاقة السعودية - الأميركية التي لم تعد محصورة بالنفط مقابل الضمانات الأمنية، فالسعودية اليوم ليست كما كانت عليه المنطقة في ثمانينيات القرن الماضي، بل صارت بلداً محورياً انفتح على قطاعات وملفات جديدة في المحيط العربي والساحة الدولية.
شراكة وندية
من جانب آخر، يرى البعض أن الرياض سيصبح بإمكانها، في حال تقدّم اتفاق إعادة العلاقات، لعب دور كشريك لواشنطن في دفع المحادثات المتوقفة بينها وبين الجمهورية الإسلامية بشأن القضية النووية الإيرانية، والتي تعقّدت بسبب حملة القمع العنيفة التي شنّتها سلطات طهران ضد الاحتجاجات الشعبية منذ سبتمبر الماضي.
من جهة ثانية، تساءل البعض عن احتمال أن يمثّل الاتفاق مقدمة لسياسة جديدة تلعب بها بكين دوراً منفرداً على الساحة الدولية، حيث تصبح ندّا لواشنطن، من أجل الوصول إلى تسويات بنزاعات ليست طرفا فيها.
وأشار كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إلى أن على واشنطن أن تترقب تداعيات لاتفاق الشرق الأوسط، واحتمال أن يكون مقدمة «لجهود وساطة صينية بين روسيا وأوكرانيا عندما يزور الرئيس الصيني شي موسكو».
غموض وتعقيد
وفي حين لفت خبراء إلى أنه ليس من الواضح إن كان الاتفاق سيأتي بنتائج جيدة للولايات المتحدة بشأن القضايا الخلافية مع إيران التي ستعتقد أنها حصلت على غطاء صيني لكسر عزلتها، رأى محللون أن الخطوة المفاجئة تزيد من تعقيد المساعي الدبلوماسية لإسرائيل التي تتوق لإبرام اتفاق مع المملكة والدول العربية والإسلامية. وقوبل إعلان بكين بانتقادات حادة وُجّهت في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال سابقاً إنه يعمل على إشراك الرياض ضمن تحالف إقليمي ضد طهران.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن «الاتفاق السعودي - الإيراني هو فشل تام وخطير لسياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية، إنه انهيار للجدار الدفاعي الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران».
ترحيب دولي
إلى ذلك، وغداة ترحيب عدة دول ومؤسسات عربية وإسلامية بالخطوة السعودية - الإيرانية، أعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان اليوم، عن تقديره للجهود الدبلوماسية التي أدت إلى هذه الخطوة المهمة.
وأضاف: «نظراً لأن السعودية وإيران دولتان محوريتان لأمن المنطقة، فإن استئناف العلاقات الثنائية بينهما يمكن أن يسهم في استقرارها ككل».
في هذه الأثناء، وصف وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، عبر «تويتر» عودة العلاقات بين السعودية وإيران بأنها «خطوة مهمة نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة».
كما أعربت الرئاسة المصرية عن تقديرها لتوجّه المملكة من أجل «إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي، وترسيخ مفاهيم حسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار».
وتضمَّن الاتفاق الذي أعلنت عنه السعودية وإيران والصين، في بيان ثلاثي أمس، أن الرياض وطهران أكدتا خلال المحادثات التي أجريت في بكين «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
ورغم أن الاتفاق بين القوتين الإقليميتين يمكن أن يفسح المجال لوضع حد لبرنامج طهران النووي، ويتيح فرصة لتعزيز وقف إطلاق النار باليمن، وهما من أهم النقاط التي سعت إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن لتحقيق تقدّم بها منذ وصولها للسلطة، فإن توسط بكين كوسيط للسلام بالمنطقة ألقى بظلال ثقيلة من عدم الارتياح على البيت الأبيض الذي طالما تمتّع بتلك الميزة منذ عقود.
وأُعلنت الصفقة بعد محادثات استمرت 4 أيام في بكين، ولم يكشف عنها في حينها بين البلدين الخصمين في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، ليل الجمعة - السبت، إن»المملكة أبقت المسؤولين الأميركيين على اطلاع بالمحادثات مع الجمهورية الإسلامية، رغم عدم ضلوع واشنطن فيها بشكل مباشر».
وأراد كيربي، فيما يبدو، التقليل من دور الصين في التطور المهم، إذ قال إن البيت الأبيض يعتقد أن الضغط الداخلي والخارجي، بما في ذلك الردع السعودي الفعّال ضد الهجمات من إيران أو وكلائها، هو الذي جلب طهران في النهاية إلى طاولة المفاوضات. لكن المسؤول الكبير السابق في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، قال إن دور بكين هو الجانب الأهم في الاتفاقية، لا إعادة فتح السفارات.
وأضاف فيلتمان: «سيتم تفسير ذلك، وربما هذا هو الصحيح، على أنه صفعة لإدارة بايدن، ودليل على أن الصين هي القوة الصاعدة».
رفض وحماقة
في موازاة ذلك، رفض النائب الجمهوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، تصوير الصين لنفسها على أنها وسيط سلام، متهما إياها بمحاولة كسب نفوذ وموطئ قدم في أماكن مختلفة حول العالم.
وشدد السيناتور الأميركي جو ليبرمان على أن مصير الولايات المتحدة مرتبط إلى حد كبير مع مصير الحلفاء في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية.
وقال ليبيرمان إن المصير المشترك يجب أن يعيه الجيل الجديد من السياسيين في أميركا، مضيفا أن «الحديث عن سياسة الابتعاد من الشرق الأوسط ليس إلا فكرة حمقاء، وإذا نفّذناها نكون قد خاطرنا بأمان واستقرار المجتمع الأميركي ومكانة الولايات المتحدة، وأي خسارة لعلاقتنا مع الحلفاء ستكلفنا ثمناً باهظاً في المستقبل».سيناتور أميركي: الابتعاد عن المنطقة حماقة
وأشار ليبرمان إلى عمق أبعاد العلاقة السعودية - الأميركية التي لم تعد محصورة بالنفط مقابل الضمانات الأمنية، فالسعودية اليوم ليست كما كانت عليه المنطقة في ثمانينيات القرن الماضي، بل صارت بلداً محورياً انفتح على قطاعات وملفات جديدة في المحيط العربي والساحة الدولية.
شراكة وندية
من جانب آخر، يرى البعض أن الرياض سيصبح بإمكانها، في حال تقدّم اتفاق إعادة العلاقات، لعب دور كشريك لواشنطن في دفع المحادثات المتوقفة بينها وبين الجمهورية الإسلامية بشأن القضية النووية الإيرانية، والتي تعقّدت بسبب حملة القمع العنيفة التي شنّتها سلطات طهران ضد الاحتجاجات الشعبية منذ سبتمبر الماضي.
من جهة ثانية، تساءل البعض عن احتمال أن يمثّل الاتفاق مقدمة لسياسة جديدة تلعب بها بكين دوراً منفرداً على الساحة الدولية، حيث تصبح ندّا لواشنطن، من أجل الوصول إلى تسويات بنزاعات ليست طرفا فيها.
وأشار كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إلى أن على واشنطن أن تترقب تداعيات لاتفاق الشرق الأوسط، واحتمال أن يكون مقدمة «لجهود وساطة صينية بين روسيا وأوكرانيا عندما يزور الرئيس الصيني شي موسكو».
غموض وتعقيد
وفي حين لفت خبراء إلى أنه ليس من الواضح إن كان الاتفاق سيأتي بنتائج جيدة للولايات المتحدة بشأن القضايا الخلافية مع إيران التي ستعتقد أنها حصلت على غطاء صيني لكسر عزلتها، رأى محللون أن الخطوة المفاجئة تزيد من تعقيد المساعي الدبلوماسية لإسرائيل التي تتوق لإبرام اتفاق مع المملكة والدول العربية والإسلامية. وقوبل إعلان بكين بانتقادات حادة وُجّهت في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال سابقاً إنه يعمل على إشراك الرياض ضمن تحالف إقليمي ضد طهران.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن «الاتفاق السعودي - الإيراني هو فشل تام وخطير لسياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية، إنه انهيار للجدار الدفاعي الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران».
ترحيب دولي
إلى ذلك، وغداة ترحيب عدة دول ومؤسسات عربية وإسلامية بالخطوة السعودية - الإيرانية، أعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان اليوم، عن تقديره للجهود الدبلوماسية التي أدت إلى هذه الخطوة المهمة.
وأضاف: «نظراً لأن السعودية وإيران دولتان محوريتان لأمن المنطقة، فإن استئناف العلاقات الثنائية بينهما يمكن أن يسهم في استقرارها ككل».
في هذه الأثناء، وصف وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، عبر «تويتر» عودة العلاقات بين السعودية وإيران بأنها «خطوة مهمة نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة».
كما أعربت الرئاسة المصرية عن تقديرها لتوجّه المملكة من أجل «إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي، وترسيخ مفاهيم حسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار».
وأكدت أن مصر تتطلع إلى أن يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية، ويشكّل فرصة سانحة لتأكيد توجهها نحو انتهاج سياسة تراعي الشواغل المشروعة لدول المنطقة.التفاهم السعودي - الإيراني يزيد من تعقيد سعي إسرائيل لتطبيع العلاقات مع العرب
وتضمَّن الاتفاق الذي أعلنت عنه السعودية وإيران والصين، في بيان ثلاثي أمس، أن الرياض وطهران أكدتا خلال المحادثات التي أجريت في بكين «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».