أكد السفير الروسي لدى البلاد نيكولاي ماكاروف، أن الكويت كانت أول دولة في منطقة الخليج العربي تقيم علاقات دبلوماسية مع بلاده، لافتاً إلى أن العلاقات الروسية ـ الكويتية تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عندما رست السفن البحرية الروسية «فارياج» و«أسكولد» و«بويارين» على شواطئ الكويت، وتم الترحيب بها بشكل كبير.
وفي تصريح بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قال ماكاروف: «تمتد صداقتنا على مدى عقود كونها تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح والتفاهمات المشتركة فيما يتعلق بسيادة القانون الدولي ومبادئ عدم المواجهة والسعي إلى التسوية السلمية للنزاعات والأزمات»، معرباً عن تقديره لجهود الكويت الإنسانية والخيرية الرائعة التي تحظى بتقدير كبير من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وأوضح أن الدور الإنساني العالمي الرائد للكويت ثبت مرة أخرى، عندما كانت من أوائل الدول التي قدمت المساعدة للشعبين التركي والسوري المتضررين من الزلازل المدمرة، مضيفاً أن «تعاون البلدين في إطار المنظمات الإقليمية والدولية، لاسيما خلال فترة عضوية الكويت في مجلس الأمن، ساهم في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في العالم، كما تعززت العلاقات الثقافية والإنسانية بين بلدينا على مر السنين».
واستطرد: «نحن نقدر بشكل خاص جهود الكويت للحفاظ على القيم العائلية التقليدية والتي تعد مثالا رائعا يحتذى به للكثيرين».
وتابع ماكاروف: «من أبرز العلاقات الروسية ـ الكويتية، علاقاتنا الوثيقة في قطاع الطاقة، إذ تعد الكويت، باعتبارها واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم وواضعي السياسات المهمين في هذا المجال، شريكاً رئيسياً لبلدنا، لاسيما في إطار تحالف «أوبك +» الذي يهدف إلى ضمان الاستقرار في سوق الطاقة العالمي، وإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة واسعة من الفرص لتطوير التعاون التجاري والاستثماري القائم، على الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الرئيس فلاديمير بوتين والأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد خلال لقائهما في سوتشي».
وأردف: «في 2015، كانت الاتفاقية المبرمة بين الهيئة العامة للاستثمار وصندوق الاستثمار الروسي المباشر بشأن آلية الاستثمار المشترك الآلية هي شهادة أخرى على التزام البلدين بتعزيز العلاقات الاقتصادية وتعزيز الرخاء المتبادل، كما اكتسبت العلاقات في مجال السياحة أخيرا أهمية خاصة، فمع نهاية الوباء تزايد تدفق السياح الكويتيين بشكل مطرد، وساهم ذلك في فتح رحلات جوية مباشرة بين الكويت وموسكو، وكذلك جهودنا المشتركة لتخفيف قيود التأشيرات على مواطني بلدينا».