انتهت اليوم عروض مسرحية «Mother Courage» على مسرح دار الآثار الإسلامية بمنطقة اليرموك، والتي استمرت ثلاثة أيام متتالية طوال عطلة نهاية الأسبوع، حيث كانت من بطولة وإخراج نسائي، وصاحبت الاحتفال العالمي بيوم المرأة، وهي من بطولة ليلى القاضي وهند خزعل وكوكبة رائعة من الممثلين، ومن إخراج البريطانية أليسون شان برايس.
ومسرحية Mother Courage أو «الأم شجاعة» مأخوذة عن النص المسرحي «الأم شجاعة وأبناؤها» (Mother Courage and Her Children)، وهي مسرحية ألفها الشاعر والمسرحي الألماني برتولت بريشت عام 1939 بمساهمة من الكاتبة والممثلة الألمانية مارغريت ستيفن، وينظر لها من قبل الكثيرين على أنها أعظم مسرحية في القرن العشرين، كما يعتبرها معظم النقاد أنها أعظم مسرحية مناهضة للحرب على الإطلاق من وجهة نظرهم.
ولعبت الدور الرئيسي مجسدة شخصية الأم ليلى القاضي، وأبدعت في التمثيل والمفردات اللفظية باللغة الإنجليزية على خشبة مسرح دار الآثار الإسلامية، بينما حازت هند خزعل إعجاب الحضور بتمثيل دور الابنة الخرساء، وهو نوع من أنواع التمثيل الصعب الذي يعتمد فيه الممثل على الأداء الحركي لإيصال الفكرة لجمهوره في وقت لا يستخدم الصوت كعامل مساعد.
وأكدت خزعل أنها تعلمت بعض لغة الإشارة لتأديتها في المسرحية، لأن للفن رسائل سامية، واحترام ذوي الاحتياجات الخاصة إحدى تلك الرسائل.
وقدمت المخرجة أليسون شان برايس المسرحية باللغة الإنجليزية وببطلات كويتيات في أيام الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، تقديرا لكل امرأة في العالم، وكذلك لتبين قوة العلاقة بين المملكة المتحدة والكويت في مسرحية ناطقة بالإنجليزية مقدمة لجمهور الكويت.
قصة المسرحية الأصلية تأخذ مسارها في 12 عاما (1624 إلى 1636) ومقدمة في 12 مشهدا، حيث لا يأخذ الجمهور خلالها الفرصة الكافية للشعور بالتعاطف لأي من الشخصيات، فالأم الشجاعة لا تُصور كشخصية نبيلة خلافا للتراجيديا الكلاسيكية اليونانية التي تصور أبطالها كشخصيات فوق العادة، وهو ما يميز المسرح الملحمي البريشتي.
وباستخدام تأثير التغريب من قبل بريشت، فإنه بنهاية المسرحية لا يشعر الجمهور بالرغبة في تقليد شخصية البطلة. «الأم شجاعة وأبناؤها» من ضمن أكثر أعماله شهرة، وتعد من قبل كثيرين أعظم مسرحية في القرن العشرين، وتحاول أن تظهر بشاعة الحرب، وأن الفضيلة لا تكافأ في الأوقات التي يسيطر عليها الفساد.