«فانتين تحتضر» نتيجة القهر... و«الصعاليك» تشهد ميلاد مخرجة
عرضت مسرحية «فانتين تحتضر» الخميس الماضي، على خشبة مسرح حمد الرجيب، الذي يستضيف عروض مهرجان أيام المسرح للشباب، في المعهد العالي للفنون المسرحية، ونص العمل مأخوذ عن رواية «البؤساء» للكاتب فيكتور هوجو، ومسرحية فاوستس للكاتب يوهان جوته، وهي من تأليف وإخراج داود أشكناني.
ودارت أحداث المسرحية حول فانتين الأم لطفلة غير شرعية تبلغ 9 سنوات، وتعاني من فقدان حواسها، حيث تسعى الأم إلى توفير حياة كريمة تخفف بها من معاناة ابنتها، فتلجأ إلى العمل كخياطة لكنها تفاجأ برفض أهل القرية نتيجة انشغالها بابنتها، ومن أجل العمل تضطر الأم مقهورة إلى ترك ابنتها لدى إحدى العائلات التي تعرف بقسوتها، لكن تلك القسوة كان لها دور في استعادة الفتاة حواسها المفقودة تدريجيا، في الوقت الذي ترحل الأم قهرا، وتخسر معركتها مع الشيطان.
ومزجت المسرحية بين الكوميديا والمأساة في آن واحد، فقدمت الفنانة إدما الأسمر دور فانتين، وجسد عبدالله البلوشي دور الشيطان، وقدم سيد محمد شخصية فاوست متبني الفتاة، وعثمان الصفي جسد شخصية العمدة، كما شارك في التمثيل الفنانون يحيى الحراصي وبدر الهندي وسلمى شريف وفراس السالم وشيخة الخارجي ومهدي أشكناني.
وفي اليوم التالي انطلق عرض مسرحية «الصعاليك»، التي تجسد مأساة مجموعة من المهمشين في إطار كوميدي ساخر لا يخلو من التراجيديا التي يتطلبها مضمون العمل، وشهدت المسرحية التعاون بين المؤلف مصعب سالم والمخرجة هيا السعيد، وجاء العرض في مجمله ناجحا ومميزا، لكنه لم يخل من العيوب الفنية والإخراجية، خاصة أنه التجربة الأولى للمخرجة والمؤلف على مسرح الشباب.
وأبرز ما ميز المسرحية هو الرؤية الإخراجية المميزة للمخرجة هيا السعيد التي استطاعت من خلال العمل الإعلان عن ميلاد مخرجة مسرحية كويتية في مجال يحتكره الرجال إلى حد كبير، حيث تمكنت من إدارة خشبة المسرح وفريق العمل الذي تجاوز الـ20 فنانا، وتقديم رؤيتها الخاصة من خلال معالجة فنية لنص مصعب السالم، ما جعلها محط إشادة وتقدير النقاد والجمهور في الندوة النقاشية التي تبعت العمل.
من جانبها، انتقدت الكاتبة ليلى أحمد، خلال الندوة النقاشية للعرض المسرحي، استخدام أسماء غير عربية لأبطال العمل، «وكأننا لا نملك صعاليك في بيئتنا العربية»، مؤكدة أن النص يجب أن يكون ابن بيئته إلا إذا كان هناك داع لغير ذلك.
وأشاد المخرج نصار النصار بالثنائي الفني الذي قدمه مصعب وهيا، داعيا إياهما إلى ضرورة الاستمرار وتكوين مجموعات فنية متفاهمة ومنسجمة بعيدة عن الشللية، كما أثنى على عفوية الممثلين، مؤكدا أن الفن هو صناعة للترفيه، ولكن الفنان المبدع والقوي هو من يستطيع ليس التقليل من جرعة الترفيه في الفن ولكن توصيل رسالته في ثوب من المتعة والترفيه.
وقال الفنان إبراهيم الشيخلي إن عيوب الإضاءة بالمسرحية ربما تعود إلى أن مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية ليس مؤهلا بالشكل الكافي لتقديم مثل هذه العروض، مؤكدا أنه لو تم تقديم العروض على مسرح الدسمة كعادة المهرجانات السابقة لكان من المؤكد سيظهر بشكل افضل فنيا، ورغم هذا القصور فقد استطاع صناع العمل تقديم عرض مسرحي جميل، يحتاج إلى بعض التدقيق من مخرجة العمل.