أول العمود: الجهاز الإداري للدولة العدو الأول للتنمية، 37٪ من أسباب تعطيل المشاريع سببه بطء الدورة المستندية.
***
فريق الغوص الكويتي يُعد مفخرة كويتية حقيقية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية، ومن يستمع لأحاديث رئيس الفريق خالد الفاضل وأعضائه سيشعر بحجم العبث الذي يجري بشكل مستمر من مستخدمي جون الكويت وسواحله.
يقوم الفريق بانتشال مخلفات الصيادين وحركة الملاحة وتنظيف الشواطئ بشكل دوري ألخصه بالأرقام التالية، والتي زودنا بها مشكوراً الأخ خالد الفاضل عن عام 2022:
- 11 عملية انتشال قوارب غارقة بوزن 40 طنا.
- 57 عملية رفع مخلفات ضارة بوزن 78 طنا.
- 27 عملية رفع شباك صيد (15 شبكا) بوزن 14 طنا.
بالطبع الصورة التي يعرضها فريق الغوص في كل طلة إعلامية له تغني عن الكتابة، فمشاهدة كم القاذورات والمواد الملقاة في جون الكويت المريض أصلاً بفعل بعض مؤسسات الدولة والصيادين وما تختزنه (النقع) من أوساخ يلقيها أصحاب السفن الراسية فيه يشيب له الرأس، وهذا على اعتبار أن الجون أحد مصادر غذائنا من الأسماك! صور إنقاذ الكائنات البحرية العالقة في شباك المجرمين من مرتادي البحر التي يقوم بها الفريق مؤلمة ومفرحة في آن، فهي تكشف حجم اللامبالاة التي يقوم بها البعض في بيئتنا البحرية التي تئن من التخريب البشري.
مهما خرج المسؤولون عن البيئة وتحدثوا عن قيامهم بدورهم فإن المخلفات التي يرفعها فريق الغوص تعكس الجانب الآخر من شكل هذا الاهتمام.
رقابة السفن الكبيرة وأصحاب القوارب الخاصة (عددها يتجاوز 35 ألف قارب) وتلك الخاصة بشركات الصيد أصبحت ضرورة قصوى بسبب ظروف جون الكويت شبه المغلق والذي يرتبط مرضه بعبثنا نحن (محطات التقطير – الصرف الصحي – الشاليهات – مزارع الأسماك – عبث الصيادين الهواة)، إضافة إلى ما يأتيه من شط العرب بحكم الملاصقة، فمتى نؤمن هذه الحاضنة الطبيعية للكائنات البحرية؟
أخيراً ومن باب التشبيه فإن حجم جون الكويت بالنسبة لغيره من المواقع البحرية يشبه (بانيو) لشخص واحد يجتمع فيه 10 أشخاص، فتخيل عزيزي القارئ كم الإجهاد الذي نتحدث عنه لهذه الرقعة البحرية الصغيرة جداً، وحاول أن تكتب عنوان المقال في أي محرك بحث وستصدم من النتائج!!