بشرت عدة دوائر إيرانية رسمية، أمس، بانعكاسات إيجابية لاتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية على السلام في اليمن، فيما عقد وفد إيراني برلماني مباحثات مع مسؤولين في البحرين للمرة الأولى منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2016.
وفي وقت علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أن طرفي النزاع اليمني سيناقشون إعلان هدنة رسمية مع حلول شهر رمضان، بعد 10 أيام، على هامش مباحثاتهم التي ترعاها الأمم المتحدة حالياً في فيينا بهدف تبادل الأسرى، أكدت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة أن استئناف العلاقات السياسية مع السعودية، بوساطة صينية، سيسرع في تحقيق وقف إطلاق النار في اليمن، وبدء حوار الشعب اليمني، وتشكيل حكومة وطنية شاملة.
ونقلت وكالة أنباء «مهر»، أمس، عن البعثة أن العلاقات الإيرانية- السعودية مهمة على 3 مستويات: ثنائية وإقليمية ودولية.
وأضافت أن استئناف العلاقات بين البلدين على جميع المستويات الثلاثة، بما في ذلك المنطقة والعالم الإسلامي، سيكون إيجابياً.
في موازاة ذلك، رأى رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن الاتفاق بين طهران والرياض، الذي أعلن عنه الجمعة الماضية من بكين، يظهر أن «التدخل الأجنبي كان فعالاً ورئيسياً في إثارة الخلافات بين البلدين الإسلاميين» في إشارة إلى الولايات المتحدة على ما يبدو. وقال في كلمة أمام مجلس الشورى، أمس، إن الاتفاق يعدّ بداية لتطوير التعاون السياسي الاقتصادي بين البلدين ولصالح جميع دول المنطقة.
وفي وقت لامس الاتفاق بين القوتين الإقليميتين برعاة الصين القوة العالمية الصاعدة بمواجهة الولايات المتحدة، وصف مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء يحيى رحيم صفوي، الاتفاق الإيراني السعودي بأنه «زلزال بالساحة السياسية»، معتبرا أنه «ينهي السلطة الأميركية بالمنطقة».
وقال صفوي إن الاتفاق، الذي تم عقب استضافة بكين لمباحثات سعودية إيرانية على مدار 4 أيام من 6 إلى 10 مارس، «بداية مرحلة ما بعد الولايات المتحدة بالشرق الأوسط».
وأضاف أن ما ستشهده المنطقة بعد الاتفاق سيكون مختلفاً، مؤكداً أنه لمصلحة البلدين ومنطقة غرب آسيا وليس ضد أي دولة في المنطقة.
ولكن تصريحات صفوي عن أفول نجم النفوذ الأميركي في المنطقة تزامن مع إجراء المساعد السياسي لوزير الخارجية رئيس وفد إيران بالمفاوضات النووية علي باقري كني مشاورات مع كل من وزير الخارجية العماني بدر البوسعیدي، ونائبه خلیفة الحارثي، في مسقط حول «تشكيل لجنة المشاورات السياسية الاستراتيجية بين كلا البلدين».
وتأتي مشاورات كني في سلطنة عمان، التي لعبت دوراً بارزاً في التمهيد للاتفاق النووي الإيراني عام 2015 وسط قلق غربي وإقليمي متزايد بشأن برنامج طهران الذري، ووسط ترقب لخطوات جديدة بشأن التفتيش الدولي بالمنشآت النووية الإيرانية.
وأكد أن «الشرط المسبق لتطوير هذا التعاون هو مراعاة حسن الجوار وخلق الثقة المتبادلة». وأعرب قاليباف عن أمله أن تتصرف السعودية بحذر بالنسبة لإسرائيل.
أول لقاء بحريني- إيراني
وفي خطوة ذات دلالة، وتعد الأولى من نوعها منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2016، بحث رئيس مجلس النواب البحريني، أحمد المسلم، ليل السبت ـ الأحد، مع رئيس وفد مجلس الشورى الإيراني، مجتبى رضاخواه، «سبل التعاون والتنسيق المشترك في المحافل البرلمانية الدولية»، وجاء اللقاء على هامش انعقاد الجمعية 146 للاتحاد البرلماني الدولي بالمنامة.
تضحيات في اليمن
في السياق، قال مندوب اليمن لدى اليونيسكو محمد جميح، إن على إيران تقديم بعض التضحيات لإنجاح اتفاقها مع السعودية، الذي اعتبر أن تأثيره على الأوضاع والحرب في اليمن، «يتوقف على اليمنيين أنفسهم»، مشيراً إلى أن بإمكانهم استثماره واستغلاله لتهدئة الأوضاع والوصول إلى حل شامل وسلام دائم في بلدهم. وأوضح أن «التوافق الإقليمي إذا ما تم فإنه سينعكس إيجاباً على الأوضاع في اليمن».
وأضاف جميح: «لكن طبعا هناك من يطرح بعض الشكوك، ويتساءل هل يمكن لإيران أن تتخلى عن مبدأ أساسي لدستورها، وهو مبدأ تصدير الثورة؟».
وفي وقت انضمت خارجية ألمانيا إلى الترحيب الدولي والإقليمي الواسع بالاتفاق الإيراني- السعودي، معربة عن أملها أن يسهم في استقرار المنطقة، أفادت الرئاسة العراقية بأن الرئيس عبداللطيف جمال رشيد تسلم رسالة خطية من نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي تضمنت دعوة رسمية لزيارة إيران.
مناورة وضربة
وفيما أعلن وزير الخارجية حسين أميرعبداللهيان اتفاقا مبدئيا لتبادل السجناء مع واشنطن، معرباً عن أمله أن يتم التبادل في الايام المقبلة، نفى البيت الأبيض ووزارة الخارجية صحة تصريحات الوزير الإيراني، وقالت الخارجية الأميركية إن الحديث عن اتفاق لتبادل السجناء كذبة وقحة.
إلى ذلك، انطلقت مناورة بقيادة سلاح الجو الأميركي، وبمشاركة سلاح الجو الإسرائيلي في قاعدة نيلس الجوية الأميركية تستغرق نحو أسبوعين.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن مناورة «العلم الأحمر» ستشمل تدريبات منها «الهجوم الاستراتيجي في العمق، وتحقيق التفوق الجوي في المنطقة، وطلعات هجومية مشتركة، والهجوم في منطقة غير مألوفة ومكتظة بوسائل الدفاع ضد للطائرات». جاء ذلك، فيما قتل اثنان من الميليشيات الموالية لإيران، فجر أمس، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف مواقع في ريفي حماة وطرطوس في سورية، وتسبب في إصابة 3 عسكريين من الجيش السوري.
وأكد المرصد السوري أن الضربة استهدفت مخزنا للأسلحة الإيرانية بالقرب من مدينة مصياف.