قالت رائدة الأعمال الإنسانية لولوة القطامي إن «المجتمع الكويتي انتكس، ولم يعد ذلك المجتمع الذي عرفناه أيام الستينيات والسبعينيات، وباتت المطالبة بحقوق المرأة مضاعفة، بعد أن قلنا عام 2013 إنها لا تزال تحتاج للوقت لإحقاقها كاملة».
وإذ أشادت القطامي بوالدها عبدالوهاب، الذي يُعد «مدرسة بحد ذاته»، استذكرت بُعد رؤيته ونظرته الثاقبة حول حتمية تبدل العالم، فكان أن تمسك بـ «ضرورة حيازة المرء شهادتين؛ علمية وثقافية، فضلاً عن الإلمام باللغات، كجسر حوار وتفاهم بين الشعوب، وما يكتنزه السفر والاختلاط من دفع نحو التغيير والتطوير، وبالتالي الخروج من البدائية».
«بنت النوخذة»، التي تحمل بين قلة من نساء جيلها لقب الأولى في أكثر من مجال، سطَّرت مسيرة حافلة بالعطاء والمحطات المشرقة، سواء لناحية نضالها الإنساني ودفاعها عن حقوق المرأة، والذي كان سبباً في ترشيحها لنيل جائزة «نوبل» للسلام، أو لناحية إنجازاتها في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، وبصمتها المؤثرة في النواحي التربوية والأكاديمية. وكانت القطامي التقت طلاب برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي بحلقة حوارية، نظمتها أكاديمية لوياك للفنون – «لابا» في مكتبة الكويت الوطنية.
وتأتي الحلقة بعد تدريبات مكثفة لشباب وشابات من الكويت ولبنان والبحرين، حول أسس الحوار الإعلامي، تحت إشراف الإعلامي زافين قيومجيان.
اختصرت تاريخ الكويت الإنساني
بداية، أشاد قيومجيان بالسيدة لولوة «التي اختصرت، ولا تزال، جزءاً من تاريخ الكويت الإنساني، حتى باتت مرجعاً ومرجعية في الكويت والخليج وعلى مستوى العالم العربي. فهي من الذين صنعوا الفرق في مجتمعاتهم، وأعطوا الكويت معنى أن تكون دولة مختلفة ومميزة في محيطها، من خلال فتحها لأبواب مغلقة على مدى سنوات».
بدورها، تولت المؤلفة والرسامة ومقدمة البرامج الكويتية، سارة الشيخ، وهي إحدى المشاركات في «الجوهر»، تقديم الضيفة، قائلة: «في أسرة كويتية عريقة في مهنتَي الإبحار والغوص، وُلدت السيدة لولوة عبدالوهاب القطامي، لؤلؤة كُتب عليها الإبحار أبداً، فجدها الربان الملاح الذي ارتحل بين الأقطار وعاش لسنوات بعيداً عن الكويت، وكأنما جاءت هي لتترك أثرها على الخريطة التي خطها جدها السيد عيسى عبدالوهاب القطامي، فمشت على خطاه، حين جابهت زمناً يعيب على المرأة تعليمها، ويستكثر حقها كإنسان في المعرفة، فكان ما بدأه جدها يليه والدها، من المطالبة بفتح أول مدرسة للبنات، حيث أكملت مسيرتهما بمسيرة حافلة بالعطاء والصمود والمكابدة لانتزاع حقوق الإنسان والمرأة». ورداً على سؤال المشاركة سارة الشيخ، اختصرت السيدة لولوة تأثير والدها على إنجازاتها، لاسيما من خلال عمله كنوخذة، بالقول: «الفضل الأول والأخير يعود إليه. لقد حرص على تعليمنا وإرسالنا لمتابعة دراساتنا العليا في الخارج، وحتى على دراسة شخصياتنا، واختيار الاختصاص الأنسب لنا. كان يأتي بأستاذ اللغة الإنكليزية إلى المنزل، إيماناً منه بأن اللغات تشكّل جسراً للحوار والتفاهم. كما عشنا في العراق 25 عاماً، وتعلمنا في البصرة حتى مرحلة الثانوي، في حين انني لم أتعلم بالكويت سوى شهرين، وكنتُ بعُمر الست سنوات عندما فُتحت أول مدرسة للبنات (المدرسة القبلية)، فكان والدي أول من سجَّل بناته، وتضم هذه المدرسة اليوم مركز لوياك».
كسر النظرة النمطية حول عمل بنات الأسر
القطامي، الحائزة وسام جوقة الشرف الفرنسي، سردت شغفها بـ «الفنون والموسيقى والرياضة واللغات، فقد جذبتني اللغة الفرنسية، ودرستها في البصرة. وفي بريطانيا، تعلمت إلى جانب الإنكليزية، العديد من الفنون والرياضة. لقد تعمَّد والدي إرسالي إلى لندن، لاكتشاف الاختلاف في الثقافة والدين واللغة والعادات والتقاليد، والإلمام بالتاريخ والحضارات والآثار والمتاحف. كما بادر إلى كسر النظرة النمطية حول عمل بنات الأسر، فدفع بنا نحن الأربع إلى سوق العمل».
وعن اسمها المحفور في قائمة الأوائل، أوضحت القطامي أنها كانت أول مديرة لكلية البنات في جامعة الكويت، وقد تسلمت مهامها، بعد أن تلقت دروساً في فنون الإدارة من جامعة لندن.
خلف السياج
وفي ردها على عبدالله المدفعي، خريج كلية الإعلام من جامعة البحرين، استذكرت القطامي الزمن الجميل الذي رافق اختيارها كأول رئيسة بعثة للطالبات. «كان الشيخ عبدالله الجابر الصباح أبا التعليم، واقترح تشجيع الشابات للخروج من أسوار الكويت، فاخترنا الأوائل من كل صف، وزرنا الأردن وكذلك المسجد الأقصى ورام الله. كما التقينا عند الحدود وخلف السياج شابات فلسطينيات جئن لإلقاء التحية. وفي السنة الثانية زُرنا مصر، ولا تزال الذاكرة حافلة بالوقائع الطريفة، من بينها مشاركة الطالبات بلباسهن المدرسي في زفة كريمة الفنان محمد عبدالوهاب، حيث صادف وجودنا في الفندق ذاته. وفي اليوم الثاني صدرت عناوين الصحف مع الصورة تتحدث عن الزفة المُحاطة بصفين من طالبات المعهد العالي للموسيقى. بعدها، سافرنا إلى اليونان».
أول كويتية
القطامي التي كانت أول كويتية تتلقى تعليمها في المملكة المتحدة، كانت كذلك أول مواطنة تزور الصين، حيث تمت دعوتها بعد أن رافقت وفداً صينياً رفيع المستوى خلال زيارته الكويت. وتقول: «كانت الكويت أول بلد خليجي تفتح فيه الصين سفارة. وكان الوفد يضم حينها رئيسة اتحاد نساء الصين، فطلبوا مني مرافقتها. وبعد ذلك وجهت لي الدعوة لزيارة بلادها، حيث ذُهلتُ بمناطقهم ومتاحفهم وإنجازاتهم».
الظلم اللاحق بالمرأة لا يزال قائماً
وفي ردها على حوراء الإبراهيم، خريجة تواصل وإعلام من الجامعة الأميركية في الكويت، أسفت لولوة «لاستمرار الظلم اللاحق بالمرأة بالنسبة للرواتب، رغم تفوقها على الرجل أحياناً. أضف إلى تعديلات ضرورية في الأحوال الشخصية، مثل تسجيل المنزل باسم المرأة».
ولفتت إلى أن «أول تحرك اعتراضي لهن في ساحة الإرادة كان بعد أن عينت وزارة الداخلية موظفات وفرضت عليهن أطر التصرف واللباس».
رحابة وقناعة
وفي معرض إجابتها على فاطمة فاخورجي، المشاركة اللبنانية المجازة في الفيزياء والشغوفة بالإعلام، قالت القطامي: «أُقدم على الشيء بكل راحة وقناعة، من دون أي ندم أو خوف. كما كان المسؤولون يتقبلون عملنا، لكن النوادي النسائية ممنوعة في الكويت، لذلك اضطررنا لتغيير الاسم، وقدمنا جمعيتنا النسائية كجمعية ثقافية اجتماعية. وكانت نسبة الأمية بين النساء في فترة الستينيات تبلغ 75 في المئة، ما دفعنا إلى التركيز على محو الأمية».
وأضافت: «تمكنت الجمعية أن تكون رافداً لوزارات الدولة، كما كنا نرافق نساء الوفود الأجنبية، حتى اننا أعددنا البطاقة الرسمية لوزارة الخارجية، وأقمنا نشاطات عديدة، ونظمنا المهرجانات وأطباق الخير». ورأت الرائدة النسوية، أن «أكبر إنجاز للجمعية يكمن بتأسيس لجنة الخليج والجزيرة العربية المخصصة لإجراء بحوث حول المرأة».
«العربية» هي الأجمل بين اللغات
وكان محور محمد بهبهاني، طالب التمريض المهتم باللغات والأمثال الشعبية، عبارة عن جلسة أبحرت فيها القطامي في مقتطفات من شِعر جدها. وأضافت: «جدي نابغة، ختم القرآن الكريم وهو بعُمر 9 سنوات، قاد السفينة وهو بعُمر 16 سنة. كان نوخذة يتقن الزهيريات، كما كان أول من طالب بتعليم الفتاة عام 1911، من منطلق إيمانه بأن التعليم للبنت أهم من الولد، كونها ستربي الأجيال. كان جدي مصلحاً، يريد إصلاح البلد كله، وكان يدعو في ديوانيته إلى جمع المال وفتح مدرسة للبنات. وقد هجا كل من قال إن تعليم البنات سيجلب المصيبة والخلل للدولة».
وعن اهتمام جيلهم باللغة الفصحى، كشفت لولوة أن والدها كان يمنعهم من التحدث بالعامية، وإلا يقطع عنهم المصروف، «فلغتنا هي لغة القرآن الكريم وأجمل لغة في العالم».
وفي الختام، شكرت القطامي رئيسة مجلس إدارة «لوياك» والعضوة المنتدبة لأكاديمية لابا فارعة السقاف، واصفة إياها بـ «الإنسانة التي تؤهل الشباب لاحتراف شتى المهن، فالعمل شرف مهما كان».
وإذ احتفت السقاف بالسيدة لولوة، وما تشكله من نموذج استثنائي، قالت: «ضيفتنا مخزون ثقافي يستمد منه طلابنا زخماً لمسيرتهم». وأعربت عن تقديرها لجهود الإعلامي زافين، وتألق المشاركين، كما قدمت إلى القطامي درعاً تكريمية، عبارة عن اسمها واسم «الجوهر»، وسلمتها رسالة شكر وامتنان.
البرنامج الأول من نوعه
يُذكر أن «الجوهر» للتدريب الإعلامي، هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، يُنفذ في موسمه الثالث برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة الجريدة، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وفندق فوربوينتس شيراتون.
ويقدم البرنامج للشباب العربي ورش عمل إعلامية مكثفة على يد أبرز الإعلاميين العرب، لتدريبهم على فنون ومهارات الحوار الإعلامي، لمحاورة ضيوف رياديين تركوا بصمة في شتى المجالات بالوطن العربي.
وإذ أشادت القطامي بوالدها عبدالوهاب، الذي يُعد «مدرسة بحد ذاته»، استذكرت بُعد رؤيته ونظرته الثاقبة حول حتمية تبدل العالم، فكان أن تمسك بـ «ضرورة حيازة المرء شهادتين؛ علمية وثقافية، فضلاً عن الإلمام باللغات، كجسر حوار وتفاهم بين الشعوب، وما يكتنزه السفر والاختلاط من دفع نحو التغيير والتطوير، وبالتالي الخروج من البدائية».
«بنت النوخذة»، التي تحمل بين قلة من نساء جيلها لقب الأولى في أكثر من مجال، سطَّرت مسيرة حافلة بالعطاء والمحطات المشرقة، سواء لناحية نضالها الإنساني ودفاعها عن حقوق المرأة، والذي كان سبباً في ترشيحها لنيل جائزة «نوبل» للسلام، أو لناحية إنجازاتها في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، وبصمتها المؤثرة في النواحي التربوية والأكاديمية.
وتأتي الحلقة بعد تدريبات مكثفة لشباب وشابات من الكويت ولبنان والبحرين، حول أسس الحوار الإعلامي، تحت إشراف الإعلامي زافين قيومجيان.
اختصرت تاريخ الكويت الإنساني
بداية، أشاد قيومجيان بالسيدة لولوة «التي اختصرت، ولا تزال، جزءاً من تاريخ الكويت الإنساني، حتى باتت مرجعاً ومرجعية في الكويت والخليج وعلى مستوى العالم العربي. فهي من الذين صنعوا الفرق في مجتمعاتهم، وأعطوا الكويت معنى أن تكون دولة مختلفة ومميزة في محيطها، من خلال فتحها لأبواب مغلقة على مدى سنوات».
بدورها، تولت المؤلفة والرسامة ومقدمة البرامج الكويتية، سارة الشيخ، وهي إحدى المشاركات في «الجوهر»، تقديم الضيفة، قائلة: «في أسرة كويتية عريقة في مهنتَي الإبحار والغوص، وُلدت السيدة لولوة عبدالوهاب القطامي، لؤلؤة كُتب عليها الإبحار أبداً، فجدها الربان الملاح الذي ارتحل بين الأقطار وعاش لسنوات بعيداً عن الكويت، وكأنما جاءت هي لتترك أثرها على الخريطة التي خطها جدها السيد عيسى عبدالوهاب القطامي، فمشت على خطاه، حين جابهت زمناً يعيب على المرأة تعليمها، ويستكثر حقها كإنسان في المعرفة، فكان ما بدأه جدها يليه والدها، من المطالبة بفتح أول مدرسة للبنات، حيث أكملت مسيرتهما بمسيرة حافلة بالعطاء والصمود والمكابدة لانتزاع حقوق الإنسان والمرأة».
كسر النظرة النمطية حول عمل بنات الأسر
القطامي، الحائزة وسام جوقة الشرف الفرنسي، سردت شغفها بـ «الفنون والموسيقى والرياضة واللغات، فقد جذبتني اللغة الفرنسية، ودرستها في البصرة. وفي بريطانيا، تعلمت إلى جانب الإنكليزية، العديد من الفنون والرياضة. لقد تعمَّد والدي إرسالي إلى لندن، لاكتشاف الاختلاف في الثقافة والدين واللغة والعادات والتقاليد، والإلمام بالتاريخ والحضارات والآثار والمتاحف. كما بادر إلى كسر النظرة النمطية حول عمل بنات الأسر، فدفع بنا نحن الأربع إلى سوق العمل».
وعن اسمها المحفور في قائمة الأوائل، أوضحت القطامي أنها كانت أول مديرة لكلية البنات في جامعة الكويت، وقد تسلمت مهامها، بعد أن تلقت دروساً في فنون الإدارة من جامعة لندن.
خلف السياج
وفي ردها على عبدالله المدفعي، خريج كلية الإعلام من جامعة البحرين، استذكرت القطامي الزمن الجميل الذي رافق اختيارها كأول رئيسة بعثة للطالبات. «كان الشيخ عبدالله الجابر الصباح أبا التعليم، واقترح تشجيع الشابات للخروج من أسوار الكويت، فاخترنا الأوائل من كل صف، وزرنا الأردن وكذلك المسجد الأقصى ورام الله. كما التقينا عند الحدود وخلف السياج شابات فلسطينيات جئن لإلقاء التحية. وفي السنة الثانية زُرنا مصر، ولا تزال الذاكرة حافلة بالوقائع الطريفة، من بينها مشاركة الطالبات بلباسهن المدرسي في زفة كريمة الفنان محمد عبدالوهاب، حيث صادف وجودنا في الفندق ذاته. وفي اليوم الثاني صدرت عناوين الصحف مع الصورة تتحدث عن الزفة المُحاطة بصفين من طالبات المعهد العالي للموسيقى. بعدها، سافرنا إلى اليونان».
أول كويتية
القطامي التي كانت أول كويتية تتلقى تعليمها في المملكة المتحدة، كانت كذلك أول مواطنة تزور الصين، حيث تمت دعوتها بعد أن رافقت وفداً صينياً رفيع المستوى خلال زيارته الكويت. وتقول: «كانت الكويت أول بلد خليجي تفتح فيه الصين سفارة. وكان الوفد يضم حينها رئيسة اتحاد نساء الصين، فطلبوا مني مرافقتها. وبعد ذلك وجهت لي الدعوة لزيارة بلادها، حيث ذُهلتُ بمناطقهم ومتاحفهم وإنجازاتهم».
الظلم اللاحق بالمرأة لا يزال قائماً
وفي ردها على حوراء الإبراهيم، خريجة تواصل وإعلام من الجامعة الأميركية في الكويت، أسفت لولوة «لاستمرار الظلم اللاحق بالمرأة بالنسبة للرواتب، رغم تفوقها على الرجل أحياناً. أضف إلى تعديلات ضرورية في الأحوال الشخصية، مثل تسجيل المنزل باسم المرأة».
ولفتت إلى أن «أول تحرك اعتراضي لهن في ساحة الإرادة كان بعد أن عينت وزارة الداخلية موظفات وفرضت عليهن أطر التصرف واللباس».
رحابة وقناعة
وفي معرض إجابتها على فاطمة فاخورجي، المشاركة اللبنانية المجازة في الفيزياء والشغوفة بالإعلام، قالت القطامي: «أُقدم على الشيء بكل راحة وقناعة، من دون أي ندم أو خوف. كما كان المسؤولون يتقبلون عملنا، لكن النوادي النسائية ممنوعة في الكويت، لذلك اضطررنا لتغيير الاسم، وقدمنا جمعيتنا النسائية كجمعية ثقافية اجتماعية. وكانت نسبة الأمية بين النساء في فترة الستينيات تبلغ 75 في المئة، ما دفعنا إلى التركيز على محو الأمية».
وأضافت: «تمكنت الجمعية أن تكون رافداً لوزارات الدولة، كما كنا نرافق نساء الوفود الأجنبية، حتى اننا أعددنا البطاقة الرسمية لوزارة الخارجية، وأقمنا نشاطات عديدة، ونظمنا المهرجانات وأطباق الخير».
«العربية» هي الأجمل بين اللغات
وكان محور محمد بهبهاني، طالب التمريض المهتم باللغات والأمثال الشعبية، عبارة عن جلسة أبحرت فيها القطامي في مقتطفات من شِعر جدها. وأضافت: «جدي نابغة، ختم القرآن الكريم وهو بعُمر 9 سنوات، قاد السفينة وهو بعُمر 16 سنة. كان نوخذة يتقن الزهيريات، كما كان أول من طالب بتعليم الفتاة عام 1911، من منطلق إيمانه بأن التعليم للبنت أهم من الولد، كونها ستربي الأجيال. كان جدي مصلحاً، يريد إصلاح البلد كله، وكان يدعو في ديوانيته إلى جمع المال وفتح مدرسة للبنات. وقد هجا كل من قال إن تعليم البنات سيجلب المصيبة والخلل للدولة».
وعن اهتمام جيلهم باللغة الفصحى، كشفت لولوة أن والدها كان يمنعهم من التحدث بالعامية، وإلا يقطع عنهم المصروف، «فلغتنا هي لغة القرآن الكريم وأجمل لغة في العالم».
وفي الختام، شكرت القطامي رئيسة مجلس إدارة «لوياك» والعضوة المنتدبة لأكاديمية لابا فارعة السقاف، واصفة إياها بـ «الإنسانة التي تؤهل الشباب لاحتراف شتى المهن، فالعمل شرف مهما كان».
وإذ احتفت السقاف بالسيدة لولوة، وما تشكله من نموذج استثنائي، قالت: «ضيفتنا مخزون ثقافي يستمد منه طلابنا زخماً لمسيرتهم». وأعربت عن تقديرها لجهود الإعلامي زافين، وتألق المشاركين، كما قدمت إلى القطامي درعاً تكريمية، عبارة عن اسمها واسم «الجوهر»، وسلمتها رسالة شكر وامتنان.
البرنامج الأول من نوعه
يُذكر أن «الجوهر» للتدريب الإعلامي، هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، يُنفذ في موسمه الثالث برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة الجريدة، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وفندق فوربوينتس شيراتون.
ويقدم البرنامج للشباب العربي ورش عمل إعلامية مكثفة على يد أبرز الإعلاميين العرب، لتدريبهم على فنون ومهارات الحوار الإعلامي، لمحاورة ضيوف رياديين تركوا بصمة في شتى المجالات بالوطن العربي.