أظهرت استطلاعات رأي جديدة أن مرشح المعارضة التركية للرئاسة، كمال كليشدار أوغلو، يتقدّم على الرئيس رجب طيب إردوغان بأكثر من 10 نقاط مئوية قبل الانتخابات المقررة في مايو.
وتُظهر استطلاعات الرأي أيضا أن تكتّل المعارضة الذي يُطلق عليه «تحالف الأمة» يتقدم السباق البرلماني بفارق 6 نقاط على الأقل عن حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان وحلفائه. ومازال حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد محققا نسبة مريحة تزيد على 10 في المئة.
ويواجه إردوغان التحدي الأكبر لحكمه القائم منذ 20 عاما، بعد تراجُع شعبيته خلال أزمة غلاء المعيشة، بينما يعيد ضحايا زلزال الشهر الماضي النظر في ولائهم في معاقل حزب العدالة والتنمية السابقة.
ولن تحدد الانتخابات فقط من سيقود تركيا، لكن أيضا طريقة حكمها والوجهة التي سيسلكها اقتصادها، والدور الذي قد تلعبه في تخفيف حدة الصراعات بأوكرانيا والشرق الأوسط.
وقال الرئيس المشارك لاستشارات المخاطر السياسية في شركة تينيو، ولفانجو بيكولي، إن تحالف الأمة بحاجة إلى تقديم جبهة موحدة وإقناع الناخبين بخطة محددة للحفاظ على زخمهم خلفه في الفترة السابقة على الانتخابات.
وقال لـ «رويترز»: «مجرد إلقاء اللوم على إردوغان في كل ما هو خاطئ بتركيا لن يحسم الأمر. الانتخابات السابقة أظهرت أن أداء إردوغان استثنائي في الحملات الانتخابية، لكن تصريحاته في الآونة الأخيرة تشير إلى أنه ربما فقد لمسته التي تحظى بالشعبية وقدرته على التواصل مع الناخبين».
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شركة أكسوي ريسيرش البحثية التركية يوم السبت، وأجرى في الثامن من مارس أن كليشدار أوغلو الذي أعلن تحالف المعارضة أنه مرشحه في السادس من مارس الجاري حقق نسبة تأييد تبلغ 55.6 بالمئة، متقدما على إردوغان الذي حقق نسبة تأييد بلغت 44.4 في المئة.
وأظهر الاستطلاع أن تكتل المعارضة الرئيسي حصل على 44.1 في المئة من التأييد، وحصل حزب الشعوب الديموقراطي على 10.3 بالمئة، في حين حصل حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية على 38.2 بالمئة.
وأظهر استطلاع أجرته شركة ألف ريسيرش بين يومي السادس والسابع من مارس أن التأييد لكليشدار أوغلو بلغ 55.1 في المئة، وسجل التأييد لإردوغان 44.9 بالمئة. وحقق حزب الشعب الجمهوري بزعامة كليشدار أوغلو تأييدا أكبر، مسجلا 31.8 في المئة من التأييد، وجاء في أعقابه حزب العدالة والتنمية مسجلا 31 في المئة.
وأظهر الاستطلاع أن كتلة المعارضة الرئيسية حصدت 43.5 في المئة من التأييد، بينما حصل حزب الشعوب الديموقراطي على 11.3 في المئة. وحصل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية معا على 37.5 بالمئة.
وأظهر معهد بوتسدام للأبحاث التطبيقية (بيار ريسيرش) احتمال فوز كليشدار أوغلو بنسبة 57.1 في المئة، بينما تراجع إردوغان إلى 42.9 في المئة.
ويسعى الرئيس التركي إلى الحصول على دعم الأحزاب الإسلامية الصغيرة الهامشية في الانتخابات المقبلة، في محاولة لتوسيع قاعدته المحافظة، ويخاطر بحدوث مواجهات ثقافية حول الدين وحقوق المرأة مع المعارضة ذات التوجّه العلماني.
وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، علي إحسان يافوز، أمس، «لقد أجرينا اتصالات مع حزب هدى بار (حزب الهدى)، وآمل أن يتم الانتهاء من العمل في وقت قصير»، مضيفا أن «المحادثات جارية أيضا مع حزب الرفاه الجديد».
ويقول موقع حزب هدى بار على الإنترنت إنه يرغب في قطع العلاقات مع إسرائيل، ومنع السويد من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بسبب حرق نسخة من القرآن الكريم.
وأسس الحزب من قبل أشخاص مرتبطين بجماعة حزب الله المتشددة الموالية للأكراد، والتي لا تمتّ بصلة إلى الجماعة اللبنانية التي تحمل الاسم نفسه.
ويقول حزب الرفاه الجديد، بزعامة فاتح أربكان (نجل أول رئيس وزراء إسلامي في تركيا ومعلّم إردوغان السابق نجم الدين أربكان)، إنه يسعى إلى نظام تعليمي يعطي الأولوية للروحانية بقدر المعرفة العلمية.
وقد يحتاج إردوغان إلى أصواتهم بالانتخابات المقررة في 14 مايو للتغلب على أكبر تجمّع لأحزاب المعارضة على الإطلاق، والتي تتبنى إلى حد كبير قيم الجمهورية العلمانية وتنتقد تزايد العنف ضد المرأة ومجتمع المثليين خلال 20 عاما تولى فيها إردوغان مقاليد السلطة.
على صعيد آخر، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) تعرّض مناطق في ولايتَي هاتاي وملاطية جنوبي تركيا لثلاث هزات أرضية جديدة صباح أمس وصلت شدتها إلى 4.7 درجات على مقياس ريختر.
وذكرت «آفاد»، في بيان، أن منطقة حصة التابعة لولاية هاتاي تعرّضت لهزة أرضية بقوة 4.7 درجات على عمق 11.52 كيلومترا تحت سطح الأرض.
كما تعرّضت منطقة بوتورغة التابعة لولاية ملاطية لهزتين أرضيتين الاولى بقوة 4.5 درجات وعلى عمق 8 كيلومترات، والثانية بقوة 4.5 درجات وعلى عمق 10 كيلومترات.
وفي 6 فبراير الماضي، ضرب جنوب تركيا وشمال سورية زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجات على مقياس ريختر، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.
وأودت الكارثة، التي كان مركزها ولاية قهرمان مرعش، بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وخلّفت دماراً مادياً ضخماً في 11 ولاية تركية.
وفي تصريحات من مركز متابعة الكوارث في ولاية ملاطية، أعلن وزير الداخلية سليمان صويلو، أمس، تسجيل وفاة 48 ألفاً و448 شخصا جراء كارثة الزلزال المزدوج، بينهم 6 آلاف و660 أجنبيا جُلّهم من السوريين.
وأكد استمرار الجهود لحل مشكلة الإيواء بالنسبة للمتضررين من الزلزال، مؤكدًا الانتهاء من إقامة 21 ألف منزل مسبق التجهيز من أصل 115 ألفًا و585 مخصصة إقامتها في منطقة الزلزال.