نظّمت مؤسّسة الكويت للتقدّم العلمي، اليوم ، محاضرة بعنوان «استخدام تقنيات الزراعة الهوائيّة والمزارع العموديّة لتعزيز الأمن الغذائيّ في الكويت» باستعراض نتائج مشاريع نموذجيّة مَوّلتها المؤسّسة، من منطلق مساعيها بالإسهام في تعزيز الأمن الغذائيّ بالكويت.

وقامت شركة «بي أورغانيك» بتنفيذ المشروع، من خلال استخدام تقنيات الزراعة الهوائيّة، وتجربتها على مزرعة ذات أبراج عمودية في منطقة الوفرة، إذ أظهرت نتائج مشجِّعة مقارنة بالزراعة التقليديّة.

Ad

وحضر هذه المحاضرة نحو 95 مشاركاً من الهيئة العامّة للزراعة والثروة السمكيّة، والهيئة العامّة للبيئة، واتّحاد الجمعيّات التعاونيّة، واتّحاد المزارعين، وجامعة الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلميّة، ووزارة التربية، وبلديّة الكويت، ووزارة الأشغال، بالإضافة إلى القطاع الخاصّ، بما في ذلك أصحاب المزارع والمطاعم.

وقدّمتْ شركة «بي أورغانيك» عرضاً مرئياً لتجربتها في استخدام هذه التقنية في إحدى المزارع بالوفرة.

وقال المهندس راشد بورزق، إن هذه التقنية أميركية متطوّرة تجمع بين طريقتين مُتقدّمتين للزراعة، وهي الزراعة العموديّة التي تُتيح زراعة محاصيل أكثر في مساحة أقلّ من خلال أبراج عموديّة، إضافة إلى الزراعة الهوائيّة، التي لا تحتاج إلى تربة (Aeroponics)، اذ تبقى جذور النباتات معلّقة في الهواء، ممّا يمنحها التهوية المناسبة، والمزيد من الأكسجين المطلوب.

من جهته، قال المهندس محمود جمعة، إن الدراسة اشتملت على إنشاء 140 برجاً ممتداً على مساحة 300 مترمربع، إذ أنتج حوالي 9200 محصول، بمتوسط دورة حصاد خلال شهر، موضحاً أن نتائج المشروع أثبتت أنّ التقنية يُمكنها توفير إنتاجية أكبر للمحاصيل بنسبة تصل إلى 800% لكل قدم مربعة سنوياً، مقابل الزراعة الحقلية التقليدية، مع استخدام كمية أقل من المياه بنسبة تصل إلى 92%، ودون استخدام مبيدات حشرية، كما أنها لا تتطلب عمالة كبيرة ولا مدرّبة، ولا تحتاج إلى الكثير من الصيانة. وأضاف جمعة، أنه تستخدم مضخة لتزويد جميع المحاصيل بمحلول معدني طبيعي بنسبة 100% كمصدر للغذاء، مؤكداً أنها تقنية مؤتمتة بالكامل ومتطوّرة للتحكُّم في المناخ، مما يُمكّن من زراعة المحاصيل على مدار العام، حتى في ظل المناخ القاسي في الكويت، ويمكن استخدامها في المباني السكنيّة والتجاريّة والاستثماريّة، وغيرها من المباني الأخرى.

من ناحيتها، أكدت نائبة المدير العام للبرامج الإستراتيجية في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د. خولة الشايجي، أن موضوع الأمن الغذائي يعتبر من الأولويات البحثيّة الوطنيّة التي تركّز عليها استراتيجية المؤسّسة الحالية 2022-2024، وسط ما يشهده العالم من اضطرابات في سلسلة الإمدادات الغذائية، وما صاحب ذلك من ارتفاع عالمي في أسعار الغذاء، والتهديدات المتعلّقة بتوفيره وتأمين نقله.

وأشارت إلى أن المؤسّسة أطلقت أخيراً دعوة لتقديم مقترحات بحثية وحلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات، من منطلق تفعيل دورها كمحفّز رئيس في التنمية المستدامة، ضمن خطة الدولة لتحقيق رؤية 2035.