واشنطن: وساطة بكين بين طهران والرياض لا تعارض مصالحنا
• عودة وشيكة للرحلات الجوية بين السعودية وإيران... والمبعوث الأممي الخاص باليمن يجري مباحثات في طهران
أكد مستشار الأمن القومي الأميركي أن الاتفاق بين الرياض وطهران برعاية صينية لا يتعارض مع مصالح بلاده في المنطقة التي تشهد حضوراً متزايداً لنفوذ بكين، فيما تتجه منظمة الطيران المدني الإيرانية لتنظيم رحلات جوية بين إيران والسعودية، كواحدة من ثمار اتفاق المصالحة بين القوتين الإقليميتين.
دافع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، عن موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد أن اعتبر خبراء أن رعاية الصين للمصالحة بين طهران والرياض تمثّل صفعة لها.
وقال سوليفان، أمس الأول، إن بلاده ليست في وضع يسمح لها بتولي دور الوسيط بين السعودية وإيران، مضيفاً أن جهود الصين لتعزيز خفض التصعيد بالمنطقة لا تتعارض مع المصالح الأميركية.
وأضاف: «من وجهة نظرنا، حتى عندما وضعنا الكثير من القوة الدبلوماسية في محاولة المساعدة في تعزيز خفض التصعيد، كما هي الحال مع الهدنة في اليمن، فإن قيام دول أخرى بذلك، مثل الصين، لا يتعارض بشكل أساسي مع المصالح الأميركية، وبصراحة فهي تسير في الاتجاه نفسه».
وتابع: «لم نكن في وضع يسمح لنا بأن نكون وسيطا بين السعودية وإيران، نظراً لعلاقتنا بهاتين الدولتين. لم نكن أبداً، ولسنا في مثل هذا الموقف اليوم».
وشدد سوليفان على أن واشنطن تعتبر التفاهم الذي تم التوصل إليه بين الجمهورية الإسلامية والسعودية بمنزلة «تطور إيجابي»، لافتا إلى أن الرياض تبقي واشنطن على علم بتطورات المفاوضات.
عودة الطيران
وفي خطوة تعزز تقدّم اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين، الذي تم برعاية صينية الجمعة الماضية، بهدف إنهاء قطيعة دامت نحو 7 سنوات، أعلن المتحدث الرسمي باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية، جعفر يازرلو، أمس، أن الجمهورية الإسلامية تتجه إلى تسيير رحلات جوية بين إيران والسعودية. ونقلت وكالة تسنيم عن المسؤول الإيراني قوله، إنه «بعد إصدار الترخيص، سيتم جدولة الرحلات»، مضيفاً أنه «بعد دراسة الموضوع وإجراء المراجعات الضرورية، سيتم إصدار التصاريح اللازمة والرسمية للرحلات بين البلدين». وذكرت وكالة الأنباء أن «مراقبة موقع بيع التذاكر التابع لشركة الخطوط السعودية، تشير إلى إمكانية شراء تذاكر لخط الرياض - مشهد».
في موازاة ذلك، شدد نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، عباس مقتدائي، على أن «الاتفاق بين إيران والسعودية يعني منع وقوع الخلافات والشرخ بين الأمة الإسلامية»، وقال مقتدائي إن طهران «أثبتت أنها لا تحبّذ التوتر في الشرق الأوسط والخليج». وأضاف: «اليوم ومع استئناف العلاقات، فإننا سنستمر في هذا السياق، ونعتقد بضرورة أن يستفيد محور المقاومة والدول الإسلامية من التعاون الإيراني - السعودي بأفضل مستوى ممكن».
ملف اليمن
ووسط ترقّب إقليمي ودولي لطبيعة الدور الذي يمكن لإيران أن تمارسه للضغط على جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة من أجل التوصل إلى تفاهم مع بقية الأطراف اليمنية بهدف إنهاء الحرب الدائرة هناك، عقد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إیران، كمال خرازي، مشاورات مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، هانس غروندبرغ، في طهران.
وجدد خرازي حديث بلاده عن أن «إعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض في حد ذاتها ستسهم في هدف إنهاء حرب اليمن».
لكنّ المسؤول الإيراني أشار إلى قلق طهران من تحرّكات الإمارات، العضو الرئيسي بـ «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده الرياض لدعم الحكومة اليمنية، زاعما أنها سيطرت على جزيرة سقطرى، ومشيراً إلى دعم أبوظبي لقوات يمنية جنوبية انفصالية، رغم أنها منضوية ضمن التحالف المناهض للحوثيين. وحذّر من أن ذلك يمكن أن يعرّض أمن باب المندب والبحر الأحمر للخطر.
وشدد خرازي على أنه يجب احترام وحدة أراضي اليمن وقدرة الشعب اليمني على حل خلافاته في عملية الحوار اليمني ـ اليمني لإحلال السلام وإقامة حكومة تمثّل إرادته.
لا تعارُض
في غضون ذلك، كشفت صحيفة فرهيختغان الأصولية، نقلا عن مصادر خاصة، أنّ قطر وافقت على إنشاء قناة صرف أجنبي لتنفق إيران من خلالها أموالاً مجمّدة لدى كوريا الجنوبية، وتحمُّل التكاليف المحتملة لذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كانت هذه الآلية فعّالة في جلب موارد النقد الأجنبي إلى إيران، فيمكن عندها اللجوء إليها في الاتفاقية المنتظرة للعودة إلى «الاتفاق النووي».
من جهة أخرى، حذّر قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني، علي رضا تنغسيري، من أن بلاده ستواصل خوض ما يُعرف بـ «حرب الظل» مع إسرائيل. وقال إن «بعض دول الجوار جعلت لإسرائيل موطئ قدم فيها، ويتعين عليها أن تعلم أن طهران سترد على أدنى اعتداء». وأضاف أن أي مشكلة تتعرّض لها السفن الإيرانية في المنطقة لن تبقى من دون رد.
تهوين التسميم
إلى ذلك، هوّن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، مسعود ستايشي، من حوادث تسميم طالبات المدارس التي تصاعدت قبل أسبوع بأنحاء الجمهورية الإسلامية. ورأى أنه «من الأفضل القول الشعور بالتسمم»، بدل التسميم، لأننا لم نحصل حتى الآن على تقرير أو دليل علمي يؤكد وقوع حالات تسمم.
في سياق قريب، كشفت منظمة حقوقية عن قيام السلطات الإيرانية برفع شكوى ضد صالح نيكبخت، محامي عائلة مهسا أميني التي أطلقت وفاتها خلال احتجازها من قبل الشرطة، بسبب مخالفتها قواعد ارتداء الحجاب، موجة احتجاجات عارمة في سبتمبر الماضي. وذكرت المنظمة الحقوقية الكردية أن السلطات اتهمت نيكبخت بالدعاية ضد النظام.
وأمس، أغلقت السلطات سوقاً شهيراً للذهب بمركز كريم خان الشهير وسط طهران، لأنه استخدم شريط فيديو للدعاية تظهر فيه امرأة لا ترتدي الحجاب.
وقال سوليفان، أمس الأول، إن بلاده ليست في وضع يسمح لها بتولي دور الوسيط بين السعودية وإيران، مضيفاً أن جهود الصين لتعزيز خفض التصعيد بالمنطقة لا تتعارض مع المصالح الأميركية.
وأضاف: «من وجهة نظرنا، حتى عندما وضعنا الكثير من القوة الدبلوماسية في محاولة المساعدة في تعزيز خفض التصعيد، كما هي الحال مع الهدنة في اليمن، فإن قيام دول أخرى بذلك، مثل الصين، لا يتعارض بشكل أساسي مع المصالح الأميركية، وبصراحة فهي تسير في الاتجاه نفسه».
وتابع: «لم نكن في وضع يسمح لنا بأن نكون وسيطا بين السعودية وإيران، نظراً لعلاقتنا بهاتين الدولتين. لم نكن أبداً، ولسنا في مثل هذا الموقف اليوم».
وشدد سوليفان على أن واشنطن تعتبر التفاهم الذي تم التوصل إليه بين الجمهورية الإسلامية والسعودية بمنزلة «تطور إيجابي»، لافتا إلى أن الرياض تبقي واشنطن على علم بتطورات المفاوضات.
عودة الطيران
وفي خطوة تعزز تقدّم اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين، الذي تم برعاية صينية الجمعة الماضية، بهدف إنهاء قطيعة دامت نحو 7 سنوات، أعلن المتحدث الرسمي باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية، جعفر يازرلو، أمس، أن الجمهورية الإسلامية تتجه إلى تسيير رحلات جوية بين إيران والسعودية. ونقلت وكالة تسنيم عن المسؤول الإيراني قوله، إنه «بعد إصدار الترخيص، سيتم جدولة الرحلات»، مضيفاً أنه «بعد دراسة الموضوع وإجراء المراجعات الضرورية، سيتم إصدار التصاريح اللازمة والرسمية للرحلات بين البلدين». وذكرت وكالة الأنباء أن «مراقبة موقع بيع التذاكر التابع لشركة الخطوط السعودية، تشير إلى إمكانية شراء تذاكر لخط الرياض - مشهد».
في موازاة ذلك، شدد نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، عباس مقتدائي، على أن «الاتفاق بين إيران والسعودية يعني منع وقوع الخلافات والشرخ بين الأمة الإسلامية»، وقال مقتدائي إن طهران «أثبتت أنها لا تحبّذ التوتر في الشرق الأوسط والخليج». وأضاف: «اليوم ومع استئناف العلاقات، فإننا سنستمر في هذا السياق، ونعتقد بضرورة أن يستفيد محور المقاومة والدول الإسلامية من التعاون الإيراني - السعودي بأفضل مستوى ممكن».
ملف اليمن
ووسط ترقّب إقليمي ودولي لطبيعة الدور الذي يمكن لإيران أن تمارسه للضغط على جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة من أجل التوصل إلى تفاهم مع بقية الأطراف اليمنية بهدف إنهاء الحرب الدائرة هناك، عقد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إیران، كمال خرازي، مشاورات مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، هانس غروندبرغ، في طهران.
وجدد خرازي حديث بلاده عن أن «إعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض في حد ذاتها ستسهم في هدف إنهاء حرب اليمن».
لكنّ المسؤول الإيراني أشار إلى قلق طهران من تحرّكات الإمارات، العضو الرئيسي بـ «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده الرياض لدعم الحكومة اليمنية، زاعما أنها سيطرت على جزيرة سقطرى، ومشيراً إلى دعم أبوظبي لقوات يمنية جنوبية انفصالية، رغم أنها منضوية ضمن التحالف المناهض للحوثيين. وحذّر من أن ذلك يمكن أن يعرّض أمن باب المندب والبحر الأحمر للخطر.
وشدد خرازي على أنه يجب احترام وحدة أراضي اليمن وقدرة الشعب اليمني على حل خلافاته في عملية الحوار اليمني ـ اليمني لإحلال السلام وإقامة حكومة تمثّل إرادته.
لا تعارُض
في غضون ذلك، كشفت صحيفة فرهيختغان الأصولية، نقلا عن مصادر خاصة، أنّ قطر وافقت على إنشاء قناة صرف أجنبي لتنفق إيران من خلالها أموالاً مجمّدة لدى كوريا الجنوبية، وتحمُّل التكاليف المحتملة لذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كانت هذه الآلية فعّالة في جلب موارد النقد الأجنبي إلى إيران، فيمكن عندها اللجوء إليها في الاتفاقية المنتظرة للعودة إلى «الاتفاق النووي».
من جهة أخرى، حذّر قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني، علي رضا تنغسيري، من أن بلاده ستواصل خوض ما يُعرف بـ «حرب الظل» مع إسرائيل. وقال إن «بعض دول الجوار جعلت لإسرائيل موطئ قدم فيها، ويتعين عليها أن تعلم أن طهران سترد على أدنى اعتداء». وأضاف أن أي مشكلة تتعرّض لها السفن الإيرانية في المنطقة لن تبقى من دون رد.
تهوين التسميم
إلى ذلك، هوّن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، مسعود ستايشي، من حوادث تسميم طالبات المدارس التي تصاعدت قبل أسبوع بأنحاء الجمهورية الإسلامية. ورأى أنه «من الأفضل القول الشعور بالتسمم»، بدل التسميم، لأننا لم نحصل حتى الآن على تقرير أو دليل علمي يؤكد وقوع حالات تسمم.
في سياق قريب، كشفت منظمة حقوقية عن قيام السلطات الإيرانية برفع شكوى ضد صالح نيكبخت، محامي عائلة مهسا أميني التي أطلقت وفاتها خلال احتجازها من قبل الشرطة، بسبب مخالفتها قواعد ارتداء الحجاب، موجة احتجاجات عارمة في سبتمبر الماضي. وذكرت المنظمة الحقوقية الكردية أن السلطات اتهمت نيكبخت بالدعاية ضد النظام.
وأمس، أغلقت السلطات سوقاً شهيراً للذهب بمركز كريم خان الشهير وسط طهران، لأنه استخدم شريط فيديو للدعاية تظهر فيه امرأة لا ترتدي الحجاب.