عن الاغتراب البيئي... 20/20/20
تماشياً مع اتفاقية مؤتمر باريس لعام 2015 دشنت دول الاتحاد الأوروبي خطة الـ20/20/20 «القاسية نوعا ما» والطموحة في الوقت نفسه والتي تهدف في المقام الأول إلى الحد من انبعاثات دولها فيما يتصل بالغازات الدفيئة، حيث تهدف تلك الخطة إلى الوصول أولاً إلى 20% انخفاضاً في الانبعاثات بالمقارنة بمعدلات سنة 1990، وثانياً 20% زيادة في الاعتماد على الطاقة المتجددة، وأخيراً وليس آخراً 20% زيادة في الاعتماد على الطاقة من المصادر الاعتيادية.
إلى هذه اللحظة تشير المصادر إلى أن الاتحاد الأوروبي نجح في تحقيق أول هدفين من خطته لعام 2020 والتي تشكل «نقطة في بحر» خريطة طريق الاتحاد لعام 2050 للوصول إلى حياد كربوني تام، وبالمناسبة يشير تقرير ماكينزي الأخير McKinsey إلى أن الوصول إلى ذاك الحياد الكربوني لن يؤثر على جيوب الطبقة المتوسطة، بل ستكون تكاليف وعوائد الاستثمارات جزءاً من الأعباء الاعتيادية للمواطن الأوروبي العادي ومن سيتأثر هم «المخمليون» وأصحاب الدخول العالية فقط.
تشكل قطاعات الطاقة جلّ الانبعاثات من تلك الغازات الدفيئة وبشكل رئيس حرق الوقود يشكل 80% كمسبب رئيس لها، لذلك كانت وما زالت خطط الاتحاد الأوروبي (المعلنة) والشفافة تركز على الطاقة النظيفة والتقاط الكربون وخلافه، كما يبدو للوهلة الأولى أننا بمنأى عن كل ما يحصل في القارة العجوز التي قامت بالحد من انبعاثاتها بشكل كبير والمقدرة بـ4 غيغا طن، ولكن بالطبع هذا ليس بصحيح، فكوننا ممن يعتمد على النفط في نظام ريعي تأثرنا وسنتأثر أكثر وأكثر، وهنا يجب أن نمعن التفكير بتصريح وزير الخارجية في شهر يوليو الماضي من بعد فعاليات مؤتمر المناخ الأخير (كوب 27) الذي صرح بوصول دولة الكويت إلى الحياد الكربوني في قطاع النفط والغاز.
وصولاً إلى عام 2020 الكويت مسؤولة عن قرابة الـ90 مليون طن من انبعاثات الكربون كمعدل سنوي، فما تلك الخطط المرتبطة بذلك المعدل للحد منه؟! وهنا نقصد بخريطة طريق واقعية وواضحة المعالم وذات ملامح يمكن إدارتها وتفعيلها، كيلا نكون متخلفين عن ركب بقية الدول.
عموماً مثل تلك الخطط لن يتم تحقيقها برأيي إلا من خلال ربط واقعي مع بقية الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي مع تفعيل لاتفاقيات ملزمة وواضحة للوصول إلى الغاية المرجوة سويا، كما يجب العلم بأن مثل تلك الملامح العامة للخطط لا يمكن أن تتجزأ عن طبيعة حالنا في الخليج كدول نفطية، وكذلك ذات معدلات عالية في تراكم النفايات، والتي يمكن لنا أن نستغلها في الحياد الكربوني لإنتاج الطاقة المتجددة لدفع عجلة الاقتصاد الدائري في المنطقة، فهل وصلت الفكرة الآن؟!!